هذه القصة خيالية ولا تمت للواقع بصِلة، وكل الشخصيات التي فيها وهمية وأي تشابه بينها وبين الواقع هو من وحي خيال القارئ.
الدباجة سالفة الذكر تُقال في كل مرة يُعرض موضوع أو تُكتب قصة أو رواية أو فيلم سينمائي أو حتي تُحكي حكاية.
والحقيقة أنه أحياناً يكون كثير مما فيها مقصود بشكل مرسل و فيه إسقاط مطابق للواقع تماماً.
أحدثكم اليوم عن شخصيات تعيش بيننا كفاكهة الموسم.
الحكاية وما فيها تدور حول ما يحدث في حياتنا اليومية من تصرفات غير متوقعة من بعض الناس حولنا، هذه التصرفات تجعلهم يقّلون في القدر عندنا بين عيشة وضحاها، وعندما أقول يقّلون عندنا أعني أن مكانتهم تتغير تغير ليس كالزعل الوقتي الذي يمر وتصفى بعده النفوس، أنه أكبر من ذلك لأننا لا ننتظر أي تبريرات من الشخص أو تفسيرات، بالعكس فالشخص يقّل تدريجياً بعد عدة مواقف يسقط فيهم من نظرك بجدارة.
يقّل بينك و بين نفسك وحتي لا نكترث أو نبالي بأن نحسسه بمكانته الجديدة الأقل عندنا ولكن وبعد مرور بعض الوقت يظهر التغير والفتور في طريقة المعاملة.
حتي أنه في بعض المواقف يعاتبنا الشخص من من باب العشرة القديمة و العيش والملح ولكن كما يقولون ' بتكون خربت مالطة ' حيث تكون المنزلة الجديدة الأقل أصبحت واقع وليس شيئ يمكن تغيره.
يكون هذا الشخص أو المجموعة من الناس من مَن كنت تعتقد أنهم مختلفين في أسلوبهم أو محترمين حتي في أختلافهم ولكن يثبت لك الوقت والمواقف أنك وضعت الشخص في منزلة أعلي من قدره وتدريجياً ينخفض موقعه عندك و يبقي من العموم وهي دائرة كبيرة و بعيدة و غير مؤثرة فيك .
يعتلي الشخص مكانه الصحيح الأقل في المنزلة أو كما يقولون بالإنجليزية to downgrade the person to his right position.
الحقيقية أن هؤلاء الناس قد لا يكونوا أناس سيئين ولكن الأكيد أنهم ليسوا ناسك، هم بالتأكيد جاءوا في وقت أو موقف مناسب في حياتك وأستفادوا من وجودك في مساعدتهم وخدمتهم وتجاوزوا بك بعض الأزمات والمواقف وأصبحوا أقوي بوجودك وأقدر علي مواجهة مصاعب الحياة وبعد أن هدأت الموجة وجاء الموقف الفاصل الي سقطت فيه الأقنعة أغلقوا الباب عليك وتركوك خلفهم ومضوا قدماً في حال سبيلهم.
لا يمكن أن أصفهم بأنهم أنذال أو متلونين ولكن من المؤكد انهم ليسوا من الأوفياء وأنهم كالحرباء يغيرون جلدهم حسب الموقف والمصلحة.
هؤلاء الناس يذكرونني بفاكهة الموسم، تأتي في وقت وبعد ذلك تختفي، هم ناس seasonal كالمانجا والبطيخ والتين الشوكي تحضر لشهور قليلة ثم تختفي وأن كنت أري أن المانجا والبطيخ والتين الشوكي نشتاق لهم وننتظرهم ولا يأذونا أبداً أما الموسميين من الناس فهم يأذون مشاعرنا أحياناً ويخذلونا أحياناً أكثر.
أنا لا أتوق ولا أتشوق لهم مهما كانوا في يوم ما أعزاء!، فليذهبوا بلا رجعة ولا نبكي عليهم أبدا.
الجانب المشرق في هذا الموضوع أن هؤلاء الناس لهم جانب إيجابي جداً في حياتنا وهو أنهم يعلموننا الكثير عن معادن الناس ومعدننا نحن و معادن من حولنا وطبعاً they show you exactly how we should not be like.
بعد فترة وجيزة يصبح وجودهم لا يختلف عن عدمه ولا يحدث أي أختلاف عندنا، لقد خرجوا من دائرتنا وأصبحوا كومبارسات ظل لا نراهم حتي لو كانوا أمامنا.
نحن لا نتذكرهم ولانفكر فيهم وأي مواقف أو ذكريات جمعتنا بهم تعُدم من تلقاء نفسها.
نصبح لا نحبهم ولا نكرههم فعكس الحب أو الكره هو الامبالاه، لاننا لا نكره أو نحب الا من نبالي بهم.
التعليقات