تتميز العلاقات الثنائية بين مصر والمجر بالارتباط الوثيق على مدار التاريخ، وتعود إلى العصور القديمة حيث إن المنطقة الأثرية بانونيا بوسط حوض الكاربات في المجر، تم العثور فيها على عدد من الآثار الفرعونية القديمة مما يدل على وجود صلات بين المنطقتين.
بدأت العلاقات الدبلوماسية رسميا بين مصر والمجر بعد انفصالها عن إمبراطورية النمسا والمجر عام ١٩٢٨، وتعد مصر أول دولة عربية تفتح فيها المجر بعثة دبلوماسية عام ١٩٣٩؛ وتم إيفاد سفير مصري للمجر عام ١٩٤٨.
كما وثقت مصر علاقاتها مع المعسكر الشرقي وتبنت سياسات اشتراكية بعد ثورة ١٩٥٢ وأدى ذلك إلى تنامي العلاقات المصرية المجرية بشكل كبير وزيادة حجم التبادل التجارى، حيث استوردت مصر من المجر الميكنة الحديثة والميكنة الزراعية، وإبان الحقبة الشيوعية توافد الطلاب المصريون على الجامعات المجرية لدراسة العلوم والرياضيات والهندسة والطب والزراعة.
فقد تخرج من الجامعات المجرية نحو ٦٠٠ طالب منهم عدد من كبار الأساتذة الجامعيين المصريين الذين تقلدوا مناصب رفيعة في المجر وقامت الدولة المجرية بتكريمهم بأرفع الأوسمة.
توطدت العلاقات بين البلدين عندما قام الخديوي عباس حلمي الثاني بالزواج من الكونتيسا المجرية النمساوية ماريان توروك فون سيندرو عام ١٩١٠، وتشييده لها قصر السلاملك بالمنتزه بعد اعتناقها الإسلام وأصبح اسمها الأميرة جاويدان هانم عبد الله.
تم إنشاء أول جمعية صداقة برلمانية مصرية مجرية بالبرلمان المجري في يوليو ٢٠١٠ وبدأ تسيير 7 رحلات لمصر للطيران اسبوعياً اعتبارا من أول يوليو ٢٠١٠، وصل عدد السائحين المجريين إلى مصر أكثر من 65 ألف سائح سنوياً.
تؤمن المجر العضو في الاتحاد الأوروبي، أن استقرار مصر هو أفضل ضمان لاستقرار الشرق الأوسط، منطقة الجوار المباشر لأوروبا، وأعلنت دعمها الكامل لحصول مصر على مقعد في مجلس الأمن الدولي، كما أيدت القاهرة ترشح المجر لعضوية مجلس حقوق الإنسان بجنيف عامي ٢٠١٦ - ٢٠١٧.
بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لاول مرة فى عام 1928، وتعتبر مصر الدولة العربية الأولى التى افتتحت فيها المجر بعثة دبلوماسية عام 1939.
يرتبط البلدان مصر والمجر بعلاقات تعاون متميزة على مختلف المستويات ؛ والمجر من اوائل الدول التى أيدت ثورة الثلاثين من يونيو وما طرحه الشعب المصرى من مطالب آنذاك.
ففى 13يونيو 2014هنأ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الرئيس عبد الفتاح السيسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية مؤكدا أن المجر تعتبر مصر شريكا استراتيجيا في إطار سياسة المجر الخاصة بالانفتاح نحو الشرق.
ووجه أوربان دعوة رسمية الي الرئيس السيسي لزيارة المجر. قال فيها "نأمل في أن تستمر العلاقات الممتازة بين البلدين وأن تتطور بشكل كبير في المستقبل، ولذا أدعو سيادتكم الي زيارة رسمية لبودابست".
كانت المجر من أولى الدول الداعمة لمصر فى الحرب ضد الارهاب، ونظرت بودابست إلى الحرب التى يخوضها الجيش والشرطة فى مختلف أنحاء مصر على أنها دفاع أيضاً عن أمن المجر لآن خطر الإرهاب يهدد الجميع.
وتؤمن المجر بأن استقرار مصر هو افضل ضمان لاستقرار الشرق الاوسط، منطقة الجوار المباشر لاوروبا، واعلنت دعمها الكامل لحصول مصر على مقعد فى مجلس الامن الدولى، وفى المقابل ايدت القاهرة ترشح المجر لعضوية مجلس حقوق الانسان بجنيف لعامى 2016- 2017.
وتعكس المواقف المجرية فى المحافل الإقليمية والدولية تفهماً كبيراً لتطورات الأوضاع فى مصر والتحديات التى تواجهها، وقد شهدت العلاقات السياسية بين البلدين طفرة كبيرة خلال السنوات الماضية.
وذلك فى ضوء الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات التى تمثلت أبرزها فى زيارتى الرئيس عبد الفتاح السيسى للمجر فى عامى 2015، 2017، وزيارة يانوش أدير رئيس المجر لمصر فى نوفمبر 2019، وزيارة رئيس وزراء المجر لمصر فى 2016، وزيارة وزير الخارجية المصرى للمجر فى 2016.
وزيارتى وزير الخارجية والتجارة المجرى للقاهرة فى نوفمبر 2015، وأغسطس 2016، وذلك إلى جانب اللقاءات الأخرى التى جمعت بين مسئولى البلدين فى المحافل المختلفة، والتى أسهمت جميعها فى الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
ورغم أن المجر ومنذ انضمامها للاتحاد الأوروبى تتبنى مواقف الاتحاد الأوروبى خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إلا أنها تحرص بشكل عام على اتخاذ مواقف متوازنة وتأييد رؤية مصر إزاء قضايا السلام فى الشرق الأوسط وخطورة سياسة الاستيطان الإسرائيلية وضرورة وقفها فورا وفقا لاتفاق أنابوليس، كما تدعو لوجود مراقبين دوليين لمراقبة وقف الاستيطان على أرض الواقع.
تعكس تصريحات كبار القادة والمسئولين فى المجر تقديرهم البالغ لدور مصر فى تحقيق السلام والاستقرار فى منطقتها ودورها كقوة اعتدال رائدة ؛فى محيطها العربى والإسلامى والأفريقى والمتوسطى ودورها النشط على الساحة الدولية.
يشيد المسئولون المجريون بدور مصر المتميز فى إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط.
حرص مصر والمجر على استمرار التشاور بينهما الامر الذى دفعهما لإنشاء آلية دورية للمشاورات السياسية والإستراتيجية بين وزارتى الخارجية فى البلدين وهى المشاورات التى تجرى على مستوى مساعدى الوزير، كما يلاحظ أن المجر تؤيد المرشحين المصريين فى المحافل الدولية بشكل عام.
ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى المجر لتصل إلى 62.4 مليون دولار خلال أول ثمانية أشهر من عام 2023 مقابل 51.8 مليون دولار خلال الفترة نفسها من عام 2022 بنسبة ارتفاع قدرها 20.4%.
وقيمة الواردات المصرية من المجر بلغت 167.4 مليون دولار خلال أول ثمانيه أشهر من عام 2023 مقابل 145.2 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2022 بنسبة ارتفاع قدرها 15.3%.
وأظهرت البيانات ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين مصر والمجر لتصل إلى 229.8مليون دولار خلال أول ثمانيه أشهر من عام 2023 مقابل 197.1 مليون دولار خلال الفترة نفسها من عام 2022 بنسبة ارتفاع قدرها 16.6%.
وأهم مجموعات سلعية صدرتها مصر إلى المجر خلال أول ثمانيه أشهر من عام 2023 كانت آلات وأجهزة كهربائية بقيمة 20.9 مليون دولار،وخضر وفواكه بقيمة 16.1 مليون دولار، ومنتجات كيماوية بقيمة10.4مليون دولار
أهم مجموعات سلعية استوردتها مصر من المجر خلال أول ثمانيه أشهر من عام 2023 كانت عبارة عن قاطرات وعربات بقيمة 71 مليون دولار، وآلات وأجهزة كهربائية بقيمة 12.6 مليون دولار، وسيارات وجرارات بقيمة 7.9 مليون دولار،ومنتجات الصيدلة بقيمة 7.4 مليون دولا، منتجات وكيماوية بقيمة 7.1 مليون دولار.
التعليقات