"المنافسة جيدة والغش ليس كذلك" كان هو تعليق إيلون ماسك مالك تطبيق تويتر على نبأ إطلاق موقع ثريدز التابع لتطبيق إنستجرام والذى لاقى روجاً كبيرا وصل إلى أكثر 80 مليون مشترك حول العالم خلال 48 ساعة فقط وخارج حدود القارة الأوروبية.
ويشير الخبراء إلى أن ربط التطبيق الجديد بتطبيق إنستجرام ساعد فى هذا العدد الكبير من الحسابات خاصة وأن تطبيق ثريدز يسمح بنقل كافة المتابعين فى تطبيق الانستجرام إلى تطبيق ثريدز وتعد أول العيوب المتعلقة بالتطبيق الجديد هى أن الحساب يمكن إيقافه فقط وبالنسبة لحذف الحساب من التطبيق يعني آليا حذف الحساب على إنستجرام، مما يشكل إزعاجا لبعض المستخدمين.
ولكن السؤال الأهم هنا: ما هو تطبيق ثريدز وما تأثيره على تويتر؟
تطبيق ثريدز تم إنشاؤه من خلال فريق عمل إنستجرام، ويمكن أن يصل طول المنشورات إلى 500 حرف وتتضمن روابط وصور ومقاطع فيديوتصل مدتها إلى 5 دقائق كما أعلنت شركة ميتا، وبالتالى فالتطبيق يشبه تويتر فى الخدمات التى يتم تقديمها ويتفوق عليه فى بعض الجوانب حيث يصل طول المنشور على تويتر إلى 280 حرف، والفيديوهات التى يتم تقديمها لا تزيد عن دقيقتين فقط.
وبالمقارنة ب تويتر، لم تقدم النسخة الأولى من ثريدز دعم للمراسلة المباشرة بين الأفراد وكذلك لا يدعم التريندات أوالهشتاجات، بينما يتشابه كلا التطبيقان فى عدم إتاحة التعديل والإضافة على المنشورات.
وفى هذا السياق أرسل محامى تويتر أليكس سبيرو إلى مارك زوكبيرج مالك ميتا برسالة يتهمه فيها بـ"ممارسات غير قانوينة" لاستخدام أسرار تويتر ويطالبه بالتوقف عن استخدام أسرار تجارية أو معلومات سرية لدى تويتر وذلك من خلال الاعتماد على موظفين سابقين فى تويتر لإنشاء التطبيق. وردت ميتا على هذه الإتهامات بأنها لم تعتمد على موظفين سابقين فى تويتر.
ويعيب ثريدز حتى الآن أنه على الرغم من العدد الكبير من الحسابات التى أنضمت بشكل متسارع إلى التطبيق إلا أنه حتى الآن يعانى من عدم وجود هوية بالنسبة للمستخدمين، وهناك عدد كبير من المنشورات من الأفراد لمجرد التواجد دون وظيفة أوهدف مختلف من التطبيق مما قد ينذر بأنه مجرد "فقاعة" وسوف يختفى خلال فترة قريبة أو ينصرف عنه الأفراد.
وعلى الرغم من إعلان شركة ميتا أنها تشكل مستقبل الإنترنت من خلال جعل "المواضيع" متوافقة مع الشبكات الاجتماعية المفتوحة والقابلة للتشغيل المتبادل، ولكن لا يبدو حتى الآن أن هناك توافق أو حتى هدف واضح من التطبيق وفقا لعدد كبير من المستخدمين.
واستخلاصا مما سبق، وفى ظل الدور الكبير الذى تلعبه مواقع التواصل الأجتماعى فى حياتنا، يبقى هناك عدة أسئلة تحتاج إلى إجابة من شركة ميتا وهى: ما الحاجة لإطلاق هذا التطبيق؟، وما الذى سيضيفه إلى عالم السوشيال ميديا؟، وهل يعتبر ثريدز استمرارا للسجال الدائر منذ فترة بين "ماسك" مالك تويتر وزوكبيرج مالك ميتا؟، وهل يعتبر التطبيق هذا الكم الهائل من المستخدمين فى الساعات الأولى لإطلاق التطبيق نجاحا؟
من وجهة نظرى أرى أن التطبيق بصورته الحالية لا فائدة منه، وأن ثريدز يخلق مزيد من التشتت للمستخدمين ووسائل الإعلام دون جدوى واضحة.. دعونا ننتظر ونرى ماذا ستفعل ميتا من أجل الحفاظ على أحدث إصداراتها، وما الخطوات التى سينتهجها تويتر فى التصدى للتطبيق الجديد وهل سيكون هناك تطبيقات جديدة من جانب إيلون ماسك وندخل فى حرب بين عمالقة السوشيال ميديا الخاسر الوحيد منها هم جمهور هذه التطبيقات؟
التعليقات