لعل أهم إجابة يجب أن تضعها لنفسك قبل صعود الجبل هي «كيف ستستقر على قمته عند الوصول؟!».
فيلم بلاك بيري 2023، يشرح لك كيف تصل إلى القمة سريعا وأيضا كيف تسقط منها في لحظة، ربما ليس الخطأ في الوصول ولكن في إدراكك أنك لست على القمة وحدك، ويجب أن تقاتل في الحفاظ على مكانك لأن قمة الجبل لا تسع الكثيرين.
يبدأ الفيلم بحالة من التشتت بين أبطاله من مؤسسي «بلاك بيري» مات جونسون في دور دوغلاس فريجين، وجاي بارتشيل في دور مايك لازاريديس «مصمم أول هاتف بلاك بيري»، فكل يواجه فشلا في حياته العملية من ديون وتخبط الطريق وقلة الخبرة، حتى يلتقوا بـ غلين هاورتون والذي يقوم بدور جيم بالسيلي، والذي يضعهم على طريق المجد بعد طرده من شركته بسبب عمل غير مهني.
يتحول المشهد ليلجأ بالسيلي إلى مايك ودوغ، ليحقق انتقاما بعد طرده من عمله بالبحث عن نجاحا سريعا يصل به إلى القمة ليخفي به فشله في عمله السابق الذي طُرد منه.
لجأ أبطال القصة إلى بعضهم بنوايا مختلفة أسست شركة استحوذت على 45% من سوق المحمول في العالم سريعا في ظرف سنوات معدودة، ربما لم تكن لتتحقق بدون لجوء مايك ودوغ إلى بالسيلي ذو العقلية الفذة في الإدارة والتسويق والتفاوض، وأيضا لجوء الأخير لهما بعد فقدان وظيفته.
يتحول المشهد من مكتب «بالسيلي» في مقر عمله السابق في الشركة المرموقة، إلى مكان مكتبه الصغير حيث يعمل «مايك ودوغ» وأصدقائهم، ليظهر متسخا مكتظا بأشياء مبعثرة ولا يحتوي على أبسط وسائل التواصل التي كانت في مكتبه السابق، ليشتاط غضبه ويبدأ سريعا في إعطاء الأوامر لإعادة تنظيم المكتب والعمل سريعا على الاختراع الجديد وهو أول هاتف نقال يرسل إيميل.
خرج الهاتف إلى النور بعد عمل «مايك ودوغ» طوال الليل لينتهوا من التصميم في ظرف ليلة واحدة، حيث كان من المقرر أن يتحركوا صباحا إلى نيويورك لتسويقه، ليظهر لنا في المشهد كيف كان لدخول «بالسيلي» في حياتهما تأثيرا سريعا بعدما كانوا يتحركون بأهواءهم ليحركهم بأوامر ويظهر لهم كيف يتم التعامل في عالم الاحتراف.
ينجح التصميم في إبهار الجميع سريعا لتبدأ بعدها مراحل التطوير بأجيال وأسماء مختلفة لموديلات الهاتف الذي سبب ضجة كبيرة في عالم التكنولوجيا والتواصل، ولكن يحدث ما لم يكن في الحسبان حيث ظهرت بعض المشاكل مع هيئة الأوراق المالية التي نتجت عن الصعود السريع للشركة، لتتلقى الشركة أول ضربة قوية تبعتها ضربة أخرى بعد خروج أول هاتف بشاشة كاملة بدون لوحة مفاتيح إلى السوق.
يكشف لنا الفيلم ما الذي دار في أروقة شركة «بلاك بيري» عندما أعلن ستيف جوبز الهاتف الجديد «آيفون» الذي سبب زلزالا في عالم الهواتف النقالة، والتي كانت «بلاك بيري» تستحوذ على نصف سوقه تقريبا، لتتلقى الشركة بذلك الضربة القاضية، خاصة بعدما رفض مايك مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بلاك بيري، الاعتراف بالهاتف الجديد والذي وصفه بـ«الأحمق» ولكن لم يكن يدري مايك أن الوقوف مكانك ثابتا في حين يسبقك غيرك بأفكار جديدة هو الغباء بعينه، لتبدأ بذلك عملية سقوط «بلاك بيري» المدوي في سوق الهواتف المحمولة أمام القادم الجديد «آيفون».
يروي الفيلم ماذا حدث مع دوغ شريك مؤسس بلاك بيري، والذي ظهر في الفيلم العقل والضمير لصديقه الذي تجاهله مرات كثيرة خاصة بعد وصول مايك إلى قمة الجبل ليرى أنه ليس في حاجة إلى نصائح صديقه القديم، ليُذكر بعد ذلك أنه في عام 2007 باع «دوغ» أسهمه بسعر مرتفع واصفا المؤلف ما فعله بـ«سر واحد من أغنى رجل في العالم».
اليوم استحواذ بلاك بيري من سوق الهواتف صفر% بعد وصولها إلى 45% في قمة مجدها من توزيع الهواتف النقالة؛ لتكتب بذلك نهاية قصة «بلاك بيري».
* مستوحى من شخصيات وأحداث حقيقية وقعت في كندا.
التعليقات