"أنا خُلقت من أجل هذا" تلك اللحظة تأتي لا محالة، قد لا تكون اليوم ولا غدا ولا بعد غد، ولكنها تأتي وإن كانت آخر لحظة في العمر، ويتوقف سرعة الوصول إليها على مقدار السعي في البحث عنها.
والبحث عنها ليس بعملية منفصلة تقطع مسار حياتك من أجلها، ولكن بخلق أكثر من مسار للحياة، بتجربة كل ما هو مباح في الحياة، وكلما فعلت أكثر اقتربت أكثر، فأنت تبحث عن سبب وجودك في الحياة بين مليارات من البشر خُلقوا لوجود مختلف، لتأثير مختلف.
عملية صعبة ومعقدة ولكنها تستحق فبعد معرفة ذاتك وحقيقة وجودك؛ ستجد أنه لم تكن لديك حياة قبل تلك اللحظة، تصبح إنسانا متزنا سعيدا، فأنت أصبحت تعمل ما تحب، وتحيا في المكان الذي يروق لك، تعلم ما عليك القدوم عليه وما عليك تجنبه، وكل هذا وأنت في محيط من الأشخاص تشعر بينهم بالراحة والوضوح، يزيدونك معرفة وسعادة وتطور ... فأين تلك الحياة؟!
ولكن هل هناك طريق مختصر لتلك الحياة قبل فناء العمر؟ لنبحث عن السعادة لنصل إلى سببها ... لنجد أن أكثر الناس سعادة واتزان هم هؤلاء الذين سعوا وراء أحلام طفولتهم.
ذلك الحلم الذي خفق قلبك لأول مرة بمجرد تخيل لحظة الوصول إليه، فيمكن أن يوهمك الكثير أن هذا مكانك، ويمكن أن تشعر بنفسك وهماً أنك وصلت، استعجالا للوصول إلى السعادة، أو رغبة في التخلص من تلك الحلقة الجهنمية التي تكرر نفسها وهي رحلة البحث عن الذات، ولكن يبقى شعورك وأنت طفل نقي بعيد عن أي ضغوطات وأوهام هو الأصدق والأبقى، فلم يبعث الله في نفس ذلك الطفل البريء ما أرّق عينه وأرهق فكره عبثا.
فلم تُخلق وتُؤرق وتُرهق عبثا، فالحياة خُلقت لك وكل المخلوقات مسخرة لك، إذا فأنت تستحق، ومن وهبك هذا الاستحقاق هو الله خالق المتاع والكَبَد.
فواجب عليك إيجاد المتاع وإن كان ملثما بالكبد.
التعليقات