في أهم تصريح تاريخي - في رأيي - أمام مسمع وتحت أنظار العالم أقر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالتصريح الآتي:
"إن - طفلا- يُقتل في المتوسط -كل 10 دقائق- في قطاع غزة!!"
ومؤكدا "من أنه لا يوجد مكان آمن ولا أحد آمن في غزة!!".
... هذا ولم يفعل العالم شيئا سوى "التشدق والتنديد"!!!
من مجمل متابعتي لأكثر من شهر مضى للأحداث حيث ظل صوت النازحين وأهالي الشهداء ومن تهدمت بيوتهم ومن هم عالقين في المستشفيات تحت القصف المستمر ورصاص القناصة عاليا لعنان السماء ولا يغيثه أحد!!
صوت الموت الذي لا يفرق بين حماس ومواطن فلسطيني أعزل.. بين كهل وشاب.. طفل وامرأه..
ظلت أصواتهم ترن في أذني ولكن.. بجملة واحدة "وين نروح؟؟!!
تخيل معي أيها القارئ.. الآن وفي تلك اللحظة التي تقرأ فيها تلك السطور بأنه..
تم قصف منزلك.. مكانك الأمن الوحيد..
فقدت كل افراد عائلتك في لحظة واحدة..
جثث كل من تحب تحت الأنقاض.. لا تستطيع أن تخرجها أو حتى تجد الوقت لتدفنها تحت القصف المستمر الذي لا يتوقف ليل نهار!!
قمت بالهرب الى المستشفيات ومدارس الأونروا التي تحت الحماية الدولية وبالقانون الدولي.. علك تجد معين أو بعض الأمان أو ربما تصادف صديق أو حتى جار يؤنس وحشتك أو يحتصن همك..
فإذا بها تقصف هي الأخرى.. وبلا رحمة أو شفقة!!!
تم الدفع بك إلى النزوح الى الجنوب.. بدون أهل.. بدون مال.. بدون طعام ولا شراب. لامعين لك ولا مغيث.. لا شرطه لا جيش ولا قانون.. لا أحد ينجدك أو يحميك..
بل لا تستطيع ولا تقوى أى قوة أو حتى أعتى دولة في العالم أن تنجدك مما أنت فيه!!!!
بل واثناء نزوحك في الممرات الأمنه المتفق عليها يستمر القصف الوحشي عليك بل ويتحرش بك جنود الاحتلال ما بين التعطيل والتفتيش والتحقيق و الإهانة بل وتعمد الإرهاب لك!!
فاصرخ من أعماقك:
"وين نررروووووح؟؟!!"
أنت فجأة.. بلا حماية بلا منزل.. بلا أهل.. بلا مال.. بلا قانون..
بلا وطن؟؟؟!!!
" وين نروووووح؟!".....
كانت تلك كلمات وصرخات الجميع من أهل غزة..
ومازالت ...
ويبدو أن هذا السؤال هو مفتاح كل شيء في السنين القادمة..
هذا السؤال الذي اخترق قلبي وروحي وزلزل كل مشاعري فوجدت نفسي أسارع بالسجود داعيا الله لنجدة المظلومين ممن أهالينا في غزة..
وحامدا الله على نعمة عيشي في أمان داخل منزلي ووسط أهلي وتحت حماية شرطتي وجيشي وداخل حدود وطني ...
وأتذكر كل المنادين والمشجعين على فكرة " الدخول في الحرب" مع الكيان الإسرائيلي..
وهنا اسمحوا لى بدون أى "عنتريات " و"فرد عضلات" بكلمات معسولة صاخبة تشفى غليل ساكني وسائل التواصل..
أقول لهم بكل عقل ومنطق هادئ وان كانت كل أحلام يقظتي من داخلي تحلم بدخول الحرب وقطع دابر الكيان الإسرائيلي الى الابد من كل أعماق قلبي وكل جوارحي
ولكن. حينما أحكم عقلي..
أقول لنفسي والى الجميع..
-هذا ان أرادوا التفكير واستخدام عقلهم لا مشاعرهم – هل من المنطق والتفكير العاقل أن تقف -مهما كانت قوتك- أمام جيوش الولايات المتحدة الأمريكية؟!
هذا إضافة الى جيوش الناتو...؟!
مجتمعة معا؟!!!!
هذا لا يعنى ضعف جيشك .... وانما هذا اسمه عقلانية التفكيرواحتساب الأمور.. وحسن تدبيرها..
هذه ليست مباراة كرة قدم بين ليفربول والارسنال أو الأهلي والزمالك ...
فالحرب عزيزي الانسان "لا فائز فيها "... أكرر "لا.. فائز.. فيها.." فالكل "خاسر “.. “الكل خاااااسر " مهما ظن أنه انتصر!
انت لن تخسر الدوري أو الكاس.. انت ستخسر مصدر أمنك ومصدر رزقك وفوق وأهم من كل ذلك أهلك ووطنك..
ولا تنسى إنك ستخسر انسانيتك!
ونماذج الحرب أمامك.. لا عدل ولا حق فيها!!
ولا فروسية.. ولا إنسانية!!
وسؤالي الان كما هو سؤالكم لى الأن بعد كل ما ذكرت"وين نررروووووح؟؟!!
وبصراحة..
لا إجابة لدى حتى الآن..
غير أن أرفع وجهي لله سبحانه وتعالى العدل.. الحق.. المنتقم الجبار..
فهو الذي بيده كل شيء وأنا مازال صوت وصراخ كل مكلوم فلسطيني " وين نروح؟!"
يدوي في راسي وقلبي وروحي ويزلزل جسدي.... فأعود وأكمل تقرير منظمة الصحة العالمية من جديد حيث أضاف التقرير:
"ان نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 وثلثي مراكز الرعاية الصحية الأولية لا تعمل!!"
"أنبه هذا العدد حتى كتابة تلك السطور ..."
".... وين نروح؟!"
وأسترسل شارحا:
"وأن المستشفيات التي لا تزال عاملة منها تستوعب ما يفوق طاقتها بكثير وان نظام الرعاية الصحية على شفا الانهيار!!"
"...وين نروح ؟!"
ونقلا للصورة الحالية هناك:
"إن ممرات المستشفيات مكتظة بالجرحى والمرضى والمحتضرين! وإن المشارح ممتلئة!
والعمليات الجراحية تُجرى بدون تخدير!!
وعشرات الآلاف من النازحين يحتمون بالمستشفيات التي تقصف طوال الليل و النهار بل عين عليها قناصة يقتلون كل من يحاول الخروج منها!!"
".... وين نروح؟!"
الجثث تحللت في الشوارع وأمام المستشفيات لا تجد من يدفنها!!
"... وين نروح؟!"
تم دفن أكثر من 150 جثة داخل حرم مستشفى الشفاء!!
"... وين نروح؟!"
... منذ 7 أكتوبر الماضي شنت إسرائيل أكثر من 250 هجوما على منشآت الرعاية الصحية في غزة والضفة الغربية!!
"... وين نروح؟!"
تزعم اسرائيل أن حماس تخفي أسلحة في أنفاق تحت المستشفيات!!
بل وأعلن متحدتها العسكري بوجود أنفاق وأسلحة في تلك المستشفيات في حين أن العالم كله بل وإسرائيل نفسها صرحت بأن غزة كلها تحتها أنفاق وليس فقط المستشفيات!!
هذا وقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف من أن حياة" مليون طفل" في غزة باتت معلقة بخيط رفيع مع انهيار كامل للخدمات الصحية للأطفال في أنحاء القطاع لاسيما المناطق الشمالية!!!
وأكدت توقف الرعاية الطبية في مستشفيي الرنتيسي والنصر للأطفال ووفاة الأطفال الخدج لنقص مواد الرعاية وانقطاع الكهرباء!!
"... وين نروح؟!"
وتشير تقديرات اليونيسيف إلى أن هناك ما يقارب “مليون طفل" يعيشون في قطاع غزة مما يعني أن نصف السكان من الأطفال!!
وقالت المديرة الإقليمية لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" أديل خضر":
إن الأطفال يتعرضون للحرمان من حقهم في الحياة والصحة وحماية المستشفيات وإيصال الإمدادات الطبية المنقذة للحياة واجبان بحسب قوانين الحرب وكلاهما مطلوبان الآن.
" ... وين نروح؟!"
منذ 36 يوما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا على غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 12 ألف فلسطيني -بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا- وإصابة أكثر من 30 ألفا بجراح بحسب مصادر رسمية "حتى الان ومازالت الاعداد في تزايد مع كل حركة من حركات عقارب الساعة".
ولم يفعل العالم شيئا حتى الان!!!!!!
وها أنا أصرخ "... وين نروح من هذا العالم عديم الإنسانية ؟؟؟!!!!!"
التعليقات