الصين تعتبر الشريك الأساسي في التعاون التجاري مع روسيا، بالإضافة إلى القمم الثنائية وروسيا من أوائل الدول التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية في اليوم التالي لإعلانها.
وتوقيع الاتفاقيات المشتركة بين روسيا والصين تؤكد متانة وقوة العلاقات الثنائية بين البلدين والشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، وهذا يعتبر نموذجا لكيفية بناء العلاقات بين دول الجوار ؛ وفي عام 2004 نجح البلدان إقامة علاقات جيدة بينهما عندما نجحا في حل الخلاف الحدودي التاريخي بينهما .
يؤدي الرئيسان، الصيني، شي جين بينغ،والروسي، فلاديمير بوتين، دورا مهما في توجيه العلاقات بين بلديهما. وهو ما يعكس إلى أي مدى يؤثر المتغير القيادي في تطور وتنامي العلاقات بين روسيا والصين.
تشهد العلاقات بين موسكو وبكين مزيدا من التطور والارتقاء، خاصة وأن هناك العديد من السمات والقواسم المشتركة بين الزعيمين.
إذ يصف الرئيس شي، نظيره بوتين بأنه صديقه القديم والمفضل، فضلا عن تشابه نمط التفكير لديهما، كما قاما بعقد أكثر من 40 لقاء قمة بينهما، كان آخرها في أكتوبر 2023، عندما كان بوتين ضيف الشرف في قمة الحزام والطريق في بكين، كما زار الرئيس الصيني شي، روسيا تسع مرات.
الصادرات الروسية من المواد الغذائية إلى الصين نمت بأكثر من مرة ونصف، ونمو التبادل التجاري الروسي الصيني بنسبة 40%. التعاون الاستثماري بين البلدين يتطور بنجاح بفضل تحويل التعاملات التجارية إلى العملتين الوطنيتين.
والتعاون بين البلدين لا يقتصر على مجال الطاقة بتصدير الغاز والنفط بل يمتد إلى مجال الطاقة النووية.
وروسيا تعمل بتوسيع التعاون مع بكين في مجال إنتاج السيارات، أن روسيا والصين تعملان على توسيع البنية التحتية على الحدود بينهما.
وفي 2005، أجرت الصين وروسيا أول مناورة عسكرية مشتركة أطلق عليها اسم بعثة السلام 2005 وكانت بشكل أساسي تدريبات على مكافحة الإرهاب، وتم الاتفاق بعد ذلك على إجراء تدريبات بعثة السلام سنويا.
تلا ذلك إجراء التدريبات البحرية المشتركة بشكل متكرر، وقد أطلق على التدريبات التي أجريت في أبريل 2012 اسم البحار المشتركة (أو التفاعل البحري 2012 كما أطلق عليها الروس) وشاركت أكثر من 20 سفينة حربية من كلا البلدين في مناورات لمحاكاة الدفاع الجوي المشترك والحرب المضادة للغواصات ومهام البحث والإنقاذ.
منذ ذلك الحين، أصبحت تدريبات البحار المشتركة تقام سنويا (باستثناء عام 2020) ويتم تغيير محتواها باستمرار. منذ عام 2013، اتسع النطاق الجغرافي للتدريبات ليشمل مناطق خارج المحيط المباشر للصين، بما في ذلك أوروبا، وبالترتيب الزمني كانت تلك المواقع هي بحر اليابان في 2013، وبحر الصين الشرقي في 2014، والبحر الأبيض المتوسط وبحر اليابان في 2015، وبحر الصين الجنوبي في 2016، وبحر البلطيق وبحر اليابان في 2017، وبحر الصين الجنوبي في 2018، والبحر الأصفر في 2019، وبحر اليابان في 2021.
ويحرص البلدان على المشاركة في مناورات استراتيجية ضخمة تتم فيها محاكاة حالة قتالية واسعة النطاق ؛والمشاركة الأولى للقوات الروسية في مناورة استراتيجية صينية كبرى كانت في أغسطس 2021، وحرص البلدين على المشاركة بشكل متبادل في المناورات الاستراتيجية يؤكد على عمق الشراكة العسكرية القائمة بينهما.
تعد الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا أحد المحددات الرئيسية التي أثرت ولا تزال في العلاقات المتنامية بين روسيا والصين، لجهة علاقات الدولتين مع الغرب.
فقد مثلت هذه الأزمة ليس فقط تحديا كبيرا للعلاقات الثنائية بين الدولتين، ولكن مثلت أيضا اختبارا صعبا للدبلوماسية الصينية؛ إذ تعرضت الصين لضغوط سياسية غير مسبوقة من الولايات المتحدة والغرب. كذلك، أدى الصراع الروسي الأوكراني إلى تعزيز العلاقات بين موسكو وبكين، مع امتناع الصين عن التصويت ضد روسيا في مجلس الأمن، وتكثيف حضور البلدين في العديد من المنظمات الدولية.
التعليقات