نحن نعيش كثير من مفارقات الحياة وعلى أيدينا وفي عهدنا تغيرت الحياة التي كنا نعرفها.
نحن نعيش الآن في عصر الهواتف الذكية التي تقوم بأمور كثيرة نيابة عنا فأصبحنا أغبياء في أبسط المعلومات والحسابات.
نحن نعيش في وقت مشي فيه الإنسان على القمر وغزا الفضاء الخارجي لكنه فشل في العثور على سلامه الداخلي.
لقد قامنا ببناء أطول المباني بأقصر عدد من المعالم وخططنا خطط أكثر لكننا نفذنا منها القليل.
نحن نعيش عصر يقرأ الناس فيه كثيراً ولكن لديهم ثقافة ومعرفة أقل.
لقد قمنا بتحسينات كبيرة في أمور حياتية المختلفة ولكنها ليست تحسينات أفضل لنا ولأولادنا.
لقد طهرنا الهواء لكننا لوثونا أرواحنا.
أننا نسعي لأدارة الأمم والكواكب لكننا لا نستطيع إدارة غضبنا وحنقنا.
نحن نأكل أكثر لكننا أقل صحة ونتحدث عن الله كثيراً ولكننا لا نتصرف كما يخبرنا الله.
نطارد المال لنكون أكثر ثراءً ولكن مع المطاردة نصبح أكثر فقراً.
نحن نمر بالاكتئاب ومنا معادون للتواصل مع البشر حولنا ونعيش في عزلة من الناس أحياناً على الرغم من وجودنا على وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
نحن نحاول دوماً شراء أغلى الأشياء في الحياة دون أن ندري أن أغلى الأشياء في حياة مجانية.
نحن لا نقّدر الأشياء حتى تنتهي أو حتي نفقدها، ونكتسب ونتعلم كيف نقوم بمهام متعددة لكننا غالباً ما نبقي هذه المهام والأشياء غير مكتملة.
نحن نجد الأشياء عندما نتوقف عن البحث عنها.
نحن نتحدث أكثر ولكن نفعل أقل، ونضع قواعد لكسرها، نردد الكثير عن التنوع والشمولية لكننا نكّون مجموعات مع أمثالنا ومن يشبهنا فقط، ندعي أننا نقاتل ونكافح من أجل حياة أفضل لكننا نتخلي عن حياتنا وأحلامنا بسرعة، نزعم إيماننا بالروحانيات لكننا متعصبون في تفكيرنا في أحيان كثيرة.
ننادي بالتحّول إلى اللون الأخضر لكننا نحرق الأشجار، نضع علامات ممنوع التدخين ولكننا نبني غرف التدخين في كل مكان.
لقد أخترعنا وجبات سريعة ذات أبطأ معدل هضم، لدينا دخل مالي أكبر ولكن أمان مالي أقل.
نحن نعيش وقت أُختزلت فيه الصداقة لتصبح طلباً وتحولت فيه الأختلافات لحذف الأصدقاء وأصبحت فيه العلاقات "معقدة"، إنه وقت تقاس فيه شهرتنا بعدد الأصدقاء لدينا على Facebook ، ومدى تفاعلنا في الحياة من خلال إبداء الإعجاب والمشاركة.
نحن الآن نتابع الناس بدلاً من معرفتهم، نلتقط صوراً لأنفسنا للحصول على القبول الأجتماعي من الشبكة العنكبوتية العالمية.
تحولت قيمتنا كأشخاص إلى وزننا كأشياء.
نحن نبكي في الأفلام العاطفية ولكننا نكسر قلوب من أحبونا، ننادي بأننا في عالم واحد ولكننا نضع الحدود لفصل كل الشعوب عن بعضها البعض.
ننادي بالعودة للطبيعة في ما نأكل ونشرب لكننا نصنع كل الأغذية بمواد حافظة كي تعيش شهوراً وسنوات.
نحب الرياضة ولا نتحلي بروح رياضية.
نحن نعيش المعايير المقلوبة، حيث أصبح الزواج أهم من الحب ومراسم الوفاة والنعي أهم من المتوفي وملابس الشخص أهم من جسده ومكان العبادة أهم من العبادة نفسها ومهر العروس أثمن من المودة والرحمة.
نحن نحب بعقلنا وندع قلبنا يرقد في سلام ونطالب بعد ذلك بمزيد من الحب في الحياة.
قلوبنا أصبحت مفتوحة في العمليات وشرايين وجداننا تغلق بسبب أمراضنا النفسية المزمنة.
ولدينا قبل كل ما سبق هواتف ذكية نمسكها في أيدينا يومياً ونعتمد عليها ونستخدمها فأصبحنا أشخاص أغبياء يفعلون كل ما سبق ذكره كل يوم بلا تفكير أو تغيير لما نحن عليه.
التعليقات