إذا أراد أحدهم أن يواسي أخاه في مصيبته تخيل نفسه مكانه، ماذا لو وقع بالمصيبة نفسها؟ كنوع من أنواع توارد المشاعر حتى يتمكن من مشاركته معنويا بصدق.
ولكن في مسألتنا هنا لا داعٍ للتخيل فأنت كنت معه في تلك المصيبة يوما ما، وهل من مصيبة أكبر من الوقوع في قبضة الاحتلال؟!
لم تكن تلك الحرب غريبة عنا قط، بل كنا جزءا بل طرفا في النزاع، بداية من حرب فلسطين والعدوان الثلاثي ومرورا بنكسة 67 وحرب الاستنزاف وختاما بحرب أكتوبر المجيدة.
فالعدو وأساليبه ومبادئه ليست بجديدة علينا، ذقنا من مرارها وعانينا من ويلاتها وفقدنا أهلنا وذوينا، فنحن بهم الأعلم بعد الله سبحانه وتعالى.
نحتفل بذكرى النصر والتخلص من العدو كل عام ... ولكن في هذا العام نقصت فرحتنا تعكر صفونا لسبب ليس بمحدد، فهناك من حزن على قتل أطفال أبرياء، وهناك من حزن على شعب وأرض لا يستحق إلا كل خير واحترام، وهناك من حزن لمجرد لمسه لقسوة العدو وتخيله لما فعل مع أهلنا وذوينا خلال حربنا معه هزيمة وانتصارا، تتعدد الأسباب الفرعية مع ثبات المؤثر الأكبر وهو ما يحدث اليوم في فلسطين.
ولكن المصري لم ولن ينسى، ولو نسي لذكرته السينما بمشاهد مبكية موجعة بكل ما حدث، وسيظل القلب يرجف كلما رأيت مشهد نكسة 67 في مسلسل "الشهد والدموع الجزء الثاني"، ومشهد غارات العدوان الثلاثي في فيلم "الباب المفتوح"، إلى مشهد استشهاد عمرو واكد في فيلم "أصحاب ولا بيزنس".
فالحمد لله اليوم وأبدا على مصريتنا وعروبتنا، ودامت مصر لنا وطنا وللمظلوم ملجأ وللظالم عدوا.
التعليقات