التسامح من أسمى الصفات التي أمرنا بها الله عز وجل ورسولنا الكريم؛ فالتسامح هو العفو عند المقدرة؛ والتجاوز عن أخطاء الآخرين؛ ووضع الأعذار لهم والنظر إلى مزاياهم وحسناتهم؛ بدلاً من التركيز على عيوبهم وأخطائهم.
التسامح من الأخلاق الرفيعة؛ التي يدعو إليها الإسلام وتقره جميع الشرائع السماوية؛ كما أنه من الأخلاق الحميدة التي تعد من أخلاق المجتمعات الفاضلة .
ولهذا يجب أن يغرس التسامح في نفوس الأبناء؛ منذ الصغر كي يكبروا عليه ويتعلموا منه كيف يتغاضون عن أخطاء الآخرين؛ وزلاتهم ويتجاوز عن الحقد والغل.
فعند التمعن في آيات القرآن الكريم ؛يظهر الخطاب الإلهي العظيم واضحا في الدعوة إلى التسامح؛ الذي أعد الله تعالى له أجرًا عظيمًا
فالتسامح شكل من أشكال الطهر والنقاء؛ والتسامح من أكثر الأمور التي تغمر القلب بالمحية.
كما أنه ينشر الألفة بين الناس؛ ويخلصهم من ترسبات الحقد والكراهية؛ ويجعل الإنسان يشعر بالأمان والسكينة! والطمأنينة ويغمر القلب بسعادة كبيرة .
فالتسامح لا يمكن أن يكون إلا طاقة إيجابية عظيمة ؛لأنه نابع من الأخلاق فهو دليل على اتصاف صاحبه بعدد من الأخلاق الرفيعة الأخرى.
لأن التسامح مرتبطٌ بشكل مباشر؛ بالصدق والعفو والعطاء والحب.
لهذا يعد شاملًا وجامعًا للأخلاق؛ ومن عظمة التسامح أنه يضفي على صاحبه إشراقًا في القلب والروح.
كما أنه يغمره بالسرور والمحبة؛ ويجعل مكانته بين الناس عظيمة كما أنه يزيد من قوة الطاقة الإيجابية؛ في نفس صاحبه ويشغله بنفسه وأحلامه وتحقيق طموحاته .
بدلًا من إشغاله في تصفية الحسابات؛ مع الآخرين ويجعل اهتمام الإنسان؛ متركزا على البناء والتعمير ؛ومبتعدًا عن كل ما يسبب هدم أواصر المحبة والعلاقات بين الناس.
لذلك يستحق الإنسان المتصف بالتسامح؛ أن ينال احترامًا كبيرًا؛ من الجميع؛ بالإضافة إلى الأجر العظيم الذي أعده الله تعالى له.
كان الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- يتصفون بالتسامح، وكانوا يتجاوزون عن الأخطاء ويغفرون الزلات؛ ولا يبالغون في القطيعة والأخذ بالذنوب.
لهذا حق على كل إنسان صالح ؛أن يجد قدوته المناسبة من الصحابة الكرام والسلف الصالح؛ الذين أسسوا لمجتمع إسلامي مثالي ؛قائم على الحب والتسامح والإخاء.
علما أن التسامح لا يكون مقتصرًا بين الأفراد فقط؛ ولا يوجد أعظم من أن يعيش الإنسان يومه وهو خال من الحقد؛ والكراهية.
وليس أروع من أن يملك الإنسان ؛قلبًا متسامحًا لا يعرف إلا الخير والمحبة.
فمن يعفو ويتجاوز عن الناس؛ ويسامحهم لا بد وأن يجد من يعامله؛ بنفس الطريقة والأسلوب.
فالتسامح يعني الفوز بمحبة الآخرين ؛وكما يقولون دوما: "ألسنة الخلق ميزان الحق"؛ومن أحبه الله فقد أوجب محبته في قلوب العباد.
فالحياة قصيرة تمضي دون توقف؛ فلا داعي لنحمل الكره والحقد؛ بداخلنا .
بل علينا أن نملأها حب وتسامح؛ وأمل حتى نكون مطمئنين مرتاحو البال؛ وهو يقرب الناس لنا ويمنحنا حبهم.
ويعتبر التسامح واجباً أخلاقيّاً ؛تجاه الآخرين مما يعزز احترام الشخص لذاته قبل احترامه للآخرين .
وللتسامح أهمية كبيرة في حفظ حقوق الإنسان؛ وتحقيق السلام والديمقراطية ؛والحد من العنف والنزاعات .
ونظراً لأهمية التسامح؛ فإنه لا بد من معرفة وسائل تنشئة الأشخاص؛ ليكونوا متسامحينَ منذ طفولتهم إذ يبدأ اكتساب الطفل لصفاته الأخلاقية من الوالدين في المنزل.
وللمدرسة دور في توعية الأطفال؛ بضرورة احترام الآخرين؛ وإعداد برامج تعليمية توعوية عن التسامح.
ويكمن دور الإعلام ؛في إيصال صورة غير متعصبة للأشخاص المختلفين؛ وضرورة انتباه الأهل للمحتوى الإعلامي الذي يشاهده أطفالهم.
فالدين الإسلامي جعل من التسامح ؛قيمة دينية لان دين الإسلام دين المحبة والتسامح؛ بين الناس والبشرية جمعاء وعليه تعد القيمة الدينية.
للتسامح عنصر رئيساً؛ في تكوين ثقافة أي مجتمع من اجل أدارك افراده ؛على التفاعل والتعاون وترسيخ الاحترام وتكوين علاقات اجتماعية قوية فيما بينهم.
التعليقات