سؤال يشغلني منذ فترة طويلة، تفاصيله كثيرة، لكنه باختصار شديد: هل عالمنا في مرحلة الشيخوخة أم تُراه يلفظ أنفاسه الأخيرة؟!
وهو في الحقيقة سؤال فرض نفسه بمنتهى المكر والدهاء، تلاعب بالألفاظ في إغواء، فحينما تأملتُه وجدته في كل تفاصيله يؤدي إلى النهاية...!!
فما الشيخوخة إلا مرحلة مليئة بالأمراض، لا تقوى على مواجهة المسؤوليات، بل تستهلك الطاقات من حولها، ثم هي مرحلة ما قبل النهاية.. مرحلة مؤدية لا محال إلى الموت.
إذن نحن أمام عالم يعاني، سواء أمراض شيخوخة أم يلفظ أنفاسه الأخيرة، فهو يعاني مُر المعاناة. وهي ليست المرة الأولى التي يعاني فيها العالم مثل هذه المعاناة، لكنه كان قديمًا يعاني من جهل، يعاني مع وجود أسلحة غير فتاكة بيد حُكامه، لذا كانت المعاناة حينها تؤدي إلى أمراض محدودة نظرًا لمحدودية السطوة، والسيطرة محدودة لمحدودية الأسلحة بيد أي مجنون قد يتخذ قرار للعدوان والتعدي على حرية الآخر.
أما اليوم فقد تحول السيف والسهم إلى صواريخ وقنابل مدمرة، تحولت الخيل والعربات الحربية إلى دبابات ومدرعات وطائرات وغواصات وكل ما يفتك بالآخر، وقد تصل إلى الإبادة، فلم تعد الخطورة محدودة بأضرار تلحق بالطرف الآخر وحده، إنما وصلت قدرة الأسلحة إلى إلحاق الضرر بالجنس البشري.
لذا.. أدركت البشرية ضرورة التحكم في الجنون، والجموح، ورغبات الانتقام، أو السادية والتلذذ بإراقة الدماء، فكان أن ظهرت للوجود بعد الحرب العالمية الثانية العديد من المنظمات والهيئات الدولية لكبح جماح مَن يخرج عن السلامة لهذا الكوكب المنكوب.
وسوف أستعرض في السطور التالية بعض هذه المؤسسات والهيئات وكيف ظهرت ولماذا، لنقارن أهمية ظهورها للوجود حينها، ثم نشاهد على الطبيعة هل تقوم حاليا بالأدوار المنوطة بها؟! وهل وجودها اليوم، وفقًا لدورها، مهم أم وصلت فعلا إلى مرحلة الشيخوخة وتنتظر الوفاة الحقيقية؟ أم أنها تستطيع أن تقدم يد العون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو حتى يولد من رحمها نظام جديد يحقق، بفتوة شبابه، ما تعجز هي عن تحقيقه؟!
وهذه كلها أسئلة تفتح باب البحث والنقاش والتقصي، لعلنا في الفترة القادمة نجد مَن يسعف عالمنا ويبث فيه إكسير الحياة فينفض عنه شيخوخته.
ولنبدأ بـ "منظمة الأمم المتحدة".
هي مُنظمة حُكومية دَولية وواحدة من أكبر وأشهر المنظمات الدولية في القرن العشرين، تأسَّست عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، وقد حدَّد ميثاق الأمم المتحدة الغاية من تأسيسها بالمحافظة على السلم والأمن الدوليين عن طريق اتخاذ تدابير جماعية فعَّالة لمنع وإزالة الأخطار التي تهدد السلام، وإلى تنمية العلاقات الودية بين الدول على أساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق وتقرير المصير للشعوب وتعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين، بالإضافة لأن تكون مركزًا لتنسيق أعمال الدول في تحقيق هذه الغايات المشتركة. يقع المقر الرئيسي للأمم المتحدة على أرض دولية (حصانة محلية) في مدينة نيويورك، ولها مكاتب رئيسية أخرى في جنيف ونيروبي وفيينا ولاهاي. تأسست الأمم المتحدة (خلفًا لعصبة الأمم) بهدف منع الحروب مستقبلًا، في 25 أبريل 1945 اجتمعت 50 دولة في سان فرانسيسكو وعقدت مؤتمرًا لصياغة ميثاق الأمم المتحدة، والذي اعتُمد في 26 يونيو 1945 ودخل حيِّز التنفيذ في 24 أكتوبر 1945 وهو نفس التاريخ الذي باشرت فيه الأمم المتحدة عملها.
تشمل أهداف المنظمة وفقًا للميثاق الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وحفظ حقوق الإنسان، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة، ودعم القانون الدولي. بلغ عدد الدول الأعضاء عند تأسيس المنظمة 51 دولة، واستمر انضمام الدول حتى انضمام جنوب السودان عام 2011 أصبح عدد الدول الأعضاء في المنظمة 193 دولة يمثلون تقريبًا جميع الدول ذات السيادة في العالم. ومن الأمم المتحدة تظهر أجهزة ومؤسسات وأنظمة وهيئات أخرى.
"مجلس الأمن"
هو أحد الأجهزة الرئيسية الستة للأمم المتحدة، ومقره في مدينة نيويورك، ويعدّ المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين طبقًا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، كما يقوم بالتوصية بقبول أعضاء جدد في الأمم المتحدة في الجمعية العامة والموافقة على أي تغييرات في ميثاق الأمم المتحدة. ولمجلس الأمن سلطة قانونية على حكومات الدول الأعضاء لذا تُعدّ قراراته مُلزمة للدول الأعضاء...!! (بحسب المادة الرابعة من الميثاق)، وتشمل سُلطاته عمليات حفظ السلام، وفرض عقوبات دولية، والسماح بعمل عسكري. مجلس الأمن الدولي هو الهيئة الوحيدة في الأمم المتحدة المخوَّلة إصدار قراراتٍ ملزمة للدول الأعضاء. وأُنشئ مجلس الأمن بعد الحرب العالمية الثانية لمعالجة إخفاقات عصبة الأمم في الحفاظ على السلام العالمي. عُقدت أولى جلساته في 17 يناير 1946 وفي العقود اللاحقة أخفق إلى حدٍ كبير بسبب الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفائهما. ومع ذلك فقد أجاز مجلس الأمن التدخلات العسكرية في الحرب الكورية وأزمة الكونغو وبعثات حفظ السلام في أزمة السويس وقبرص وغينيا الغربية الجديدة. مع انهيار الاتحاد السوفيتي زادت جهود حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بشكل كبير وعلى نطاق واسع، حيث أجاز مجلس الأمن البعثات العسكرية وبعثات حفظ السلام الرئيسية في الكويت وناميبيا وكمبوديا والبوسنة والهرسك ورواندا والصومال والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويتألف مجلس الأمن من خمسة عشر عضوًا، خمسة منهم أعضاء دائمون وهم: الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. هذه الدول دائمة العضوية هي القوى العظمى التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية، و يمكن للأعضاء الدائمين استخدام حق النقض ضد أي قرار بما في ذلك القرارات المتعلقة بقبول أعضاء جدد في الأمم المتحدة أو المرشحين لمنصب الأمين العام. ويُنتخب الأعضاء العشرة المتبقين على أساسٍ إقليمي لمدة عامين. تتناوب رئاسة الهيئة شهريًا على أعضائها. عادة ما يتم تنفيذ قرارات مجلس الأمن من قبل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوات العسكرية التي تقدمها الدول الأعضاء طواعية وتموَّل بشكل مستقل عن الميزانية الرئيسية للأمم المتحدة. اعتبارًا من مارس 2019 ، كانت هناك ثلاث عشرة بعثة لحفظ السلام تضم أكثر من 81,000 فرد من 121 دولة بميزانية إجمالية تقارب 6.7 مليار دولار.
محكمة العدل الدولية
يُشار إليها بصورة شائعة باسم المحكمة العالمية، وهي الهيئة القضائية الرئيسية لمنظمة الأمم المتحدة، ويقع مقرها في لاهاي بهولندا. وهي الجهاز الوحيد من بين الأجهزة الستة للأمم المتحدة الذي لا يقع في نيويورك. تأسست عام 1945، وبدأت أعمالها في العام اللاحق، وحلت محل المحكمة الدائمة للعدالة الدولية، وتجدر الإشارة إلى ضرورة التمييز ما بين محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية. لمحكمة العدل الدولية نشاط قضائي واسع، فتفصل طبقا لأحكام القانون الدولي في النزاعات القانونية التي تنشأ بين الدول، كما تمارس وظيفة استشارية من خلال إصدار الفتاوى للجهات التي تحال إليها من هيئات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة. وتعد الأحكام الصادرة عن المحكمة قليلة نسبياً، لكنها شهدت بعض النشاط ابتداء من مطلع الثمانينيات، وقد سحبت الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها بالسلطة القضائية الإلزامية لهذه المحكمة، مما يعني بأنها تلتزم بما تقبله من قرارات المحكمة وتتحلل مما لا تقبله منها!
تتألف المحكمة من 15 قاضياً، تنتخبهم الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، لمدة تسع سنوات، ويمكن إعادة انتخاب الأعضاء. يُنتخب ثلث الأعضاء كل ثلاث سنوات. ولا يسمح بتواجد قاضيين يحملان نفس الجنسية، وفي حال توفي أحد القضاة الأعضاء، يُعاد انتخاب قاض بديل يحمل نفس جنسية المتوفي فيشغل كرسيه حتى نهاية فترته. ويجب أن يمثل القضاة ككل الحضارات والأنظمة القانونية الرئيسية في العالم. تقع محكمة العدل الدولية في قصر السلام في لاهاي بهولندا.
"اليونسكو"
هي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة. وتتمثل رسالتها في إرساء السلام من خلال التعاون الدولي في مجال التربية والعلوم والثقافة. إذ تساهم برامج اليونسكو في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المحددة في خطة التنمية المستدامة. وعبر نظرة تاريخية سريعة نجد أنه منذ عام 1942، وفي خضم الحرب، عقدت حكومات البلدان الأوروبية التي كانت تواجه ألمانيا النازية وحلفاءها اجتماعا في المملكة المتحدة، في إطار مؤتمر وزراء الحلفاء للتربية، ومع أن الحرب العالمية الثانية لم تكن قد شارفت على الانتهاء بعد، فإن البلدان كانت قد بدأت بالبحث عن السبل والوسائل الكفيلة بإعادة بناء نظمها التعليمية بعد أن يعمّ السلام من جديد. وسرعان ما حظي هذا المشروع بزخم كبير خلال مؤتمر وزراء الحلفاء للتربية، واتخذ بعداً عالمياً، فقرّرت حكومات جديدة، ومنها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، المشاركة فيه. وبناء على اقتراح مؤتمر وزراء الحلفاء للتربية، عُقد في لندن، في الفترة الممتدة من 1 إلى 16 نوفمبر1945، أي بالكاد بعد انتهاء الحرب، مؤتمر للأمم المتحدة من أجل إنشاء منظمة تعنى بالتربية والثقافة. وقد ضمّ هذا المؤتمر ممثلين عن نحو أربعة وأربعين بلداً قرروا إنشاء منظمة تجسّد ثقافة سلام حقيقيّة. إذ اعتبروا أن المنظمة يجب أن تجسّد "التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر"، الأمر الذي يكفل منع اندلاع حرب عالمية أخرى.
ومن المهام والأهداف الاستراتيجية لـليونيسكو: تمنح اليونسكو الأولوية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحسين أوضاع البشر. التعليم مفتاح تغيير حياة البشر حيث تهدف لضمان تعليم جيد ومنصف وشامل للجميع ودعم التعلم مدى الحياة. تحقيق التعايش السلمي بين البشر والطبيعة وحماية البيئة بواسطة العلم والمعارف المحلية واحترام المحيطات والتنوع البيولوجي. تعزيز العلم والتكنولوجيا خدمة للبشرية بحيث يتم تشجيع العلم المفتوح والتدفق الحر للأفكار إلى جانب وضع معايير أخلاقية للذكاء الاصطناعي وعلوم الجهاز العصبي. تعزيز الإدماج والتفاهم المتبادل لبناء مجتمعات شاملة للجميع من خلال تعزيز الاحترام والتسامح، ومكافحة العنصرية وخطاب الكراهية والقوالب النمطية. تعزيز حرية التعبير ونزاهة المعلومات ومكافحة المعلومات الخاطئة والمضللة ونظريات المؤامرة، والدفاع عن حرية الصحافة وسلامة الصحفيين. تعزيز الثقافة والإبداع وحماية التراث الثقافي وترويجه. وجدير بالذكر أن نتحدث عن مدير عام ل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). وهي وزير الثقافة الفرنسية السابقة أودري أزولاي المولودة في الرابع من أغسطس 1972 وهي موظفة مدنية وسياسية فرنسية من أصول مغربية ولدت في باريس لعائلة مغربية يهودية من مدينة الصويرة. هي ابنة أندري أزولاي، وهو مستشار للملك المغربي محمد السادس حالياً.
"منظمة الصحّة العالمية"
هي واحدةٌ من عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة متخصصة في مجال الصحة، وقد أُنشئت في7 أبريل 1948. ومقرها الحالي في جنيف، سويسرا. وهي السلطة التوجيهية والتنسيقية ضمن منظومة الأمم المتحدة فيما يخص المجالَ الصحي. وهي مسؤولةٌ عن تأديةِ دورٍ قيادي في معالجة المسائل الصحية العالمية، وتصميم برنامج البحوث الصحية ووضع القواعد والمعايير وتوضيح الخيارات السياسية المسندة بالبيّنات وتوفير الدعم التقني إلى البلدان ورصد الاتجاهات الصحية وتقييمها. وقد باتت الصحةُ، في القرن الحادي والعشرين، مسؤوليةً مشتركةً تنطوي على ضمان المساواة في الحصول على خدمات الرعاية الأساسية وعلى الوقوف بشكل جماعي لمواجهة الأخطار عبر الوطنية
"المحكمة الجنائية الدولية"
التى تأسست سنة 2002 كأول محكمة قادرة على محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء. تعمل هذه المحكمة على إتمام الأجهزة القضائية الموجودة، فهي لا تستطيع أن تقوم بدورها القضائي ما لم تبد المحاكم الوطنية رغبتها أو كانت غير قادرة على التحقيق أو الادعاء ضد تلك القضايا، فهي بذلك تمثل المآل الأخير. فالمسؤولية الأولية تتجه إلى الدول نفسها، كما تقتصر قدرة المحكمة على النظر في الجرائم المرتكبة بعد 1 يوليو 2002، تاريخ إنشائها، عندما دخل قانون روما للمحكمة الجنائية الدولية حيز التنفيذ.
وهي منظمة دولية دائمة، تسعى إلى وضع حد للثقافة العالمية المتمثلة في الإفلات من العقوبة – وهي ثقافة قد يكون فيها تقديم شخص ما إلى العدالة لقتله شخصا واحدا أسهل من تقديمه لها لقتله مئة ألف شخص مثلاً، فالمحكمة الجنائية الدولية هي أول هيئة قضائية دولية تحظى بولاية عالمية، وبزمن غير محدد، لمحاكمة مجرمي الحرب ومرتكبي الفظائع بحق الإنسانية وجرائم إبادة الجنس البشري. بلغ عدد الدول الموقعة على قانون إنشاء المحكمة 121 دولة حتى 1 يوليو 2012 «الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس المحكمة»، تعد المحكمة الجنائية هيئة مستقلة عن الأمم المتحدة، من حيث الموظفين والتمويل، وقد تم وضع اتفاق بين المنظمتين يحكم طريقة تعاطيهما مع بعضهما من الناحية القانونية. وقد فتحت المحكمة الجنائية تحقيقات في أربع قضايا: أوغندا، والكونغو الديمقراطية و أفريقيا الوسطى ودارفور. يقع المقر الرئيسي للمحكمة في هولندا لكنها قادرة على تنفيذ إجراءاتها في أي مكان. وقد يخلط البعض ما بين المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية والتي تدعى اختصاراً في بعض الأحيان المحكمة الدولية (وهي ذراع تابع للأمم المتحدة يهدف لحل النزاعات بين الدول)، لذلك لابد من التنويه إلى أنهما نظامان قضائيان منفصلان. والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية حاليا هو كريم خان.
وهناك منظمات إقليمية ذات شأن منها:
"الاتحاد الأوروبي"، وهو جمعية دولية للدول الأوروبية يضم 27 دولة. تأسس بناء على اتفاقية معروفة باسم معاهدة ماستريخت الموقعة عام 1991، ولكن العديد من أفكاره موجودة منذ خمسينات القرن الماضي. من أهم مبادئ الاتحاد الأوروبي نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية. لكن تظل هذه المؤسسات محكومة بمقدار الصلاحيات الممنوحة من كل دولة على حدة لذا لا يمكن اعتبار هذا الاتحاد على أنه اتحاد فيدرالي حيث أنه يتفرد بنظام سياسي فريد من نوعه في العالم. للاتحاد الأوروبي نشاطات عديدة، أهمها كونه سوق موحد ذو عملة واحدة هي اليورو الذي تبنت استخدامه 19 دولة من أصل ال 28 الأعضاء، كما له سياسة زراعية مشتركة وسياسة صيد بحري موحدة. خرجت بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي بتاريخ 31 يناير 2020.
"مجلس التعاون الخليجي"
هو مُنظمةٌ إقليمية وسياسية، واقتصادية، وعسكرية، وأمنية عربيَّة مُكوَّنةٌ من سِتّ دُوَلِ عَرَبِيَّة تَطِل على الْخَلِيْجِ الْعَرَبِيّ وتُشكل غالبية مساحة شبه الجزيرة العربية، هِيَ الْمَملَكَةُ العَرَبِيَّةُ السُّعُودِيَّة وَسَلْطَنَة عُمَان وَالإِمَارَاتِ العَرَبِيَّةِ المُتَّحِدَة وَدَوْلَةُ الكُوَيْت وَدَوْلَةُ قَطَر وَمَمْلَكَةِ البَحرَين. تأسَّس مجلس التعاون لدُول الخَليج العربيَّة في 25 مايو 1981م بالاجتماع المنعقد في العاصِمَة الإماراتِيَّة أبو ظبي
"الاتحاد الأفريقي"
هو منظمة دولية تتألف من 55 دولة أفريقية تأسس في 9 يوليو 2002، متشكلاً خلفاً لمنظمة الوحدة الأفريقية. تُتّخذ أهم قرارات الاتحاد في اجتماع نصف سنوي لرؤساء الدول وممثلي حكومات الدول الأعضاء من خلال ما يسمى بالجمعية العامة للاتحاد الأفريقي. يقع مقر الأمانة العامة ولجنة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، أثيوبيا. في اجتماع الجمعية العامة للاتحاد في فبراير 2009 الذي ترأسه الزعيم الليبي معمر القذافي، أعلن عن حل لجنة الاتحاد الأفريقي وإنشاء سلطة الاتحاد الأفريقي.
"حلف شمال الأطلسي"
منظمة معاهدة شمال الأطلسي ويُعرف اختصاراً الناتو، وهو تحالف عسكري دولي يتكون من 31 بلد عضو مستقل في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا، وتشارك 21 دولة أخرى في برنامج الشراكة من أجل السلام التابع لمنظمة حلف شمال الأطلسي، مع مشاركة 15 بلدا آخر في برامج الحوار المؤسسي. تأسس الحلف عام 1949م بناءً على معاهدة شمال الأطلسي التي تم التوقيع عليها في واشنطن في 4 ابريل سنة 1949ويشكل حلف الناتو نظاما للدفاع الجماعي تتفق فيه الدول الأعضاء على الدفاع المتبادل رداً على أي هجوم من قبل أطراف خارجية. ثلاثة من أعضاء الناتو هم الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة هم أعضاء دائمين في مجلس الأمن الدولي يتمتعون بـ حق الفيتو وهم رسميا دول حائزة للأسلحة النووية. ويقع المقر الرئيسي لحلف الناتو في هارين، بروكسل، بلجيكا، في حين أن مقر عمليات قيادة حلف الناتو يقع بالقرب من مونس، بلجيكا.
"حركة عدم الانحياز"
تعتبر حركة عدم الانحياز، واحدة من نتائج الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، ونتيجة مباشرة أكثر، للحرب الباردة التي تصاعدت بين المعسكر الغرب الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو وبين المعسكر الشرقي الإتحاد السوفيتي وحلف وارسو، حال نهاية الحرب العالمية الثانية وتدمير دول المحور، وكان هدف الحركة هو الابتعاد عن سياسات الحرب الباردة، وتأسست الحركة من 29 دولة، وهي الدول التي حضرت مؤتمر باندونغ 1955، والذي يعدّ أول تجمع منظم لدول الحركة. وتعتبر من بنات أفكار رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو والرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس اليوغوسلافي تيتو.
المنظمات الثقافية والعرقية واللغوية والدينية: منظمة الكومنولث لشؤون الأمم - المركز الدولي لدراسة حفظ وحماية وترميم الممتلكات الثقافية (ايكروم) - المنظمة الدولية للفرانكفونية - رابطة الدول الناطقة باللغة البرتغالية (سي بي ال بي) - منظمة الدول الأيبيرية- الجامعة العربية - منظمة التعاون الإسلامي - المنظمة الدولية للثقافة التركية (تورك سوي) - الجمعية البرلمانية الدولية المعنية بالمعتقد الارثودوكسي.
وهناك أيضًا منظمات التحكم في التسليح: المؤتمر الدولي لنزع السلاح - منظمة حظر الأسلحة الكيميائية - اللجنة التحضيرية لمعاهدة الحظر الشامل للأسلحة النووية - اتفاق واسينار - مجموعة موردي المواد النووية - فريق أستراليا - نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف.
أما منظمات وهيئات ومواثيق الطاقة الدولية فهي: وكالة الطاقة الدولية - ميثاق الطاقة - المجموعة الدولية للطاقة - منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية - المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية - منتدى الطاقة الدولي - منظمات الطاقة المستدامة - الوكالة الدولية للطاقة المتجددة - منظمة الطاقة المستدامة للجميع الدولية - الشراكة في مجال الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة - الحلف الدولي للطاقة الشمسية.
أما الطاقة النووية لخطورتها الرهيبة على البشرية فقد حظيت بعدد من المنظمات والجماعات:
جماعة الطاقة الذرية الأوروبية - الوكالة الدولية للطاقة الذرية - المركز الدولي لتطبيق - التجارب العلمية لضوء السنكترون في الشرق الأوسط - منظمة تنمية الطاقة لشبه الجزيرة الكورية - الوكالة الدولية للطاقة النووية - لجنة الأمم المتحدة للطاقة الذرية - الرابطة العالمية للمشغلين النوويين.
السؤال الآن: هل مع وجود كل هذه المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية، وغيرها من المنبثقة عنها، يستطيع عالمنا مواجهة شيخوخته ودخوله إلى مرحلة الوفاة وإن كانت وفاة إكلينيكية؟! هل يستطيع التعافي بأقل الخسائر؟! أم أنه لابد من خسائر رهيبة يفيق بعدها ليبدأ من جديد بداخل سفينة تُبحر فوق أمواج بحر من الدماء..!!
أعتقد أننا وصلنا بالفعل إلى مرحلة من الثقافة وتقدير عواقب استخدام ما يمتلكه العالم من أسلحة مدمرة، وندرك اليوم خطورة دخول حروب جديدة، ويستطيع عقلاء العالم اليوم أن يتحدثوا بأفكارهم وأن يخبروا العالم بالكوارث المُقبل عليها مع حروب جديدة، واليوم سوف يؤثر صوت العقلاء لأنه سوف يصل بالفعل وإن وجد صعوبة ومقاومة في بعض الأحيان، لكنني متأكد من وصوله، وها أنا الآن أحاول عبر هذه الكلمات وأنادي بتفعيل حقيقي لأدوار هذه المؤسسات والهيئات التي تحدثتُ عنها، أنادي بأن تعقد مؤتمرًا كبيرًا يضم كل أعضائها وأن تُعيد تشكيل فكر العالم وفقًا للمعطيات الجديدة.
التعليقات