النميمة ظاهرة تنتشر تدريجيا بين الناس؛ كالمرض لا يدري احد مداها؛ او ما جدواها أنه مهين ؛ لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس.
وتعرف النميمة نقل كلام؛ بين الناس بغرض الإفساد ؛وإيقاع العداوة والكره بينهم .
وأشد أنواعها حرمة؛ وإثما نقل الكلام إلى رئيسه؛ وهو ما يعرف بالوشاية ؛وتنبع خطورتها على البطش؛ والانتقام وإيقاع الظلم.
فالنمام فهو إنسان ذو وجهين؛ يقابل كل من يعاملهم بوجه فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده.
وهو أشد خطراً على الناس من المغتاب؛ كون النميمة يتعدى أثرها إلى المجتمع؛ فتتسبب بقطع الأرحام وتعكير صفو النفوس.
وقد تنقل المرأة كلاما لامرأة أخرى؛ عن زميلتها أو عن إحداهن ؛ يكون مغايراً للواقع وتحدث إثر ذلك المشاكل.
وقد ينقل رجل كلاما؛ عن لسان زميل آخر؛ فيتسبب بكثير من التعقيدات؛ وعندها تفسد العلاقات وتحل لغة العداوة والبغضاء .
فإذا بالناس يتقاطعون ويتدابرون ؛فبدل أن تسيطر الرحمة ويعم التواصل والتكافل؛ تباعد النميمة بينهم وتشعل نار الفتنة والأحقاد في الصدور والقلوب ..
وقد حذر النبي من أمثال هؤلاء فقال: (تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه).
ومن أجل ذلك أوجب الإسلام عدم التجسس حتى لا تتكشف عورات الناس؛ ومن تتبع عورات الناس تتبع الله عورته؛ ومن تتبع الله عورته؛ فضحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد!؛
ونهى الإسلام عن الغيبة والنميمة فلا يحق لامرئ أن يغتاب أخاه في مجالس السمر أو أماكن العمل أو في أي مجتمع يوجد فيه ..
فقد روى عن ابن عباس: أن سلمان كان يخدم رجلين من الصحابة؛ ويسوى لهما طعامهما؛ فنام عن شأنه يوماً فبعثاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبغى لهما إداماً ؟.
وكان أسامه على طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال ما عندي شيء فأخبرهما سلمان؛ فقالا لو بعناه إلى «بئر سميحة» لغار ماؤها.
فلما جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما: مالي أرى خضرة اللحم في أفواهكما فقالا: ما تناولنا لحما قال (إنكما قد اغتبتما ومن اغتاب مسلماً فقد أكل لحمه) .
فقد كانت النميمة من إحدى صفات إمرأة لوط التي عذبها الله
ويجب على المستمع عدم تصديق النمام؛ وذلك لأنه فاسق ؛وشهادته غير مقبولة.
وضرورة حفظ اللسان؛ عن كل ما هو قبيح؛ ويجب نشر المحبة؛ والتآلف بين الناس.
وعلى النمام أن يعلم أن نميمته؛ هي سبب في غضب الله تعالى؛ وأنها سبب في إفساد القلوب وتفريق الناس؛ وهدم البيوت.
ويبدل نميمته بإشاعة الحب ؛والإحسان بين الناس؛ ويجاهد نفسه في حفظ لسانه؛ والاعتياد على الذكر والقول الحسن.
ويوقن أن من قام بالنميمة ؛بينهم هم خصومه أمام الله ؛يوم القيامة ويتذكر الموت وعذاب القبر والآخرة .
فإن الصحبة الصالحة ومجالستها؛ تخفف من حدة هذه الصفة ؛ويمكن التخلص من الغيبة؛ وتركها من خلال تقوى الله سبحانه وتعالى وزيادة الحياء منه .
وتذكر مقدار الحسنات التي يخسرها ؛من يمشي في الغيبة ويعطيها للشخص ؛الذي يغتابه.
ومجالسة الأشخاص الصالحين وأهل الخير والتقوى؛ والعلم والأدب وأهل مكارم الأخلاق.
والحرص على قراءة سير الصالحين والتعلم من أخلاقهم وسلوكهم.
التعليقات