أكد المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، أن عام 2026 يشهد سلسلة من الظواهر والأحداث الفلكية البارزة، في مقدمتها كسوفان للشمس وخسوفان للقمر، إلى جانب اقترانات كوكبية لافتة وظهور ما يُعرف بموكب الكواكب، إضافة إلى زخات شهب قوية تجعل العام من الأعوام الغنية فلكياً.
وأوضح "عودة"، أن مطلع عام 2026 يشهد زخة شهب الرباعيات مساء 3 يناير، وهي من أقوى زخات الشهب السنوية من حيث العدد والسطوع، إذ قد يتجاوز معدلها في ذروة النشاط أكثر من 100 شهاب في الساعة، كما تشتهر بظهور الكرات النارية اللامعة، إلا أن ظروف الرصد ستكون أقل مثالية هذا العام بسبب تزامن الذروة مع اكتمال القمر.
وأشار مدير مركز الفلك الدولي، إلى أن شهر فبراير يُعد من أبرز أشهر العام فلكياً، إذ يشهد كسوفاً حلقياً للشمس يوم 17 فبراير يمكن مشاهدته من القارة القطبية الجنوبية، يعقبه في اليوم التالي وقوع الهلال النحيل بالقرب من كوكب عطارد في جهة الغرب بعد غروب الشمس، في مشهد جميل قد يحتاج إلى منظار لرؤيته بشكل أوضح.
وأضاف، أن أحداث الشهر تختتم بظهور 6 كواكب في السماء الليلية أواخر فبراير في ظاهرة تُعرف شعبياً بموكب الكواكب، حيث تبدو مصطفّة تقريباً على خط واحد عبر السماء نتيجة دورانها حول الشمس بسرعات مختلفة، ما يجعل هذا الاصطفاف حدثاً مميزاً نسبياً. ولفت إلى أن شهر مارس يشهد خسوفاً كلياً للقمر يوم 3 مارس يُشاهد من المحيط الهادئ، ويُعد من أبرز أحداث العام القمرية.
وبيّن أن شهر أبريل يشهد اجتماع الهلال وكوكب الزهرة وعنقود الثريا يوم 19 أبريل في جهة الغرب بعد غروب الشمس في منظر فلكي بديع، يعقبه ظهور زخة شهب القيثاريات يوم 22 من الشهر نفسه، وهي أقدم زخات الشهب المسجلة تاريخياً، وتتميّز بشهبها ذات الذيول الغبارية المضيئة التي قد تبقى مرئية لعدة ثوانٍ، مع ظروف رصد مناسبة نسبياً لقرب القمر من التربيع الأول.
وقال عودة، إن يوم 8 يونيو يشهد اقتران كوكبي الزهرة والمشتري، حيث يبدوان متجاورين في السماء المسائية باتجاه الجنوب الغربي من غروب الشمس وحتى قرابة الساعة 11 مساءً، ويظهران كنقطتين شديدتي اللمعان يفصل بينهما نحو عرض إصبع واحد، ما يجعل الحدث فرصة مثالية للرصد والتصوير الفلكي، بينما يشهد منتصف شهر يوليو يشهد بداية نشاط زخة شهب البرشاويات، التي تستمر حتى أواخر أغسطس.
وأوضح، أن شهر أغسطس يُعد ذروة النشاط الفلكي خلال عام 2026، إذ يشهد كسوفاً كلياً للشمس يوم 12 أغسطس يمكن مشاهدته من أوروبا، ويُرى ككسوف جزئي من غرب الوطن العربي، ويتزامن ذلك مع ذروة زخة شهب البرشاويات يومي 12 و13 أغسطس بمعدلات قد تصل إلى نحو 150 شهاباً في الساعة، مع احتمال ظهور كرات نارية لافتة.
وأشار إلى أن عام 2026 يتميز بظروف مثالية للرصد، لتزامن ذروة الزخة مع طور القمر الجديد، ما يوفر سماء مظلمة خالية من التلوث القمري، ويختتم الشهر بخسوف جزئي للقمر يوم 28 أغسطس يمكن مشاهدته من معظم أرجاء الوطن العربي.
وأضاف أن يوم 6 أكتوبر يشهد وقوع كوكب المشتري على مسافة قريبة جداً من الهلال في منظر نادر يُشاهد شرقاً قبل شروق الشمس، فيما تبدأ خلال شهري أكتوبر ونوفمبر زخة شهب الجباريات المرتبطة بمذنب هالي، وتستمر خلال نوفمبر، وتتميّز بشهبها السريعة وذيولها الضوئية المستمرة، مع تأثر جزئي بسطوع القمر وبقاء فرص جيدة للرصد.
وتُختتم السنة بزخة شهب التوأميات، التي تُعد من أفضل وأغزر زخات الشهب على الإطلاق، إذ قد يصل معدلها إلى نحو 120 شهاباً في الساعة، وتمتاز بشهبها الأبطأ نسبياً، ومع غياب تأثير القمر في ليلة الذروة تكون ظروف الرصد مثالية، لتشكّل ختاماً مميزاً لعام فلكي حافل بالظواهر السماوية.
التعليقات