وقت الأزمات والكوارث الطبيعية على وجه الخصوص يتساوى الهلع والفزع بين الناس وتجد أن الانانية تتصدر المشهد ولكن إذا تمعنت قليلا تجد هناك أبطال يتحكمون بمشاعر الخوف ويقودون الناس إلى ضبط النفس والتفكير بعقلانية بعيدا عن مشاعر البقاء للاقوى .
تهاجمنا الآن كارثة البعض يؤكد أنها متعمدة والاخر يؤكد أنها نتيجة تعامل غير سليم مع بعض الحيوانات التى إقتحمنا حياتهم فقط لنتغذى عليهم وكأننا لم نكتفى بما هو متاح فذهبنا إلى ماهو ممنوع ليصاب العالم بفيروس جديد من حيث الصفات والانتقال وهو كورونا المستجد أو كوفيد 19 ولست هنا أبحث وراء الفيروس ومتى ظهر ولكنى أتأمل فى وجوده وهل من الممكن أن يكون هذا الفيروس بداية سقوط مزاعم وهالات وثوابت مقدسة نشأنا عليها كشعوب عربية.
العالم العربى تصحو شعوبه ليل نهار على تقدم الغرب وإنسانيته وما يملكه من ثقافة وتحضر نفتقده كشعوب وثقافات عربية واليوم أوربا باكملها تقف عاجزة أمام التحكم فى هذا الفيروس ؟ وليس ذلك لخطورته فقط ولكن لبطء إتخاذ الاجراءات الاحترازية الواجبة ولعدم الادراك الفعلى لخطورة ما يواجهونه
اليوم لم نجد الشعوب الاوربية واعية ولها مسلك حضارى متمدن فى مواجهة الكارثة بل وجدنا محال كبيرة ومولات ولها سمعتها تملك أرفف فارغة والهلع أصاب الجميع حتى سادت غريزة الغاب وبقى من يملك المال ومات من دون ذلك.
ايطاليا اليوم تتخذ إجراءات فى منتهى القسوة وهى مضطرة بعد إستهتارها بالفيروس وتعاملها مع شعوبها بإستهانة ولثقة تلك الشعوب فى حكوماتها خرجت وتمتعت بالحياة فى ظل وجود عدو غير مرئى يهاجم من يخرج من بيته.
اليوم تتكشف المنظومة الصحية بأمريكا ولا يجد المواطنون أسرة لتعالجهم وكنا أمس نتغنى بما لديهم وأنهم ناجون من هذا القاتل لا محالة ولكن هل الصورة سوداوية لهذه الدرجوة؟
نجد بارقة الامل تطل علينا من نفس الكهف الذى أورد الينا الفيروس هناك الصين الدولة التى تقف أمامها اوروبا لتحاربها ولتقضى على قرب زعامتها للعالم نجدها وقفت على قدميها بعد إكتشاف الفيروس وبعد إنكارها لوجوده لتعلن رفع درجة الاستعداد الكبرى لتخبر مواطنيها بكل الحقائق وأننا نملك ونستطيع ولكن ليس بدون الشعب وأننا سنموت سويا إذا لم نقف يدا واحدة.
اليوم تعلن الصين انه لم يتم تسجيل حالة إصابة واحدة خلال اسبوع بعد أن أغلقت مطاراتها وتعاملاتها وأغلقت على نفسها بيتها ولزمت محيطها وكأن الصين الشعبية صارت مشفى للحجر الصحى ومن فيها إما مرضى أو مشتبه بهم.
كل ما هو مطلوب من الحكومات هو الشفافية فى عرض الوضع الحالى وماهو متاح وماهو إجبارى وأن تملك الحزم والقوة لتجبر من يتصفون بالانانية ليهلكون من يحبون الحياة.
اليوم الصين تقدم روشته الشفاء للعالم فهل تستمع الحكومات وشعوبها؟
التعليقات