قطاع مدن البعوث الإسلامية أحد بوابات الأزهر الشريف ويعتبر بحق هيئة أمم إسلامية قوامها أكثر من مائة دولة على أرض الكنانة مصر حيث تضم بين جنباتها أربعة آلاف طالب وطالبة من مختلف جنسيات العالم تمتزج كل هذه الجنسيات تنصهر فى بوتقة العلوم الدينية والدنيوية تحت راية الأزهر الشريف الجامع والجامعة قد وفدوا جميعا إليه والتفوا حول مائدة القرآن وعلومه.
لقد ظل الأزهر الشريف القرون الطوال يضم تحت لوائه بعثات الإسلام من مختلف الشعوب والأمم يأتون إليه من كل فج عميق لينهلوا من معينة العذب كان هؤلاء الوافدون يقيمون بأروقة الأزهر المختلفة تبعا لجنسياتهم أو فى أماكن يستأجرها لهم الأزهر وكانوا بذلك محرومين من مختلف الرعايات سواء كانت صحية أو اجتماعية أو ثقافية أو رياضية وأستمر الحال على ذلك حتى بداية ثورة 1952 والتى أولت هذه البعوث العناية والرعاية الخاصة ومصر المضيافة من منطلق مسئوليتها الإسلامية عبر التاريخ.
ومن شعورها بواجبها الإسلامى لاحتضانها الأزهر الشريف الجامع والجامعة خصصت فى عام 1954 قطعة واسعة من الأرض لإنشاء مدينة البعوث الإسلامية ورصدت لها الأموال اللازمة للبناء والتأثيث والإشراف والرعاية وغير ذلك وفى شهر سبتمبر عام 1959 فتحت مدينة البعوث الإسلامية أبوابها مستقبلة طلائع أبنائها الطلاب الوافدين ليقيموا فيها وليجدوا العناية والرعاية والإشراف البدنى والنفسي والرعاية الثقافية والاجتماعية والرياضية والصحية.
كما تقدم فيها العديد من الخدمات الأخرى وذلك حتى يتفرغ أبناؤها الطلاب لتحصيل العلم والدين ونظرا لزيادة الأعداد الوافدة من الطلاب للدراسة بالأزهر الشريف لأجل وسطيته ولمنهجه المعتدل تم أفتتاح عدة فروع جديدة لمدن البعوث الإعدادى والثانوى وكليات جامعة الأزهر الشريف ومدينة البعوث الإسلامية للطلاب الوافدين بالإسكندرية وخصصت لإقامة الطلاب الذين يدرسون بمعهد البعوث الإعدادى والثانوى بالإسكندرية والموجود داخل المدينة وعمارات إسكان الطلاب بمدينة دمياط الجديدة .
ولا ينقطع دور الأزهر بعد التخرج لأنهم يعتبرون سفراء للأزهر فى بلادهم ومعظهم بالفعل وصل إلى أرفع المناصب فى بلاده.
وتقوم المدينة باستقبال الطلاب الجدد المرشحين لمنح الأزهر الشريف عند قدومهم بمطار القاهرة ويكون فى استقبالهم مندوب من المدينة ومسئول اتحاد الطلاب أو أحد الطلاب القدامى المقيمين فى المدينة ومسئول أتحاد الطلاب أو أحد الطلاب القدامى المقيمين فى المدينة من طلاب الدولة القادم منها الدارسون الجدد وبعد الأستقبال يتم توصيلهم بسيارات المدينة وتسكينهم فى غرفهم المجهزة بوسائل الإعاشة المختلفة وصرف منحة استقدام للطالب عند وصوله وصرف منحة شهرية لكل طالب.
وتقديم ثلاث وجبات بمطعم المدينة مجانا ويتلقون رعاية وإشرافا صحيا مميزا حيث يكون الكشف وتقرير العلاج اللازم لكل حالة مرضية ويتم صرف الأدوية الموصوفة لهم مجانا وتقوم المدينة بخدمة توصيل الطلاب إلى كليات جامعة الأزهر بمدينة نصر بسياراتها مجانا ذهابا وإيابا وفى نهاية كل عام دراسى يقام حفل تكريم للطلاب الخريجي سنويا وتقدم لهم زيا أزهريا هدية من المدينة إضافة إلى توزيع الشهادات عليهم وإهدائهم مجموعة من الكتب الدينية.
وتقوم المدينة باستخراج تذاكر العودة للطلاب الخريجين الذين أنهوا دراستهم وتقوم بتوصيلهم بسيارات المدينة إلى مطار القاهرة .
ويوجد فى كل مدينة مكتبة تضم الكثير من نوادر الكتب الدينية لأفاضل المفكرين وكبار علماء الأزهر الشريف بالإضافة إلى عقد دورات تدريبية لتنمية مهارات الطلاب اللغوية ورفع مستواهم اللغوى فى حفظ وتجويد القرآن الكريم واللغة العربية ودورات تعليم الخط العربى والحاسب الآلي.
وتنظم مدن البعوث الإسلامية خلال أشهر الصيف معسكرا لأبنائها الطلاب بفرع المدينة بالإسكندرية ويعد هذا المعسكر نموذجا طيبا يمارس فيه الطلاب ألوانا متعددة من الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية فضلا عن تدريب الطلاب على الخدمات الذاتية كل ذلك من خلال نظام الأسر الذى يحقق التنافس البناء وعمق روح التعاون والأخوة بين الطلاب ويوطد أواصر المحبة والصداقة بينهم
التعليقات