كافة الأطراف الدولية الآن تسعى لتقديم أوراق اعتمادها لدى الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن والديمقراطيين، والمعروف ان السياسة الأمريكية في عهد الرئيس بايدن تسعى لتركيع أردوغان أو لربما استبداله في أقرب انتخابات رئاسية قادمة في تركيا، ولم يخجل بايدن من إعلإن ذلك حتى قبل وصوله إلى البيت الأبيض.
لذلك علت الأصوات الآن بإدانة أنقرة وتدخلاتها في ليبيا عبر الميليشيات المدعومة من أردوغان وما تقوم به من إرهاب ونهب وسرقة بحماية من السراج نفسه.
بل أن نجاح السيد عقيلة صالح ووصوله لقيادة المجلس الرئاسي من خالا اجتماعات ليبية رعتها ودعمتها القاهرة مؤخرا، هو دليل على ما أشرت إليه بأن الإدارة الأمريكية الجديدة ضد نظام أردوغان وتدخالته في ليبيا وأن هناك عزم أمريكي على تركيع النظام التركي الإرهابي وإجباره على الانسحاب من الأراضي الليبية بعد كل الهزائم التي مني بها في ليبيا وشرق المتوسط على يد القيادة السياسية المصرية.
بل أن كل تلك الإدانات الدولية لاردوغان والتي علت أصواتها الآن جاءت بعد أن نجحت مصر في فرض رؤيتها وعرف العالم كله أن مصر هي من استطاعت تدمير الهيبة العسكرية للاتراك في ليبيا وشرق المتوسط دون إطالق رصاصة واحدة ومن خلال معركة سياسية ودبلوماسية قادتها الإدارة السياسية المصرية، مؤكدة على المكانة الدوليه لمصر كقوة سياسية فاعلة ومؤثرة في الشرق الأوسط، وكانت بمثابة رسالة واضحة لا تقبل التشكيك وصلت لإدارة الرئيس بايدن والديمقراطيين فحواها ان مصر لديها قيادة سياسية ثابتة ونظرة عميقه لا تتأثر بأي أنظمة خارجية ولا تتفاهم في أي أمر يمس أمنها القومي ولا تسمح بأي تدخالت خارجية، لذلك كان فرضا على المجتمع الدولي أن يحترم الرؤية المصرية في أزمة ليبيا.
مجمل القول أنه بات واضحا الآن حتى على المستوى الداخلي في ليبيا أن السراج وحكومته منتهية الصالحية يسعون هم والأتراك إلى ما يسمى بعملية "الغسيل السياسي" فهم يحاولون غسل سمعتهم السيئة وتحسينها أمام إدارة الرئيس بايدن وأن ينفوا عن أنفسهم تهمة دعم الإرهاب في ليبيا، برز ذلك في عدة تحركات على الأرض منها عملية الانسحاب التدريجي للميليشيات الإرهابية متعددة الجنسيات الممولة من تركيا إلى خارج الأراضي الليبية، كذلك إعلان وزير داخلية ليبيا أنهم يقاومون الإرهاب ويتصدون له وهم في الأصل من صنعوه ومكنوه من الأراضي الليبية حتى أخذ ينهش في الشعب الليبي نفسه من خللا عمليات القتل والسرقة والتعدي على المدنيين من قبل العناصر الإرهابية متعددي الجنسيات كما شاهدنا مؤخرا.
ولكن كل تلك المحاولات لن تحسن من صورة أردوغان والسراج أمام العالم، وقد أصبح المجتمع الدولي شبه مجتمع على أن أردوغان هو من يهدد استقرار ليبيا ويعرقل السالم، ويهدد المصالح الدولية، وان القيادة المصرية من خلال تحركاتها السياسية في الملف الليبي كانت ذات نظرة بعيدة المدى فيما يخص التوغل التركي في ليبيا وأثره على المصالح الدولية كافة وليس على مستوى الأمن القومي المصري فقط.
وهذا ما أدركته جيدا الإدارة الأمريكية الجديدة ووجدت أن مصر لم تكن تسعى خلف حماية حدودها وأمنها فقط بل كانت تخوض حربا شرسة في الأزمة الليبية من أجل استقرار الشرق الأوسط والممرات المائية المهمة وتحجيم دور الميليشيات الإرهابية كأداة في يد العصمانلي الذي كان يسعى لاستعادة نفوذ أجداده على المنطقه ونهب الثروات وبناء دولة داعشيه جديدة في عمق القارة الأفريقية لتصبح أداة تركية للضغط حتى على الولايات المتحدة وتكرار سيناريو أردوغان في الضغط على اوروبا من خلال عدة ملفات أهمها تحريك الإرهاب.
التعليقات