تفرض الأوضاع الحالية والتطورات السياسية الأخيرة على الساحة العربية حتمية وجود خريطة ورؤية جديدة في العمل الحزبي تتواكب مع متغيرات ومتطلبات المرحلة، وما تشهده المنطقة من اضطرابات في الكثير من الدول العربية والإفريقية.
وقلت خلال استضافتي الثلاثاء الماضي مع الإعلامية مروة سعيد عبر شاشة قناة الشمس في برنامج "الحكاية إيه" أن الأحزاب المصرية عليها الاتفاق حول أجندة تتضمن إعداد كوادر لتقديمها إلى مؤسسات الدولة ومواقع المسئولية بما يتوافق مع رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو بناء مصر الجديدة.
وبصفتي رئيسا لحزب مصر أكتوبر أتحدث عن واجبات الحياة الحزبية خلال هذه الفترة وضرورة الاتفاق على أن بناء الوطن مسئولية الجميع وليس جهة معينة أيا كانت أهميتها، بدلاً من القناعات الحزبية التي نشأنا عليها نحو الخلافات والتمزق والتناحر حتى وصلت إلى حروب بين الأحزاب وبعضها على ضم شخصيات، خاصة في موسم الانتخابات.
وإذا كانت هذه هي رؤيتي الحالية لما يجب أن تكون عليه الحياه الحزبية في مصر خلال هذه المرحلة والتي لاشك أنها تشهد عصراً جديداً في بناء الوطن، فمن المؤكد أن غالبية الدول التي تعاني من الاضطرابات والفراغ السياسي تحتاج إلى هذه الروح.
ومصر التي تختلف كثيراً عما كانت عليه قبل عام 2011 في الأمن والاستقرار والقوة الصلبة والقوة الناعمة تحتاج تكاتف الأحزاب وجمعها في كيان أو اثنين على الأكثر، لأن كل الأحزاب تحمل الآن أجندة واحدة وهي دعم مؤسسات الدولة، ومن ثم تحتاج بعض الدول إلى ما هو أكثر من ذلك لبدء اتخاذ خطوات تثبيت أركان تلك الدول.
وحقيقة الأمر، أنني أرجع السبب الرئيسي لتعثر بناء الأنظمة السياسية في الكثير من الدول المحيطة إلى الصراعات الحزبية والطائفية، والتناحر على السلطة لامتلاكها فقط دون التفكير في مصير الأوطان واستمرار جني ثمار الآثار السلبية لهذا المسلك الذي لم يعد صالحاً للواقع الذي نعيشه.
والمؤكد للجميع أن حالة التشرذم الحزبي أضاعت الكثير من الوقت والجهد والفرص الكفيلة لقيام أي دولة حال وضع الوطن نصب الأعين بعيداً عن أي مطامع، أو مكاسب شخصية ضيقة في بعض الأحزاب هنا وهناك.
إنني أجدد الدعوة لكل الأحزاب والكيانات السياسية في مصر وخارجها بالنظر إلى طبيعة المرحلة ونقاط الاتفاق الكثيرة ، والسعى إلى تقديم الأفضل عبر العمل الجماعي والدفع بأعضاء وقيادات الأحزاب بالكفاءة والقدرة على التميز والعطاء، ليكون العمل الحزب كما يجب أن يكون لبناء الأوطان ولكسب ثقة المواطن بأن العمل الحزبي يسير في نفس الركب الذي نسعى إليه جميعاً لتثبيت أركان الدول ومواجهة تصدير أي صورة سلبية عن الأحزاب علي الأقل خلال هذه المرحلة من عمر الأوطان.
التعليقات