كان هناك رجل يبلغ من العمر ٤٩ عاماً يمر بأوقات عصيبة جداً في حياته علي جميع الأصعدة بما في ذلك إخفاقات على العديد من الجبهات الشخصية والمهنية.

في إحدى الليالي لم يستطع النوم، وقرر إجراء محادثة مع الله وطرح جميع الأسئلة التي تزعجه.

 قرر أن يسأل الله عما يلزم فعله لجعل هذه الحياة التي يعيشها تصبح ما يريد - كان يخطط لإنهاء حياته إذا لم يكن قد حصل على الإجابات لأسئلته.

 ثم فجأة خرج صوت من خلف كتفه - على الرغم من عدم وجود أحد في الغرفة معه - ونعم، حصل على إجابات لأسئلته وبهذه الطريقة بدأ حوار غير مألوف للغاية، أحاديث مع الله.

المذكور أعلاه ليس جزءًا من فيلم، إنها تجربة حقيقية مر بها نيل دونالد والش (كما ذكر لاري كينج على قناة CNN Live في برنامجه يوم ٧ أبريل ٢٠٠٠)، وقد قادته هذه التجربة إلى كتابة واحد من أفضل الكتب مبيعاً على الإطلاق التي تناقش الأسئلة الحيوية التي ليس لدينا كبشر أجابات لها.

 علي عكس ما يبدو من عنوان الكتاب، أن المحادثات مع الله لا تدار من خلال طرح أسئلة تتعلق بدين أو معتقد معين (لذلك لن تصادفك أسئلة مثل: هل لله أبن أم لا )، بل كل الأسئلة والأحاديث تدور في شكل منطقي ومحورها عن الحياة.

 صدر محادثات مع الله في صورة ثلاثية من الكتب وأسمها رسمياً ' محادثات مع الله - حوار غير مألوف ٣ ، ٢، ١ وقد تم نشرهما في الفترة من عام ١٩٩٥الي عام ١٩٩٨ وتشمل تسع محادثات تطرق فيها الكاتب إلى بعض الأمور الهامة التي  غالباً ما نفكر فيها ولكن ليس بالطريقة التي فعلها الكاتب أو التي غالباً ما نعتبرها من المحرمات.

 من أكثر الأشياء التي كتب عنها إثارة في كتبه هو فلسفته عن الموت - أو ما يعنيه له.

 في كتاب والش يشرح أنه لا يوجد شيء اسمه الموت، والذي أقتبس منه ما قاله بوصفه "وهم عظيم".

 وفقًا لـ والش، أوضح ببساطة أن الروح يتغير شكلها ولكن الحياة نفسها بالنسبة لنا أبدية وتستمر إلى الأبد. كما شارك في رأي مهم آخر وصفه بأنه درس مهم ، وهو أن: كلنا واحد.

 على سبيل المثال، في غرفة بها العديد من الأشخاص، لا يوجد في الواقع أحد غيرك ولكن بأشكال مختلفة وعندما تعامل هؤلاء الأشخاص عبر الطاولة أو معك في الغرفة تمامًا فأنك تختار أن تعامل نفسك فلن تشعر بالخوف من ذلك.

 وفي نفس السياق يعتقد والش أنه لا يوجد مكان مثل النار، والذي يرتبط بحقيقة أنه لا يوجد شيء مثل الموت في رأيه، وبالتالي فإن ما حدث بعد الموت (تغيير شكل الروح) ليس له مكافأة أبدية بدخول الجنة أو النار. 

 على غرار سلسلة المحادثة الثلاثية مع الله - كان لدى والش في وقت لاحق كتاب بعنوان الصداقات مع الله نُشر في عام ٢٠٠٠.

 عندما سُيل عن كيف يمكن أن تكون الصداقة مع الله ممكنة في ضوء المحادثة مع الله، قال ببساطة: العلاقة مع الله مثل علاقتنا مع بعضنا البعض.  كل شيء يبدأ بمحادثة. بمجرد أن تسير المحادثة بشكل جيد فإنها تتحول إلى تجربة صداقة.ثم إذا سارت الصداقة بشكل جيد، فإنها تتحول إلى تجربة وحدة مع الله.

 أنا كقارئة عندما قرأت الكتاب لأول مرة شعرت بعدم الارتياح قليلاً من الفكرة بأكملها ولكن بعد ذلك عندما عدلت رأيي بأنني أقرأ الكتاب فقط وهذا لا يعني أنيّ أؤمن بمحتواه تقبلت الفكرة ووجدت بعض التوافق في أفكاره مع بعض معتقداتي الخاصة.

 كلنا واحد من أفضل الاقتباسات التي ذكرها الكتاب وهي الأكثر منطقية لعقلي - أعتقد أنه إذا تمسكنا بهذا المبدأ لن نقوم بفعل الخير لأنفسنا فحسب، بل سنقوم بعمل الخير للدائرة الأكبر من محيطنا وفي النهاية للعالم بأسره.

ونظرية المؤلف عن الصدق وقول الحقيقة أستوقفتني كثيراً:

 " أبدأ بقول الحقيقة الآن ولا تتوقف أبداً. أبداً بقول الحقيقة لنفسك عن نفسك. ثم قل الحقيقة لنفسك عن شخص آخر. ثم قل الحقيقة عن نفسك للآخرين. ثم قل الحقيقة عن الآخر للآخر.  أخيرًا ، قل الحقيقة للجميع عن كل شيء.  هذه هي المستويات الخمسة لقول الحقيقة.  هذا هو الطريق الخماسي إلى الحرية ".

 أعزائي قارئي المقال، إذا كنتم من من يقدمون على قراءة أشياء قد لا تكون متوافقة معهم بنسبة ١٠٠٪؜، أوصيكم بقراءة هذا الكتاب، قبل كل شيئ ستجرون محادثة مع أنفسكم والآخرين بقلب مفتوح وبنظرة روحانية تخترق الكثير من الحواجز في مثال حي للتواصل مع القوي الخارقة والعظيمة …التواصل مع الله.