يحاكم ثلاثة مصورين التقطوا صور للأميرة ديانا وصديقها المصري دودي الفايد وقت وقوع الحادث الذى أودى بحياتهما فى باريس عام 1997 بتهمة انتهاك الخصوصية، تم إتهام المصورون الثلاثة بالتقاط صور اعتبرت غير لائقة لضحايا الحادث قبل وبعد وفاتهم بين حطام السيارة المرسيدس، تم بناء المحاكمة على قانون فرنسي جديد يعتبر الجزء الداخلى من السيارة مكانا خصوصيا حتى إذا كانت السيارة تسير على الطريق العام.
ما سبق هو خبر تم نشره نصاَ على الموقع الرسمى الإخباري BBC تحديداَ بتاريخ 21/11/ 2002 إستجابة لبلاغ تقدم به رجل الأعمال المصري محمد الفايد ضد صحافة الباباترازى (وهى كلمة إيطالية تطلق على مطاردو المشاهير من المصورين)، حيث اشتهروا بإزعاجهم وملاحقتهم المتواصلة للمشاهير، وذلك لمحاكمة من أشار أنهم المتسببين فى حادث وفاة إبنه ومن في صحبته وقتها الأميرة ديانا وسائق السيارة.
مع تطور الأمر ووجود هواتف ذكية لا تحتاج إلى كاميرات حملها يمثل عبئا على المصور، صرنا نرى فئة الباباراتزى بالوطن العربي حيث تخطى الأمر معهم حدود المغامرة إلى الهمجية فى التعامل رغبة فى المال والشهرة (وركوب الترند) كما يقولون.
صارت الجنائز تحديداَ مجالاَ لحصد المال والوصول إلى أعلى محركات البحث فخلف صوت الجوامع أو أجراس الكنائس هناك دموع لم تعد ُتبكى هؤلاء المصورين بل صارت نهماَ وهدفاَ مسلطاَ على رقاب كل الحضور، هنا لن تجد فارقاَ بين فنان شهير أو فنان شاب أو شخصية عامة لا يعرفها أحد كل جريمتها أنها مقربة من المتوفي فقط إظهر فى الكادر تصبح فى دائرة الاستهداف.
بعد عبور حاجز الإندهاش لماذا يفعل هؤلاء تلك الجريمة باقتحام الخصوصية فى أقصى درجات ضعف الإنسان مهما بلغت قوته وصموده، فعدد الصفحات التي تدعى أن الخبر اليقين عندها وأن الصور الحصرية على شاشاتها جعلت السباق جنونى وأصبح المال يحكم الضمائر عند الأغلبية، حتى صار الأمر مثيرا للغثيان خاصة الفترة الأخيرة.
فاليوم تحول السادة صائدي الخصوصية إلى الفريسة التى تتصدر الترند وأكبر شاهد على ذلك هو حال البنتان اللاتي حضرن جنازة الفنان مصطفى درويش (رحمة الله عليه) والصورة التى تم إلتقاطها لهما وهما فى حالة من الضحك الغير مبرر والغير منطقي وبجانبهم فى نفس الكادر يعبر أخو المفقود وهو منهار ويتسند على رفيقه من هول الصدمة لوفاة أخيه المفاجئة.
تصدرت الفتاتان ترند من أسوأ الترندات فما تم تداوله بشأنهن مريع وكم الإهانات التي تم صبها عليهما تفوق الخيال فالصورة مستفزة جداَ ولكنها واقعية وتحتاج إلى الدراسة.
بالأمس كنتم تصطادون المشاهير وتعبرن فوق أحزانهم وصولا إلى المال والشهرة اليوم بنفس الأيادى ونفس السلاح يتم رصدكم وتصيدكم لتصبحوا فريسة صائغة للعالم أجمع.
لم يعد أحداَ آمنا فالثقب الصغير الذى يومض عدة مرات يلتقط همساتك ليسرد عليها قصة محكمة هو الوحيد المدرك لحجم الكذب فيها وللأسف ترك الأمر لتقدير البشر لم يكن يوماَ إختياراَ صائباَ.
لا أدعى أنني لم أتأذى مما تعرضن له البنتان لكنها واقعة ذات رؤية مستقبلية لما نحن مقبلون عليه لكنها أيضا تشبه غابة الفيلم الأجنبى (the hanger games) مع الفارق فليس هنا أبرياء فكل الصيادين مذنبين فإحذروا أنفسكم أيها السادة مدعي الإعلام فقد صرتم داخل الكادر.
التعليقات