يعتقد العديد من المفكرين وأخصائي التنمية البشرية، أنه لا يوجد صواب مطلق أو خطأ مطلق وأن الصواب والخطأ نسيبين الي حد ما بأختلاف أنماط تفكير الناس والمجتمعات.
مع أخذ هذا في الأعتبار قد تتفاجأ من مدى التباين في تقبل الأخرين لبعض الأشياء التي يرفضها البعض الأخر تماماً.
من أجمل ما قيل في هذا الموضوع جملتين يستوقفاني دوماً حيث يصفون هذا النهج بكل سلاسة ووضوح السهل الممتنع.
يقول تيمبر هوك: إذا أخبرني أحد الناس أن السماء خضراء اللون وأنا أعتقد أنها زرقاء، أدرك حينها تماماً أنني لست بحاجة إلى الجدال معهم أو اثبات أنني على صواب من خلال اثبات أرتكباهم للخطأ، لا أجد أنني بحاجة إلى تسميتهم بأسماء وترديد أنهم لا يعرفون لون السماء ويعتقدون أنها خضراء، دوري فقط أن أبتعد عن تلك المحادثة وعدم الانجراف فيها - وأنا أفعل ذلك أردد لنفسي أنني قد اكتشفت اكتشاف جديد اليوم وهو أن السماء تبدو بالنسبة لبعض الناس خضراء، هذا كل شئ.
إن زرقة سمائي لا يتعرض للخطر على الإطلاق من خلال الطريقة التي ينظر بها شخص آخر إلى اللون الأخضر.
ما أروع هذه الجملة.. أنها فعلاً تصف ما يفعله الكثيرون من أثبات أنهم علي صواب علي حساب فريق آخر علي خطأ، هم بذلك يقرون بعدم مشروعية أو صحة قطاع ما أو شخص ما أو أتجاه ما ليصبحوا هم علي حق والأخرين علي النقيض من الحق.
هذا أشبه بخسارة فريق ما في مبارة كي يفوز فريق آخر وهو مناسب في الرياضة وحسابات النقاط والأهداف أما في الحياة فهذا ظالم وقصير النظر جداً.
فليس بالضرورة من يري الصيف فصل أنه أفضل الفصول أن يعني ذلك أن فصل الشتاء هو أسوأها، ولا يعني أن عندما يري مجموعة أن كرة القدم أكثر الرياضات شعبية أن السباحة أو كرة اليد أو التنس لا شعبية لها.
وبنفس القياس، محبي القهوة وعشاقها يجدونها أفضل مشروب وهذا لا يقلل بالمرة من الشاي مثلاً.
وإذا نظرنا بشكل أعمق وأشمل نجد أنه ليس بالضرورة أبداً أن الناس أن لم يتفقوا علي المذاهب والديانات أن هناك دين صحيح وأخر غير صحيح ، وأن أردنا أن نجزم بشيء ما في هذا الوجود كالحق والخير أو الشر والضلال ليس علينا أثبات أن الأخرون هم كذلك لنكون نحن الفريق الذي علي الحق والخير.
أن ثوابتنا لن تهتز ولن تتعرض للخطر حينما يراها أي فريق أخر علي النقيض.
المقولة الثانية التي أراها رائعة هي تلك التي قالها پاولو كويلو : لا شيء في العالم خاطئ تمامًا. حتى الساعة المتوقفة تكون صحيحة مرتين في اليوم .
كم هذا صحيح …أن ساعة الحائط العتيقة التي تحتاج الي بطاريات جديدة هي أبلغ مثال علي أنه لا خطأ مطلق تماماً، أنها دليل مادي علي أن هذه الساعة مع خطأها في أغلب الأوقات إلا أنها تكون صحيحة مرتين في اليوم .
لا أعلم كيف يفكر الكثيرون ، لا أعلم كيف يقررون أنها علي صواب مطلق وأن الأخرين هم الخطأ الذي يجعل صوابهم مطلق.
أعتقد أننا أن تقبلنا أن السماء تبدو خضراء للبعض وأن الساعة القديمة المتوقفة علي العمل صحيحة مرتين في اليوم قد نكون أكثر مرونة عندنا نجزم بما هو خطأ وما هو صواب - أو دعوني أقول أننا أن تقبلنا أن بعض الناس سماءهم خصراء وأن هذا لا يهدد زرقة سماءنا نكون قد نجحنا بالفعل فيما نقرر للأخرين ولأنفسنا - أنا أري السماء زرقاء والبحر أزرق وأفضل الملابس هي أيضاً الزرقاء ولكن من يري السماء خضراء والبحر أخضر وأفضل الملابس هي الخضراء لن أدخل معه في أي جدال وسأقول لنفسي أنني أكتشفت اليوم أن خضرة الأشياء لن يعكر رزقتها في عيني.
التعليقات