لاحظت في الفترة الأخيرة طلب الأغلب والأعم من الناس للسلام العالمي، فالشعوب تنادى بالسلام والسلم والأمان وهذه حقوق عادلة نرغبها جميعا إلا الفاسدين منا، ولكنى وجدت نفسي اطرح عليها سؤالاً أجده هام هل نملك كشعوب ومجتمعات السلام الداخلي لكل منا؟ هل استيقظتي صباحًا وأنتي لا تفكري بالبغض والحقد لجارتك؟ هل ذهب اليوم هذا الموظف العريق والواسع الثراء وهو يستحضر الأمانة والشرف في أداء عمله؟ كلنا نطلب السلام العالمي.
ألا يستحق السلام النفسي الراقي أن يسودنا أولا؟ فنتخلى عن حقدنا الذي يرتع داخل بعضنا، فمكسب هذا ومتعته في الدنيا أن يرى غيره تعيسا، علينا التوجه إلى المستشفيات التي تعالج الأمراض القاهرة للقوة والممزقة للنفوس قبل الأبدان فلنطلب لهم القوة والعزيمة بدلاً من النظر إلى ملابسهم وكيف يعيشون حياتهم، بل ونتندر بما يعانونه رغبة في إلباس أنفسنا ثوب العفة والإيمان.
فلنتوقف على النظر إلى حياة الآخرين ونشكو حال الرزق لأن فلان تعدى على رزقي، فالموزع للأرزاق هو الرحمن ولكل مجتهد نصيب، فلنرى بمنتهى الشفافية حقيقة الفاسدين منا وكيف يرتعون بمنتهى العنجهية، ويرون الأقل هو الأضعف وأنهم قادرين على سحقه، بل والتلذذ بذلك.
نطلب السلام العالمي وإذا وزع كسلام نفسي داخلي على كل منا حُلت المشكلة، وإذا قسنا ما نقوله على صراع الدول نجد أنه ليس ببعيد عن ما نقوله فتلك الدولة تهيمن وتلك تسيطر وتلك ضعيفة تحتكر البؤس والشقاء فالشعوب تطلب، وما الشعوب إلا أفراد، وما الأفراد إلا ثقافات ينتج عنها أفعال فلنعمل على الثقافة التي تجعلنا ندمن السلام داخلنا حتى ينتشر فلا نقترب من حياة الآخرين كجلادين أو قضاة، وألا نتعدى على بواطن الناس فنحلل أفعالهم ونعتبر أننا ملائكة الأرض، وألا ننظر بدونية لمن نراهم أقل منا فبعضهم أفضل عند الله.
لو تمعنا بصدق في حياتهم وندعو أن يتملكنا الرضا بما يقسمه الله وألا نغلق أبواب الفرص التي يمنحنا الله، فكلنا تأتينا الفرصة واحدة بشكل متساوٍ، فقط من يحدد طريقه يقتنص فرصته فلا تبتئس على رزقًا لم تسعى إليه وتنظر لغيرك فقط لا تحسد غيرك على حياته فكم من أبواب مغلقة لا ندرى حجم الألم الذي يحتويها ولا تأخذك القوة بأحدهم مشردًا كان أو لاجئًا أو محتاجًا فاليوم وضعه الله تحت يديك ليختبر مدى إنسانيتك، ولا تعلم من منا تدور عليه الدوائر.
تعالوا ننشر السلام داخل كل منا لعلها تكون كالوباء يصاب به الجميع وليبدأ كل منا بنفسه وحينها أجد الأمل مازال موجودًا لنتحدث عن السلام العالمي ونرجوه بكل الصدق لأننا قدمنا أنفسنا بأفعالنا قربانًا ليستجيب الله لدعواتنا، اللهم سلام داخلي يسود العالم.
التعليقات