من مميزات أقسام السينما التي أنشأت في بعض الجامعات أنها أتاحت الفرصة لاكتشاف دماء جديدة بأفكار مبتكرة، وهو ما قد يسهم في تغيير نتمناه في شكل ومضمون أفلامنا، فقد فوجئت وأنا أشارك في تحكيم مشاريع تخرج طلبة قسم السينما بكلية الإعلام – الجامعة البريطانية- بعدد كبير من الموهوبين ليس فقط في الإخراج السينمائي بل في كل مجالات صناعة السينما، ومنها التصوير والديكور، والمونتاج، والإنتاج، وتحت إشراف المخرج الكبير هاني لاشين.
في قسم السينما شباب واعد يكتبون السيناريو، ويعيشون تجربة تبدأ من الصفر، برعاية ودعم من عميد الكلية الفنان التشكيلي الكبير الدكتور محمد شومان، الذي تابع جلسات لجان التحكيم، وكأن مشروع وكل فيلم هو جزء منه، أفلام شارك في تحكيمها مبدعون منهم المؤلف عبد الرحيم كمال، والناقد طارق الشناوي، والإعلامي أسامة الشيخ، والمخرجة نادين خان ، والدكتور يسرى عبد الله، والناقد أحمد النجار، والدكتور شريف صالح، والدكتورة ريم لطفي سعد، عاشوا مع تجارب مختلفة لخمسة عشر فيلما روائيا قصيرا، تناول صناعها أفكارا مهمة، تفاوتت بالطبع المستويات، لكنها تؤكد بأننا أمام جيل لديه قدرات وأفكار تصنع سينما مختلفة.
الأفلام الخمسة عشر هي الباب في الباب، وغلطة، وريمونتادا، ووالتريند، وجلب الحبيب، وملكي أنا، وبيللي والوهم، ثم ودون استئذان، وكلها عشر دقائق، وملكية، وبعد النمرة، وأبعد يا شيطان، والسم في العسل، هذه الأفلام نوقشت من قبل متخصصين في النصف الأول من العام كسيناريوهات، ثم نفذت بطرق مختلفة، قام كل واحد من الطلاب بدور مهم ومنهم من قام بمهمتين أو ثلاثة، مصور ومعد للديكور، ومخرجا، ومونتيرا.
المدهش أن معظم هذه التجارب لطالبات، بل قد تجد فيلما كاملا كل من شارك فيه من الإناث، ويطرحن أفكارا غاية في الأهمية، يدهشك بعض الأفلام لجرأة الفكرة مثل فيلم "التريند" تناول ظاهرة نعيشها عن تغول السوشيال ميديا في حياتنا، وما عرف بالتريند، وتكتشف وأنت تتابع الأفلام ممثلين وممثلات موهوبين، كما حدث في فيلم "السم في العسل" ممثلة قامت بدور مريضة تتحرك على كرسي، وغيرها من الممثلات.
في جميع كليات الفنون، وبخاصة التي بها أقسام للسينما، نحتاج إلى تضافر الجهات الحكومية، مثل المركز القومي للسينما، ووزارة التضامن الاجتماعي، فهي وزارة تنتج سينما قصيرة، ولكن قد يكون كل ما تنتجه لشخص واحد بفكر واحد، مع أننا إن تابعنا تجارب مثل التي شاهدناها سنكتشف رسائل تهم المرأة، وتهم الأسرة بشكل عام، وقد دار حديث بيني وبين وكيل الكلية الدكتور عادل صالح، حول أهمية أن نسمح لمثل هؤلاء الطلاب بالتجريب، لأنه بدون التجريب سيقدمون قوالب جامدة، أو ينقلون من تجارب الآخرين، وفى الواقع ما قدم من التجارب السينمائية برغم ضعف بعضها ن إلا إن به ما يؤكد أننا نحتاج لأن نتفاءل بمثل هؤلاء، نتفاءل بأن هناك من يؤمنون بقدراتهم مثل الدكتور يوسف هشام،، والدكتور محمد تيمور، والدكتور أمير خلف، وفريق عمل مهم منهم المعيدة مارينا درغام... علينا أن نحلم مع هؤلاء وغيرهم لنصنع جيلا موهوبا.
التعليقات