علم الإنسان محدود بالمقارنة لعلم الله فالله هو من يمنح قليلا من علمه للإنسان وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.
هناك متغيرات وثوابت فيما يتوصل إليه الإنسان فى مجال العلوم النظرية والتجريبية.
ولو تأملنا العلاقة بين الله والإنسان نجدها علاقة متغيرة من طرف الإنسان ثابتة من ناحية الله رغم أنها علاقة خاصة ولا واسطة بيننا وبين الله،
الإنسان له حرية الإيمان أو عدم الإيمان الله أعطاه هذا الإختيار فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
الفكر متغير والنظريات ليست ثابتة والعالم المادي متغير فقوانين المادة متغيرة ومتحولة ولكن إذا نظرنا إلى الدين فى حياتنا وتساءلنا هل الدين ثابت أم متغير؟
إذا أخذنا الدين منذ خلق الإنسان وحصرناه فى مسألة التوحيد فهو ثابت وإذا تحدثنا فى مسألة الشرائع فهو متغير فلكل جعلنا شرعة ومنهاجا؟!
فالتوحيد هو أصل الدين أما شؤون دنيانا فهى متغيرة مع الزمن حسب حاجة الإنسان وتطوره مع زمنه فقد تكون العلاقة مع الزمن نسبية لكنها دائما متغيرة حسب حاجته ووجوده فى هذا الزمن ومن أجل ذلك تجد هناك حدودا ثابته فى الشرائع أما ماعدا الحدود وحاجة الإنسان وما استجد عليه من فى حياته فإننا نجد التغيير موجود والإنسان نفسه مجددا لقوانين تحكم طريقة حياته ومعيشته ولذلك نجد هناك دساتيرا مختلفة للدول والحكومات.
الفلسفة متغيرة وكل مدرسة فلسفية لها فكرها قد تتفق أو تختلف مع مدارس فلسفية أخرى من حيث خلق العالم والوجود وعالم المادة وعالم الروح.
الإنسان بداخله العالم المادي والعالم الروحي وكيفما أراد يكون فإما أن يكون ماديا أو روحانيا أو مشتتا تائها أو يجمع بين المادية والروحانية فهو مادي الجسد والشهوات والغرائز ومشاعر الحب والكراهية وهو روحاني فى لحظة انتصاره على نفسه وشهواته.
العلم التجريبي متغير ويطور نفسه فالعلم هو الوحيد الذي يتطور ويخترع فمنذ الثورة الصناعية.
حدث فى آخر مئتين عام مالم يكن الإنسان أن يحلم به ، قوانين الجاذبية والنسبية واختراع الكهرباء والطائرات والسيارات والدواء والقنبلة الذرية والهيدروجينية، فالعلم يخترع ويبتكر والإنسان يستخدم العلم ليدمر نفسه والعالم معا وهذا ما سوف يحدث فى قادم الأيام فما نشهده من ثورات تكنولوجية فى مجالات الإتصالات والتواصل سوف يتطور لأشياء لا نستطيع أن نتخيلها وكذلك ما سوف يحدث من اختراعات نووية وبيولوجية وتلاعب فى الجينات والشفرات الوراثية لن نستطيع أن نتخيل القادم بعد؟!
فجدلية العلم والدين والثابت والمتغير فيهما أو بينهما جدلية سوفسطائية لأن العلم والدين مصدرهما واحد وهو الله والله يعلم ونحن لا نعلم إلا القليل جدا من علمه الذى أطلعنا عليه حتى نستطيع أن نعيش الحياة.
المعرفة بحر كبير المهم كيف نصل للشاطئ وبر الأمان فما من مستمر سوى التغيير.
التعليقات