بحق المسجد الأقصى، وبحق أطفال بحر البقر، وبحق أطفال غزة، وبحق أطفال سوريا واليمن والسودان، وبحق أطفال القدس عُد يا صلاح الدين، فالقدس تناديك، فهل تلبي النداء؟!
الأهل في سوريا يصرخون يستغيثون، غير الأكفان لا يطلبون، عُد يا صلاحُ الدين لتسقي أشجار التين والزيتون العطشى في فلسطين، عُد فطورُ سيناء يصرخ من الهجران، والنسيان والإرهاب اللعين، عُد يا صلاحُ الدين إلى هذا البلدِ الأمين، عُد فالقدسُ أصبحَ لها أنين وشهداؤها كل يوم يزيدون، عُد يا صلاحُ الدين فقد طال الغيابُ، وانتشر الضبابُ، وتفرق الأحبابُ، وضاع الصحابُ، وكثر نباح الكلاب..
عُد يا صلاحُ الدين لتوحدَ صفنا، وتفكَ أسرنا، وتُضمدَ جِراحَنا، وتُجبرَ كسرَنا، وتمسحَ دمعَنا، عد يا صلاحُ الدين لتُفرِّجَ كربنا، وتستردَ أرضَنا وتستعيد عُلمَاءَنا، وتصونَ شبابنا وعرضنا ومجدنا ونفطنا، عُد يا صلاحُ الدين ليعودَ الهلالُ إلى حُضنِ الصليب، ولتحط الطيورُ في أعشاشها بالمغيب..
عُد يا صلاحُ الدين فإلهنا واحد، وترابنا واحد، ولساننا واحد، ومُناخُنا وتاريخُنا وأصلُنا ولونُنا وهمُنا ومصيرُنا واحد، عُد يا صلاحُ الدين فنبينا أصبح مستباحا، ولا صوتَ الآن يعلُو فوق النباح، عُد يا صلاحُ الدين لتقودَ العربَ إلى حطين القرن الحادي والعشرين، عُد يا رمزُ العزة لتنقذ الأقصى، عُد يا رمزُ الإباء لتحرر كربلاء، عُد يا رمزُ الإحسانِ لتحمي السودان..
عُد يا صلاحُ الدين فإنا عائدون، وعلى تفريطنا نادمون، وعلى الثأر عازمون، وبالعروة الوثقى مستمسكون، عُد يا صلاحُ الدين فإنا عائدون، ألا ترى الدمعَ وقد تحجرَ في العيون، والقلبَ يحرِقُه المنُون، عد يا صلاحُ الدين فالأطفال في بلادي من اللعب محرومُون، وفي الشوارع مشردُون، وفي السودان يجوعُون، وفي لبنانَ يفتَنُون، وفي فلسطينَ وسوريا والجولان يقتلون، وفي كل الدول العربية لا يغاثون..
أطفال العرب يا صلاحُ الدين لا يموتون، بل هم أحياءٌ عند ربهم لؤلؤ مكنون يلعبُون ويمرحُون، ولكنهم يا صلاحُ الدين مازالوا يتساءلون بأي ذنب يقتلُون ويذبحُون ويصلبُون ويحرقُون، عُد يا صلاحُ الدين فإن المسجد الأقصى يناديك فحقٌ عليك أن تلبي النداء!!
كلنا يعلم أن صلاح الدين الأيوبي قد مات، والموتى لا يعودون، ولكننا لن نعدم الأمل في ميلاد "صلاح الدين" جديد.
التعليقات