إن بناء البيت الثاني لا يعني التفريط فى الأول لأنهم أسرته ولا يحل له التهاون فى تربيتهم والتفريط في رعايتهم وليحسن لزوجته وليسترضيها، لأن ذلك حسن العشرة ومن أجل الحفاظ على بيته وأبنائه.
وحول الأسباب الحقيقية للزواج الثاني تحدث معي بعض الرجال اللاتي يعشن تجربة (الزواج الثاني) وقال: لابد أن يناقش الشخصان المقبلان على الزواج مع بعضهما البعض جميع التفاصيل الجوهرية المتعلقة بالجوانب المالية لحياتهما المشتركة.
بالعلم أنى أخفيت زواجى الثانى عن زوجتى الأولى حوالى خمس سنوات وعندما علمت خيرتنى بينها وبين الثانية فقررت أن أطلق الثانية خوفا على مصلحة أبنائى.
وقال لى شخص اخر: تزوجت مرة ثانية عندما أردت أن أذل زوجتى الأولى التي كانت تتحكم بكل حياتى كبيرها وصغيرها ما جعلنى أنفر من عالمها وأتزوج امرأة بسيطة تحترم مشاعرى وتسمع كلامى.
تزوجت أول مرة حين كنت في السابعة والعشرين من عمرى حسب اختيار والدتي وأن زواجى من الأولى كان دون حب ولم استطيع التحمل بسبب الخلافات الدائمة في حين أن علاقتى مع زوجتى الثانية هي حب ومشاركة في كل شيء.
واعترفت لى بعض النسوة اللاتي يعشن تجربة (الزواج الثاني) قائلة: بالنسبة لي أكثر استقرارا وهدوءا من الزواج الأول بفضل اهتمامي بالحفاظ على حياتي في منزلي الثاني واستفدت من التجربة السابقة التي انتهت بالأنفصال وأحاول بقدر الامكان تلافي أسباب الانفصال الأول والمرأة حينما تتزوج للمرة الثانية وتفاجأ بأن (الزوج الثاني) يحمل نفس صفات الزوج الأول في التعامل أو حتى التي تجده أكثر سوءا لا تتصرف كما كانت في المرة الأولى بل تتحمل وتصبر ولا تحاول أن تسمح للأهل بالتدخل في المشكلة وترى أن تدخل الأهل يؤثر بشكل سلبي جدا وأن المرأة ستكون وضعها في غاية الحساسية لو طلقت للمرة الثانية.
وتحدثت سيدة أخرى عن ( الزوج الثانى) قائلة: مهما كانت الظروف التي من الممكن أن أعيشها معه حتى دون إنجاب فأنا لن أقبل أن أشارك امرأة أخرى زوجي وخاصة مع وجود حب قوي بيننا فمن الصعب أن أستوعب أن تشاركني امرأة ثانية بحبيبي وزوجي ورفيقي حيث سأعيش بالخوف والقلق والانتظار والمقارنة لكن لو اضطررت للزواج بعد سن معين لغرض الزواج كي أعيش الاستقرار العائلي والمادي فلن أعترض..وإن المرأة تظلم من زوجها الذى يتزوج عليها مرة ثانية بدون سبب معتبراً ذلك عدم تقدير لدور المرأة وما فعلته معه طوال رحلة زواجهما.
وأن المرأة التى ترضى أن تعيش مع زوجها رغم أن «عينه زايغة» إما من أجل أولادها أو لعدم وجود مكان يؤويها أو بسبب الخوف من نظرة المجتمع الذى يعيب عليها إذا طلبت الطلاق فى حين إذا تزوج الرجل من أخرى فإن المجتمع يلتمس له الأعذار مثل إن زوجته لا تريحه أو لديها مرض.
وفي العديد من دول المنطقة العربية تعدد الزوجات يعد أمرا منتشرا ومقبولا ففي بعض الدول العربية تصل نسبة التعدد ل ١٥% وفقا للاحصاءات المعلنة وتحمل العديد من الدلالات أولها أن التعدد في نسبته الاكبر يكون في المرحلة العمرية فيما بين ٤٠ و ٤٥ وهو ما يعكس عمر النضج الفكرى للرجل فضلا عن انقضاء فترات سابقة من الحياة مع الزوجة الأولى وما يتبعها من حالات من الروتين والملل لنموذج تقليدي بالإضافة إلى اختلاف اهتمامات الزوجة الأولى خلال الفترات السابقة التي تضعها هي نفسها وزوجها في نهاية قائمة الأولويات.
وان تراجع نسبة التعدد في السنوات الأخيرة أدى إلى إرتفاع نسبة العنوسة بين النساء فمع تأخر سن الزواج للشباب لظروف اقتصادية أو مجتمعية أو نفسية وانخفاض نسبة الرجال/ للنساء في العديد من المجتمعات أدت لتفاقم نسبة العنوسة بل ومطالبة العديد من المجتمعات بتحفيز فكرة التعددية.
وقد ارتبطت فكرة الزوجة الثانية ورفضها بفكرة رفض المشاركة في ممتلكات الزوج والمشاركة فيه هو ذاته التي أدت في اغلب الحالات بتفضيل الزوج الزوجة الجديدة فهي الأكثر عطاءا واهتماما وتلبية لاحتياجاته.
والمرأة التي تعيش تجربة الإخفاق في زواجها الأول تعتبر امرأة مذنبة في نظر كثيرين في مجتمعاتنا الشرقية ،ولعل فرصة الزواج الثاني تعتبر هي الملجأ الوحيد لها للتكفير عن هذا الذنب وعليها إثبات أنها ليست الجاني إنما الضحية لزوج هو المخطئ اجتماعياً مما يولد شعور تحد عند المرأة المتزوجة للمرة الثانية لإثبات براءتها إما من خلال تكرار نفس التصرفات مرة أخرى مع الزوج الثاني.
فالتراكم السلبي لذكريات الزيجة الأولى يخلف وراءه فشلاً جديداً وتردد في العلاقة الثانية ولعل تكرار نفس المواقف الخاطئة طريقة لإثبات أنها على حق في تجربتها السابقة وأن العيب كل العيب كان في الشريك السابق أو نجد أن موقف الاستسلام الكلي هو المسيطر على المرأة في زيجتها الثانية وهذا هو الأغلب طبقاً لطبيعة المرأة النفسية والتي هي الأقرب إلى التنازل من الرجل.
فالزواج الثاني يحتاج أكثر ما يحتاج إلي وعي وإدراك ونضج عاطفي من قبل الطرفين لما له من خصوصية فهي التجربة الأقرب للنجاح منها للفشل.
التعليقات