في اليوم العالمى للإذاعة الذى يوافق الثالث عشر من فبراير نتذكر الاذاعة المصرية .. صوت بلدنا.. زمن الفن الجميل ؛ عندما كان الراديو جزءا أساسيا من الروتين اليومى للأسرة المصرية؛ ذلك الصندوق السحري الذي جمع المصريين حوله وكانت برامجه سببا فى تشكيل وعى الكثير من الأجيال .
بل كانت شاهدا على مراحل هامة من تاريخ مصر، واشتركت في بعض الأوقات في صناعة تاريخ مصر والمنطقة بأكملها ..
هنا القاهرة كانت أولي الكلمات التي انطلقت عبر الإذاعة المصرية عند افتتاحها في 31 مايو عام 1934 فأصبح هذا اليوم عيدا للإذاعة المصرية ..
ساعة لقلبك، كلمتين وبس، همسة عتاب، أبلة فضيلة، ربات البيوت، لغتنا الجميلة ..الأغانى الصباحية والصور الغنائية ..الدندرمة وعوف الاصيل وألف ليلة وليلة ..
أصوات أم كلثوم وعباس العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والشيخ الباقورى ومحمد رفعت وغيرهم من العظماء فى برامج وحوارات تمثل كنوز الإذاعة المصرية.
تقوم الإذاعة بدور مشهود وملموس رغم ما تموج به الساحة من وسائل إعلامية كثيرة سواء كانت مقروءة أو مرئية؛ إلا أن الإذاعة تظل هى المحور الرئيسى فى عالم الإعلام.
فالإستماع إلى الإذاعة يطلق لدى المتلقي طاقات الخيال والتصور ويحمله على الإنصات بتركيز أكثر إلى الكلمات والمقاطع والنغمات .
وقد وافقت اليونسكو على اعتماد اليوم العالمي للإذاعة في 13 فبراير من كل عام، و جاءت فكرة الاحتفال بهذا اليوم من قبل الأكاديمية الإسبانية للإذاعة وجرى تقديمها رسميا من قبل الوفد الدائم لإسبانيا لدى اليونسكو في الدورة 187 للمجلس التنفيذي في سبتمبر 2011.
وأطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الاحتفال السنوي بداية من ديسمبر 2012 فأصبح بذلك يوماً تحتفي به جميع وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها وشركاؤها.
حيث دعمت شتى الوكالات الإذاعية هذه المبادرة وحثت المحطات الإذاعية في الدول المتقدمة على مساعدة المحطات في البلدان النامية بهدف الانتباه إلى مكانة هذه الوسيلة الأساسية للإعلام والاتصال في المشهد الإعلامي المحلي .
تمثل الإذاعة منذ نهاية القرن 19 وسيلة إعلام هامة أكثر من أي وقت مضى، وقد بدأت تكنولوجيا الإذاعة تحت صيغة "البرق اللاسلكي" ويعود هذا الاختراع إلى اختراع تكنولوجيتي الهاتف والبرق..
ومع مجيء التكنولوجيات الجديدة وتلاقي وسائل الإعلام المختلفة، أخذت الإذاعة بالتحول والانتقال إلى منصات بث جديدة، مثل الإنترنت ذات النطاق العريض، والهواتف الخلوية والصفائح الرقمية..
وتبقى الإذاعة ملائمة في العصر الرقمي بفضل الاتصال الدائم للناس عبر الحواسيب والأقمار الصناعية ووسائل التواصل المتحركة.
وترى اليونسكو أن الإذاعة موائمة بشكل خاص للوصول إلى الجماعات المحلية النائية والمهمشة.
و تلعب الإذاعة دورا هاما في حالات الطوارئ كما أنها إحدى الوسائل الأكثر توفيقا لتوسيع الوصول إلى المعارف، وتعزيز حرية التعبير، و تشجيع الاحترام المتبادل والتفاهم ما بين الثقافات.
فما زالت الإذاعة الوسيلة الإعلامية الأكثر نشاطاً والأكثر تفاعلا مع الناس والأكثر إشراكا للجمهور، إذ تتكيف الإذاعة مع التغيرات التي نشهدها في القرن الحادي والعشرين وتوفر سبلا جديدة للتفاعل والمشاركة.
وتملك الإذاعة قدرة فريدة على الجمع بين الناس وتيسير إقامة الحوار البناء فيما بينهم من أجل إحداث التغيير المنشود.
وتعمل الإذاعة على إعلامنا وتغيير أحوالنا عن طريق برامجها الترفيهية والإخبارية، وكذلك البرامج الحوارية التي تشرك فيها المستمعين.
شهدت الاذاعة تطورات متلاحقة زادتها انتشارا عندما ظهر الترانزستور كثورة حقيقية في مجال الاتصال فأصبح جهاز استقبال الراديو رخيص الثمن وفي متناول يد الملايين.
هذا التزايد والانتشار لأجهزة استمة بال الراديو تأكيدا لفكرة أن الراديو هو أكثر وسائل الاتصال انتشاراً في كل وقت وفي كل مكان.
يستمع الناس حاليا إلى محطات AM وFM عبر أجهزة الراديو أو الهواتف المحمولة أكثر من الاستماع إليها عبر الأقمار الصناعية (الساتلايت) أو الإنترنت .
بل إنه فرض نفسه كوسيط على الهواتف المحمولة التي أصبحت أداة لبث محطات إذاعية كثيرة، تجذب عددا كبيرا من المستمعين في بلدان كثيرة.
هنا القاهرة .. عبارة حماسية تحمل مشاعر الانتماء للوطن وكانت من أولى الكلمات التي انطلقت عبر الإذاعة المصرية على لسان أحمد سالم في إفتتاحها عام 1934 وتم اعتمادها كعبارة رسمية لبدء إرسال كل الإذاعات المصرية التي انطلقت في السنوات التالية ..
"أحمد سالم" أول مذيع في الإذاعة المصرية وكان من أوائل الإذاعيين المصريين وهو أحد سبعة تولوا مسؤولية الإذاعة الوليدة ووضعوا أسس العمل بها.
وهم : محمد سعيد لطفى باشا ، محمد فتحى، على خليل، أحمد كمال سرور، مدحت عاصم ، وعفاف الرشيدي.. رغم دراسته لهندسة الطيران بانجلترا إلا أنه لم يعمل في به إلا فترة وجيزة، وأتاح له صوته المميز وإطلاعه بأن يترأس القسم العربي بالإذاعة المصرية..
لم تمكن أدوات التسجيل القديمة آنذاك من حفظ تراث "أحمد سالم" وأحالت بين وصوله إلى الآجيال المعاصرة، قدم استقالته بعد أن عرض عليه "طعت حرب" أن يتفرغ لإنشاء شركة مصر للتمثيل، وبنى استوديو مصر على أحدث طراز آنذاك وقدم باكورة إنتاجه فيلم "وداد" لكوكب الشرق "أم كلثوم".
وقد عرفت مصر الإذاعة في منتصف العشرينيات من القرن الماضي واستمرت الإذاعات الأهلية؛ في إرسالها حتي توقفت عن الإرسال في29 مايو1934 لتترك مكانها للمحطة الحكومية التي بدأت يوم31 مايو1934 فأصبح هذا اليوم عيدا للإذاعة المصرية .
بدأت الإذاعة المصرية افتتاحها في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يوم31 مايو عام 1934 بآيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ محمد رفعت .
وتلاها إنطلاق صوت الآنسة أم كلثوم التي تقاضت ٢٥ جنيها نظير إحيائها للإفتتاح، وغني أيضا في ذلك اليوم المطرب صالح عبد الحي، ثم مطرب الملوك والأمراء محمد عبد الوهاب.
وشمل برنامج الاذاعة حسين شوقي أفندي الذي ألقى قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي بك، وألقى الشاعر علي بك الجارم بصوته قصيدة تحية لملك البلاد فؤاد الأول ملك مصر والسودان.
والمونولوجست محمد عبدالقدوس، والموسيقيان مدحت عاصم وسامي الشوا"، ومع أحمد سالم كان المذيع محمد فتحي الذي عرف بلقب "كروان الإذاعة".
التعليقات