في مسرح الحياة الفسيح، نتسلق سلالم كثيرة، ونعبر جسوراً متعددة، لكن الخطر كل الخطر أن نظن أن السلالم هي القمم، وأن الجسور هي الضفاف.
الوسيلة كالظل - حين تجعله غايتك، تركض خلف سراب. فكم من ساعٍ للمال ظن أن الثراء هو السعادة، فأصبح كمن يغترف من البحر ليروي ظمأه - كلما شرب ازداد عطشاً. وكم من طالب علمٍ حوّل الشهادات إلى أصنام يعبدها، فأضحى علمه قشرة جوفاء، تخلو من روح المعرفة ونور الحكمة.
في متاهة الوسائل، يضيع كثيرون. تراهم يتسابقون على المناصب كأنها غنائم، لا مسؤوليات. ويلهثون وراء الشهرة كأنها خلود، لا وهم عابر. حولوا الوسائل إلى آلهة صغيرة، يقدمون على مذبحها كل غالٍ ونفيس.
فيا راكب السفينة، لا تنس أن البحر هو الطريق، والشاطئ هو المقصد. لا تجعل المركب سجناً يحبس أحلامك، ولا تجعل البوصلة تنسيك النجوم. احمل المال كما تحمل الماء في رحلتك - وسيلة للحياة، لا سبباً لها. واجعل العلم كالمصباح - ينير دربك، لا يعمي بصيرتك.
تذكر دائماً: حين تنقلب الوسيلة إلى غاية، يصبح الإنسان عبداً لما كان سيداً له، وأسيراً لما خُلق ليحرره.
التعليقات