‏جيش «العار» المقهور

‏جيش «العار» المقهور

عبدالمحسن سلامة

هو جيش العار، والخزى، والدموية بكل ما تعنيه الكلمات من معانٍ، وهو جيش من المناديل الورقية، وربما يكون أقل منها صلابة دون تهويل، وتعالوا نعكس الصورة، فماذا سيكون الموقف لو تم حصار إسرائيل برا، وبحرا، وجوا، وتم قطع الكهرباء عنها، وضرب مخازن الوقود، ومنع التصدير، أو الاستيراد منها، وكذلك منع إدخال الأدوية، والأغذية إليها لمدة ٤٠ يوما كاملة؟

أكرر السؤال: ماذا سيكون الموقف وإسرائيل بلا غطاء جوى، أو برى، أو بحرى بعد أن يتم محاصرتها بشكل تام؟.. أعتقد أنه فى تلك الحالة سوف تنتهى إلى الأبد فى أقل من شهر، والمؤكد أن فصائل المقاومة الفلسطينية كانت ستدخل إلى تل أبيب، والقدس.. وكل البلدات الإسرائيلية.

تلك هى الحقيقة المرة المؤكدة بشأن الجيش الإسرائيلى الذى يستمد كامل قوته من الدعم الأمريكى اللامحدود، ويحارب فصائل مسلحة وليست جيشا، ورغم مرور٤٠ يوما على عملية «طوفان الأقصى» حتى الآن لم يسجل الجيش المقهور نجاحا يُذكر سوى تدمير المستشفيات، والمساجد، والكنائس، وقتل الأطفال، والنساء، ومنع الماء، والكهرباء عن السكان الأبرياء، ثم أخيرا جاء النصر المُبين لجيش العار الإسرائيلى باقتحام مستشفى «الشفاء».

كما توقعت أمس، اقتحم جيش الاحتلال مستشفى «الشفاء»، وللأسف، فقد فندت الصحافة الأمريكية أكاذيب إسرائيل بعد فوات الأوان، حيث نشرت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال» تقارير تؤكد كذب ادعاءات إسرائيل، وأن المستشفى لم يكن به مسلحون، ولا توجد به أسلحة، وأن إسرائيل قصفت «عنبر الولادة» فى مستشفى «الشفاء» ولم تقصف قوات «حماس».

للأسف تبنى البيت الأبيض، والبنتاجون رواية إسرائيل الكاذبة بوجود مسلحين، وأنفاق داخل المستشفى، مما يعنى موافقة صريحة، ومؤكدة، وداعمة من أمريكا لاقتحام الجيش النازى الإسرائيلى ذلك المستشفى بعد حصاره أكثر من ٥ أيام كاملة، ليبقى السؤال: ماذا عن الجريمة التالية للنازيين الجدد فى إسرائيل؟.. وماذا تبقى من مساكن، ومستشفيات، ومدارس فى غزة؟.. وإلى متى يظل العالم صامتا عن كل تلك الجرائم؟.. والأهم متى يستيقظ السيد بايدن من سُباته العميق ليرى حجم المأساة الإنسانية غير المسبوقة فى التاريخ الحديث التى ساندها، وأيدها، ولايزال يقوم بدور الداعم الرئيسى لها حتى الآن؟!

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات