إذا أردت المحبة فعليك بالعطاء .... ويكفيك الإحساس وليس الفعل .... فكونك مظهرا لرغبتك في العطاء كافٍ لنيل محبة الناس لكونك معطيا .... وإذا أردت الشهرة فعليك بالاختلاف ... بالشذوذ عن القاعدة سواء بالإيجاب أو بالسلب ... حيث رأينا أناسا يفعلون الخطأ لأنه أسهل من الصحيح .... لأنهم يريدون الشهرة بين الناس مدحا أو ذما .... فالشهرة تكفيهم ....
وإذا أردت المغفرة فعليك بالجميل .... فإذا نويت ارتكاب أخطاء في حق أناس أبرياء وتخشي غضبهم فعليك أن تفعل لهم شيئا يعمي عيونهم ويسكت ألسنتهم .... كأن تشعرهم بأنك أنقذت حياتهم ....
ففي أول خطأ .... ستكون كالوالدين تعرف مصلحتهم أكثر منهم .... وثانِ خطأ لن يرونه .... وثالث خطأ سيتجاهلونه .... ثم سيتغاضون عن خطأ يليه خطأ .... فإذا كنت ذكيا بقدر ما توقعت لتوقفت عند ذلك فأخذت ما أخذت وأخذوا ما أخذوا .... ولكنك استمريت .... استمريت إلى أن بدأت الغشاوة التي على أعينهم في الذوبان على مهل ....
وما أصعب تلك الفترة التي تحاول فيها التظاهر بأنك ما زلت مقتنعا بأفكارك القديمة التي لطالما دافعت عنها ... لأنك لا تستطيع الاعتراف بما يدور بداخلك ... نار تحرقك حيا وأنت تعبر عن رأيك وتدافع عنه وأنت تعلم أنه خطأ... وتسمع النقد الذي أضحيت تؤمن به ولكنك لا زلت تكابر .... لأنك غير مستعد لتحمل تلك النظرة التي ستأتي كالأسهم على قلبك ... تسحب روحك وتبرد حلقك ... حيث تغير نظرة الناس إليك ... لأنك في البداية كنت مخطئا ولكنك في النهاية أصبحت أحمق ....
ويعز عليك أن تصبح أحمق بعد كل ما بذلته من جهد وتفكير ... تريد أن تتوسل إليهم .... تتمنى أن تتم محاسبتك على الخطوات والمجهود وليس على النتيجة .... أن تتم مقاضاتك على نيتك الحسنة .... أن تُعامل مثلما يعامل المخدوع وليس الأحمق ... مع اعتبار أن معاملة المخدوع تكون ألطف ولو قليلا من حيث السخرية والشماتة ....
ولكنهم ليسوا بمخطئين .... فالقانون لا يحمي المغفلين .... سأتظاهر بعكس ما أشعر به حتى أتجاوز الصدمة ... صدمتي في نفسي وعقلي الذي لطالما وثقت بذكائه وحسن تفكيره وتدبيره .... سأنتظر حتى أمتلك الشجاعة لمواجهة نفسى بالحقيقة المرة التي أشعر بمرارتها حقا في حلقي ولكنى أكابدها .... ثم سأنتظر مرة أخري لكي أجمع أكبر قدر من الشجاعة لأظهر أمام الناس وأقول "لقد كنت مخطئة و أنتم محقون .... والآن فقط فهمت ذلك .... "نعم ... سأكذب ولكن سأكذب لآخر مرة .... سأكذب حتى لا أكذب ثانية." .... وأعتذر عن جهلي وسوء تفكيري ...."
فيا ليتها من لحظة .... لا أستطيع وصف شعوري تجاهها .... فعلى الرغم من كونى أخشاها ولا أتمناها .... فإن جانبا من روحي يريدها .... حتي يعود لما تعود عليه دائما .... أن يقول الصدق ولا شيء غير الصدق .... أن يقول ما يشعر به بدون خوف ولا تردد .... يريد أن أعود كما كنت .... أنا ....
التعليقات