نستعرض هنا
العناويين
عنوان العمل.. - العمل الذي خلا من الإهداء والتقديم حيث دخل إليه مباشرة فللوقت أهميته بعد مرور كل تلك السنوات -.
فعنوان "الأرض المحصورة" ذُكرت بين ثنايا القصة الحادية عشرة لتعبير مأخوذ عن جنرال صيني عاش مابين القرن الخامس والسادس قبل الميلاد وتعني الأرض المحاصرة والتي تتحول الى أرض استقتال حين تنعدم إمكانية الفرار ويكمن بصيص النجاة الوحيد في القتال حتى الموت وهو عين ما واجهه الكاتب في حياته في مواجهة شظف الحياة ومعاناتها، حيث واجهها بطريقته.
وهذا ما أوحى لي به الغلاف.. حيث كُتب عمر أبو القاسم الككلي ثم صورة الحياة بعبثيتها وتحتها النهاية المحتومة لكل من يعيش على الأرض المحصورة.
العناوين الداخلية مبهرة تجعلك تتأملها قبل قراءة القصص وتكتسب بُعدا جديدا أثناء القراءة ثم تصفق لها عند الانتهاء لجودة ودقة الاختيار.
الترتيب..
تعمد الترتيب للقصص.
كما في أم المصابيح وهي قصة أسطورة من الموروث الشعبي الليبي يحكي عن مغارة لها نبعٌ شحيح الماء وبعدها قصة كوب ماء بارد.. فيحيل ذهنك من أرض جدباء موحشة إلى واحة ظليلة غناء بطلها كوب ماء.
قصتي فضائل واندلاق الحليب..
يلعب على مخيلة القارئ المضمر وكأنه دارس لتوقعاته فيعمد إلى إيهامه حين الحديث عن الفتاة البائعة في معرض الكتاب ذات القوام الموزون
والتي ابتسمت وهي تعطيه كتاب فضائل النكاح للسيوطي قائلة،: "صحة". مصحوبا بضحكاتهما فيأتي العنوان التالي.. اندلاق الحليب
ولم يكن اندلاق الحليب سوى سقوط قدح الحليب من يد عفراء عندما نعى الركب لها عروة بن حزام، وقد تكون له رمزيته أيضا بموت عروة ودفنه تحت التراب وتركها وحيدة بقدح فارغ.
الوصف..
في قصة عذوبة.. ثوبها الخفيف ذي اللون الناعس. كان الثوب ناعسا على جسدها حين تأتي عصرا لتسبح وقت العشية, ثم يقول:
محمولةً على سحابة من موسيقى ورفرفةِ فراشات
وفي بطانية أمي.. يصف بطانية أمه أنها ذات جناحين ترشح بدفء الأمومه، لم تبخل بدفئها على الأجيال المتعاقبة طيلة خمسة عقود حتى انتهى بها الحال متكومة على نفسها على البلاط ملطخة بالتراب،
فأُهين الصبر والحدب والتحنان وجرحت كرامته، كرامة أمي.
بالطبعِ هو يتحدث عن الواقع الاجتماعي الصعب من خلال بطانية أمه.
وفي الظاهر والباطن.. استشعرت دبيب الهواجس في نفسي فجعل تسلل الهواجس إلى نفسه كدبيب النمل في بطئه واستمراريته وانتشاره.
ومن تعبيراته الرائعة.. على قيد المعاناة فكانت حياته معاناة.
يستخدم اللهجة المحلية لينقلك إلى عمق الأسطورة وغيابات المغارة، وإن لم تعش ذلك التراث أو تؤمن به؛ ستنقلك اللهجة التي تقرأها مسموعة بصوت الحاجة مباركة بنت علي الصغير إلى مرتبة اليقين في الخرافة. كما في أم المصابيح.
يستخدم كل ما هو شائع ومعروف من ألفاظ بتصريفات غاية في التجدد والتفرد والطزاجة. تحررك من المستهلَك إلى معجم جديد يتشكل من وحي ما تلتقطه الأذن والمشاعر.
في قصة القرار الرطب.. النسغ هو سائل ينتقل بين الخلايا محمل بالأملاح والغذء للنبات فشبه الرغبة وهي تنتقل في شرايين وأوردة حبيبته لتصل إلى كل خلية فيها بالنسغ.
التكرار متواجد بكثرة وهو مقصود ومحبب ويضيف معان أخرى ويخلق أحاسيسا متنامية.
فكر الكاتب..
دائما يبحث عن النقطة المضيئة بين ثنايا المادة الكونية المظلمة
كما في تحقيق حلم يقول عن الثلاجة: ونادرا مايكون بها مانضج ولذ وإنما تقتصر محتوياتها غالبا على ما روى وملأ المعدة لكن الحلم بامتلاك ثلاجة صغيرة الحجم خاصة بي قد تحقق.
وفي بطانية أمي.. عند حديثه عن بساطة أمه و عنائها في صنع البطانية..
فلم يكن ذلك عن قلة طموح واستسلام ولكن يعبر عن قوة الانتصار على الواقع المستحيل بروح المقاومة والتصالح كما اسماها؛ الذي ينتج الشاي المتوازن المتصالح، فمنهجها التحايل والمقاومة وسلاحها الاحتمال والتصالح.
وفي نقل البقرة ..
فرح باكتشافه أن أباه قد خاف من تدخله في الحديث وتكذيبه. وأنه أسدى خدمه لأبيه بصمته، كما أنه بصمته تحرر من حرج عدم قوله الحق.
من مميزات السرد عند عمر الككلي..
التنقل بين أنواع السرد المختلفة؛ المتسلسل والمتقطع والتناوبي مثل قصة تسوية العهدة و قصة الظاهر والباطن وقصة محاولة رومانسية.
أحيانا يستخدم الراوي الذاتي وأحيانا الراوي العليم.
لكنك ستدرك أنه الككلي هو من يكتب مهما اختلفت الطرق لأن روحه طاغية تماما على النص.
كثيرا ما ينشيء بسرده حالة حوارية مع القارئ المضمر الذي تخيله
كما في قصة جثتان.
في عمارة الكرسي ..
فرق بين متعة القراءة ومتعة المعرفة التي جعلها مثل الخضوع لتحمل ألم من أجل اللذة التي تنبثق في نهايته.
ومتعة المعرفة ومتعة الإبداع ويقصد بهما القراءة والكتابة.
ويفرق أيضا بين الضمير المهني والضمير الأخلاقي كما في تسوية العهدة..
يقول: لا نعرف تأنيب الضمير. ضميرنا مهني وليس أخلاقيا. معروف أنه لكل مهنة أخلاقياتها.
اغراقه في بيئته..
- من خلال الموضوعات واللغة وتفاصيل مفرداتها كضفدعة باشو في قصة عذوبة وعصفور الفقاقي في قصة عمارة الكرسي.
والأمثال الشعبية ودورها في البناء الدرامي مثل..
"غربال ما ميل دبش"
"ما تضربش الكلب لين تعرف مولاه".
قد يأخذ عليه البعض شرح معنى الكرسي في قصة عمارة الكرسي، حقيقته ورمزيته، بأنه لم يدع للقارئ حرية التحليل والتأويل بما يخالف نظرية التلقي، لكن الأمر مناسبا للمنهج السيميولوجي الذي يشرحه ويأخذ الكرسي كمثال للتوضيح.
وهنا أتخيل أنا هانز ياوس و فولفجان إيزر كقارئين ضمنيين مضمرين، إذا اطلعا على هذه المجموعة القصصية سيقولان:
"عمر أبو القاسم الككلي هو عمر أبو القاسم الككلي.
التعليقات