لا تبتئسوا من العنوان ولا تتسرعوا بأخذ موقف سلبى منه هو برىء منه لكنى أدعوك عزيزى القارىء والقارئة أن تحزنوا الحزن الايجابى الذى يضع أقدامكم على التغيير للافضل هناك حزن هدام يدخلك لمرحلة إدمان جلد الذات والتأنيب لدرجة الاحباط وأن يسيطر عليك عبارة (مفيش فايدة ) .
هناك حزن أخر يدخلك لعوالم أخرى داخل شخصيتك فتدرك مواطن الضعف وما تملكه من إرادة وقوة للتغيير حزن يجعلك تقف أمام المرأة لتقول لابد ويجب وحتما أغير أو أتغير
كم جلسنا مع أنفسنا لنحاسبها ونحكم عليها وكنا قضاة ومنفذى للحكم ؟ بل كم جلسنا لنتحاسب على ما كان وما يجب الا يكون وكنا قادرين على التحرك للامام؟
هذا الحزن الذى أدعوكم له تعالوا نحزن ونتكلم مع أنفسنا بما لنا وما علينا ولنجعل أول كل عام جديد فى حياة كل منا البداية فهناك من يجد أنه يحتاج أن يتغير مع الاخرين للافضل فكم أساء لمن حوله بعصبيته أو عدم إدراكه لمشاعر الاخرين والتعامل باللامبالاة أو الاستهتار وكم خسر من أناس جيدين حوله بسبب عيوب رفض أن تتغير داخله وذلك لانه حزن بدون إرادة التغيير فالحزن فقط لن يقدمك خطوة للامام بالعكس.
ومنا من يحزن على معاملة الاخرين له ومن وجد فى حياته ليفسدها وتجد انك خائف من البعد وأن تبقى بلا أصدقاء ولا تعترف أنهم مجرد أسماء فى حياتك تعيدك للمنطقة السوداء ولا تجد بارقة أمل فى معرفتهم وحزنك إذا لم تجعله بداية خروج هؤلاء من دائرة حياتك الاساسية ووضعهم بالمنطقة الرمادية الحيادية التى لا تستصعب الحياة بدونهم ولولا حزنك لم تكن لتخطو تلك الخطوة الجرئية التى يعتبرها البعض مستحيلة أحيانا خوفا من الوحدة المزعومة
وتجد أن وجودك داخل تلك الدوائر ماهى الا تجسيد للوحدة الحقيقية التى تعيشها وأنت وسط أناس لا يضيفون لحياتك سوى الشقاء .
داخل الحزن تكمن الحقيقة الخافية عن معظمنا وتحمل نظرة فى أغلب الاحيان قاصرة للامور والمواقف ونستطيع أن نحول تلك الطاقة السلبية ظاهريا إلى شعاع أمل وتفاؤل بل ونهج حياة .
التعليقات