ما أقسى الاحتلال! وما أقصى أيامه! ظنوا أن الأجيال الجديدة التي لم تعش صحوة الاحتلال لن تمتلك يوما غضب أو ضغينة تجاه المحتلين، بل ظنوا أن فكر الاحتلال سيورث كأمر واقع يجب التعايش معه وليس التفكير في كيفية التخلص منه وتحرير الوطن.
واليوم ونحن نحتفل بذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيدة التي خلصتنا من ضيق الاحتلال، خمسون عاما على الذكرى، لم ترَ الأجيال الجديدة لا نكسة ولا احتلال ولا استنزاف ولا عبور، ولكننا نبكى على شهدائنا منذ حرب 1948 إلى يومنا هذا، نشعر بالضيق والحزن عند رؤية مشهد في فيلم يذكرنا ولو للحظة بأننا انهزمنا وتعرضنا للاحتلال يوما.
لذلك فإن الأجيال الجديدة تحب أن تثبت وضعها ووجدوها بغلبة الشوق والحنين، وحماس الشباب، فهي قوة لا تفوق عليها قوة، فهي أساس كل شعور مطلوب في الحرب، حب الوطن حتى الموت، فالوطن باقي والحياة فانية.
هناك من يخطط للحرب من أجل النصر والتحرير وهناك من يخطط للحرب حتى يقول "نحن هنا" أي من أجل التذكير بالقضية لا أكثر ولا أقل ولو كلفهم هذا حياتهم وحياة أبنائهم.
يوم 7 أكتوبر من عام 2023 أي أول سبت في شهر أكتوبر، حدثت انتفاضة فردية من شعب فلسطين الحبيبة، تُعد الأولى من نوعها، حيث قالت عنها اسرائيل أول حرب حقيقية منذ عام 1973، وقالت عنها فلسطين "طوفان الأقصى"، فعل شعب فلسطين ما فعل وهو مدرك لما سيأتيه بعده بل وفي انتظاره.
فالطوفان يأخذ الأخضر واليابس، فلم ينجُ من الطوفان إلا من صعد على السفينة بأمر ربه، فإذا كان لا توجد سفينة، فمن ينجو من الطوفان؟!
"اعدد ستا بين يدي الساعة، موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كعقاص الغنم، ثم استفاضة المال." صدق رسول الله (ص)، فعودة القدس إلى المسلمين أمر محتوم، نعتقد ونؤمن بحدوثه، ولكننا نعلم وهم يعلمون أن هذا ليس اليوم.
التعليقات