تأمل يدك جيدًا يا مَن تقرأ سطورى القادمة وستكتشف أن يدك المرافقة لك على طول الخط لها وظائف كثيرة تُعبر عن مكنون نفسك، أنت لا تلتفت إليها مطلقًا لأنها فى حالة حركة دائمة تلقائية، ولكن حين يتجمد تفاعلها ستتوقف أنت عن الدوران حول نفسك وستدرك قيمة ما لم تعطه أولوية اهتمامك منذ البدء، ولأول مرة سوف تستند عليها امتنانًا وشكرًا على خدمات عديدة قَدمتها إليك فى صمت وبدون مقابل.
اليد هى التى تمتد بالسلام وهى التى تدفع عنك الأذى، اليد هى التى تحنو وتطبطب على القلوب الباردة، وهى التى تضرب على الحديد وهو ساخن، اليد هى التى تقاوم أمواج الحياة وتُلوّح من بعيد، اليد هى التى تُرفع بالسؤال وتُرفع أيضًا بالإجابة، اليد هى التى تبنى وتعمر، اليد هى التى تزرع وتحصد وهى أيضًا التى تخرب وتدمر كل ما سبق، اليد هى التى تربط الأطراف المتناثرة مع بعضها فى لُحمة واحدة، وهى أيضًا التى تقطع حبال الوداد والأوصال، اليد هى التى تتضرع بالصلاة إلى السماء، وهى التى تتساوى بالأرض من الإحباط والخذلان.
وهى أيضًا التى تتعلق بقشاية أمل رغم الفشل، اليد هى التى تصفق فرحًا فى الانتصارات وتشبع لطمًا فى الأزمات، اليد هى التى تأكل وتشرب، وهى أيضًا التى تمتنع عن المأكل والمشرب لأيام وربما لشهور إلى حد التآكل والجفاف، اليد مرآة حرارتنا وفتورنا وانعكاس قبولنا ونفورنا، اليد كتاب تفسيرنا وتحليل مواقفنا على ما نحن فيه أو اعتراضنا على ما نحن عليه، اليد هى التى تعتزم الخوض فى أمور وترتخى فى أخرى، اليد هى التى تتماسك بالقوة وهى أيضًا التى ترتعش من الضعف، اليد هى التى تقود وهى التى تسود وهى أيضًا التى تتوارى وتحتجب حتى إنها فى اللغة العربية ليست واحدة وإنما أنواع كثيرة ولكل نوع معنى مختلف لذات اليد.
(الإيد البيضا)
■ صاحبها له أفضال وخيرات عديدة.
(الإيد الماسكة)
■ صاحبها بخيل فى عطائه ولا وجود للسخاء فى قاموسه.
(الإيد الخضرا)
■ صاحبها سخى فى توزيعه والكرم منهجه.
(الإيد الطايلة)
■ صاحبها ذو مكانة مرموقة واتصالات رفيعة المستوى.
(الإيد الواصلة)
■ صاحبها له سلطة ونفوذ وسلطان يفعل ما يشاء.
(الإيد الطويلة)
■ صاحبها يستخدمها فى إيذاء كل من حوله.
(الإيد الخفيفة)
■ صاحبها يتمتع بخفة فى الاستيلاء وسرقة ما خف وزنه وعظم قدره.
(الإيد المخرومة)
■ صاحبها مسرف ببذخ ولا يحسب حساب الغد.
وإذا قلنا مثلًا هذا الإنسان (إيده على قلبه) تعنى أنه شخص قلِق وكثير المخاوف بلا مبرر، أما إذا كان (إيده بكفه) فهو كائن عصبى يصعب التفاهم معه وأيضًا الذى يدعى أن (إيده فى زور الكل) يعنى أنه صاحب جمايل على الجميع وصارف عليهم دم قلبه، أما الذى تجده (إيد ورا وإيد قدام) فهذا هو المفلس ماديًّا وقليل الحيلة اجتماعيًّا، والذى يقول لك دومًا إنه (على خَطِةِ إيدك) تأكد أنه غير قابل للتغيير أو التطوير من أدواته، وبالتالى فهو غير مؤثر على المستوى العام والخاص، ولكن انتبه لمن يتهمك بأن (اللى إيده ف الميه مش زى اللى إيده ف النار) لأنه ببساطة يصفك بأنك عديم الإحساس ومنزوع المسؤولية.
وخد بالك من اللى (يمسكك من الإيد اللى بتوجعك) لأن مثل هؤلاء لا دين لهم ولا ملة، ومع ذلك قد تجد الذى يساندك قائلًا (إيدى فى إيدك) وهذا النوع يلتزم بالعهد ويفى بالوعد، ونصيحة منى ابتعد عن كل من هو (إيده متكتفة) لأنه عاجز عن الأمل وباطل عن العمل، والإيد البطّالة نجسة، والشهادة لله أنا إيدى وجعتنى من كتر الحصر، دمتم بأيادٍ طاهرة نقية.
التعليقات