تضج مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في مناسبات عدة بما ما أسموه بتحدي العشر سنوات، وفي أيام قليلة تُغمر صفحاتنا على الفيسبوك وإنستجرام بصور لأصدقائنا يظهر فيها كيف كان شكلهم منذ عشر سنوات وكيف أصبح شكلهم الآن.
أنا شخصياً أحببت فكرة هذا التحدي، كم هو مُلهم أن يري الأنسان نفسه بعد فترة ويلاحظ كيف تغير أو تطور، أن هذه التجربة تأخذنا للأشخاص الذين كنا عليهم منذ عقد مضى في صور وذكريات ومواقف تطوف في مخلتنا ونحن نري أنفسنا في الماضي القريب ونحن نعيش الحاضر ونقدم علي المستقبل.
وأنا أتابع مشتركوا هذا التحدي - بما فيهم نفسي - لفت أنتباهي بعض الأمور التي ظهرت جلياً وبكل وضوح.
لقد لاحظت كيف أصبح النساء أكثر جمالاً وعندما أقول ذلك لا أعني أنهن كن قبيحات وأصبحن جميلات، بل أعني أنهن أهتممن أكثر بأنفسهن وظهر جمالهن بوضوح أكبر، فقد أحببن وقبلن وأحتضن أنفسهن وأصبحن مرتاحين مع شخصياتهن بكل ما فيها من تفاصيل شكلية أو شخصية.
أعتقد أنهم قد نضجن بشكل كبير وأكتسبن مزيد من الرضا عن أنفسهن، أو ربما وقع البعض منهن في الحب أو خرجن من الحب أو أي علاقات من التي أستهلكتهن.
عدد النساء اللواتي شاركن في هذا التحدي بدت لي كبيرة جداً وكانوا جميعاً متذكرين أنفسهن جداً ومستمتعين بالمشاركة بكيف كانوا الماضي وكيف أصبحوا الآن.
وحين أنظر الي صور الرجال أري كثير من تقبل الذات المصحوب برؤس صلعاء وبعض الكروش والبطون الصغيرة أو الكبيرة، علي الأرجح ربما لم يمارسوا أي رياضة مؤخراً.
وهم كالنساء تماماً يقبلون الشكل الذي أصبحوا عليه ويضعون صوراً لهم يقفون فيها بكل فخر راضين عن ما هم عليه اليوم.
لقد بدا لي الرجال منقسمين الي فرقيين واضحين، أولهم من تغير تماماً ولم يعد يبالي بالجسم المفتول والعضلات في حين الفريق الثاني أهتم جداً بالجسم المفتول والعضلات وأرتداء الملابس الي تظهر ال six packs بكل تفاصيلاها.
أذا أعتبرنا أن المجتمع من الرجال والنساء علي مواقع التواصل الأجتماعي هم عينة تمثل المجتمع المعاصر نستطيع بلا تردد أن نصل لحقيقة بسيطة: أن الرجال والنساء على حد سواء وبغض النظر إذا كانوا قد أكتسبوا وزناً أو فقدوا وزناً أو تقدموا في السن أو لم يفقدوا شبابهم، فجميعهم يتمتعون بمستوى عال جداً من القبول لكيفية تطورهم ونموهم.
كلهم بلا أستثناء سواء أعمارهم تحت الأربعينيات أو فوقها خالين من التجاعيد الشخصية وهي أهم بكثير من التجاعيد الشكلية.جميعهم علي أختلاف كيف سارت حياتهم أو حتي كيف توقفت يملكون ما أسميه القدرة علي الأستمرار في تحدي الحياة الحقيقي الغير مقرون بشكلهم فقط.
إن فكرة هذا التحدي فكرة إبداعية في رأيي وأن يضع الناس صورهم قبل وبعد عشر سنوات ويبدأون تحديًا علنياً تجعلني أجزم أن كلاً ما شارك في التحدي مر بالكثير ولكنه مازال متمسك بحقه في الحياة.
ولكن إذا سألتوني ما هو التحدي الأعظم بالنسبة لي سأقول لكم أن التحدي ليس في قبول الاختلاف في مظهرنا الآن مقارنة بعشر سنوات ماضية، التحدي الحقيقي هو كم تغيرنا لتحسين أنفسنا أكثر مما كنا عليه قبل عشر سنوات.
أن عشر سنوات وقت طويل مررنا فيه بالكثير من التحديات والمصاعب، وضربتنا الحياة وأوقعتنا أحياناً وأخذت منا بعض الأشياء الثمينة وربما لم تقدم لنا شيئاً في المقابل.
أن التحدي الحقيقي هو الحفاظ على قلبنا نقياً خافقاً بالأمل والحب بعد كل الهزائم وخيبات الأمل الي واجهناها.
هذا هو التحدي الذي لا ينتهي بمضي عشر سنوات بل هو ممتد لعشرات السنوات القادمة
أنا قبلت تحدي العشر سنوات فماذا عنك؟
التعليقات