كان دوماً معى يرافقنى منذ طفولتى بدأت حكايتنا معاً منذ المرحلة الإبتدائية كان يقدم لى الدعم دائما خاصة حين يترصدنى الخوف وتهتز يدى خاصة وقت تقديمى للإذاعة المدرسية كان يساعدنى وكأنه كان يمسك بيدي، حتى حينما أغضب مثل الأطفال كنت أبكى أمامه بلا خجل فصديقى لا يراه أحد غيري.
فى المرحلة الإعدادية شعرت بالوحدة قليلاً فقد غاب عنى أو غبت عنه لست أدرى فكانت أوقاتى مملة كثيراً ولم أجد تحدى يحركنى وقتها، وكأنه يظهر فقط عندما يستدعينى الشغف لبعض الأشياء أو الأفكار.
تذكرت ما كُتب عن الكاتبة العالمية " أغاثا كريستى " أنها كانت تملاء أيامها فى اختراع الأصدقاء الوهميين ، لاسيما حين لم يرسلها ذووها إلى المدرسة الداخلية مع أختيها ، فكان أصدقاء كرسيتى الوهميون يملاون خيالها الخصب بالحكايات والشخصيات مما ساعدها على إبتكار قصصها الخيالية الرائعة وكانت تؤكد أنهم كانوا أفضل أصدقائها.
الصديق الخفى أو الوهمى هو من يدفعك إلى السباحة فى مناطق الخيال وأن يكون سقف أحلامك السماء فتجد يد هذا الصديق تدفعك دفعا لتلك المقابلة التى تتخوف منها وتترقبها بتوجس وتتحول من شخص خائف مرتعش إلى شخصية تتملكها الثقة والثبات وأنك تقدر وأنك تستطيع.
من المستغرب للبعض حينما أحدثهم أننى قابلت العديد من الشخصيات الشهيرة وكانوا دائما ضيوفا فى خيالى وكم حدثتهم وتحدثت معهم فى أمور هامة وكان بعضها حديث الساعة وكم ساعدنى ذلك على الراحة النفسية الشديدة.
والمثير للإندهاش حقا أن بعض تلك اللقاءات تحققت بالفعل ! بل هناك مواقف حقيقية لصديقى الخفى كان فيها يدا ترشدنى وتخطط معى ما سنفعله العام القادم وكنا نواسي بعضنا البعض إذا تأخرت الأحلام ولو حتى سنوات.
إحتفلت منذ فترة بأول مقال لى فى هذا الموقع الراقى وما لايعرفه أحد أننى وصديقى الوهمى تحدثنا مرارا عن المقالات التى سأكتبها حينما يحين الوقت لذلك وماذا سأفعل حينما ألتقى بأصدقاء الجامعة وماذا سيحدث وماذا سأقول وحدث كل هذا بالفعل وكأننا كنا نشحذ الهمم حتى تتحقق هذه الأحلام .
ما جعلنى أتذكر هذا الرفيق الرائع الذى لم يفارقنى منذ طفولتى ، تذكرته من بوست لصديقة على الفيس بوك وكانت تتحدث عن صديقها الوهمى وتفتقد وجوده معها وكيف صنعه خيالها بمواصفات ترغبها وتتلائم معها.
تذكرت أنه لم يتخلى عنى يوما حتى أنه أحيانا كان يحمسنى ويعطينى أفكار للجنون والسباحة ضد التيار فهو مثلى مقاتل الضربة التى يتلقاها تقويه فهو صنيعتى أيضا ويشبهنى كثيرا.
صديقى الوهمى لا يكبر ولا تغيره السنوات مهما مرت وحتى الأن مازالت تجمعنى به أوقات الفراغ والوحدة ونجد الكثير لنتخيله معا أحداث ومواقف وناجحات وأزمات وكبوات.
مازلت حتى الأن أجد راحتى فى الخيال لإيمانى أنه الحقيقة المؤجلة وإذا إجتهدنا بحق وإخلاص ويقين بالله لصار الخيال واقع نحتفل به نحن وأصدقائنا الوهميين.
التعليقات