مبادرة المدن المستدامة تعتبر واحدة من 4 مبادرات رئاسية؛ بقيادة الأمم المتحدة تهدف إلى تسريع تنفيذ جداول أعمال التنمية الدولية؛ بما فى ذلك خطة التنمية المستدامة لعام 2030 واتفاق باريس ويتماشى ذلك مع غايات موئل الأمم المتحدة المتمثلة فى تعزيز البلدات والمدن المستدامة؛ اجتماعيا وبيئيا وتوفير المأوى المناسب للجميع.
المبادرة المصرية تهدف إلى الترويج لمفهوم المدن والتجمعات البشرية المستدامة؛ بالتركيز على إدماج المعايير البيئية والاجتماعية؛ فى إدارتها من خلال تطبيق الاستراتيجيات الخاصة بالتكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية؛ مما يخلق مدن مستدامة للأجيال القادمة؛ قادرة على الصمود فى وجه الآثار المترتبة على التغيرات المناخية.
المبادرة تركز على خمسة محاور رئيسية؛ وهى المبانى والمنشآت السكنية واستخدامات الطاقة والمياه فى المناطق الحضرية؛ وكذلك النقل و المخلفات واستهلاك الموارد فى هذه المناطق.
وحرص مصر من خلال إعدادها لهذه المبادرة على أن تكون عالمية وشمولية ؛تأخذ فى الاعتبار كافة المدن والمجتمعات العمرانية؛ فى جميع الدول لتكون مبادرة شاملة تأخذ البعد البيئى والاقتصادى والاجتماعى؛ فى الاعتبار وأن يتم إعداد خطة تنفيذية لها مربوطة بآلية تمويل مستدامة؛ وآلية للرصد والتقييم الدورى طبقا لمؤشرات محددة.
ومن المقرر أن يتم إطلاق المبادرة رسميا؛ فى مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ؛ الذى تستضيفه مدينة شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل؛من خلال وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية ووزارة البيئة ؛وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
منذ عدة سنوات ظهر مصطلح يسمى المدن المستدامة؛ أو المدن الخضراء؛ خاصة بعد إعلان الأمم المتحدة استراتيجية التنمية المستدامة التى تتكون من 17 هدفا؛ وتعد أحد أهم أهداف استيراتيجية مصر 2030؛ لتحقيق التنمية المستدامة
حيث تتجه أغلب دول العالم إلى إنشاء المدن المستدامة؛ لأنها ببساطة هى صورة جديدة لحياة صحية ؛وآمنة تعتمد على استخدام الطاقة والكهرباء والمياه وخاصة الطاقة النظيفة الجديدة والمتجددة؛ مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وأن يكون لديها منظومة فى اعادة تدوير المخلفات وتقليل الملوثات بها.
مصر انطلقت بقوة نحو إنشاء هذا النوع المدن المستدامة؛ وبدأت الدولة تسعى لتوفير البنية التحتية؛ اللازمة لبناء هذه المدن و توفير المواقع ذات المناخ الملائم والقريب من المياه واختيار نوعية التربة الزراعية الملائمة لتكون الملاذ الأخير للمواطنين ؛ من أجل عيش حياة صحية نظيفة.
ومن أهم معايير المدن المستدامة هى كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة؛ بحيث يتم توجيه المبنى للاستفادة من الطاقة الشمسية والإضاءة الطبيعية والظل؛ ومعرفة تأثير المناخ المحلى على البناء إضافة لكفاءة غلاف المبنى الحرارية والنوافذ وأن تتضمن مصادر بديلة للطاقة المتجددة.
كما يأتى معيار مصادر بديلة للطاقة المتجددة؛ أيضا ضمن المعايير التى يتم مراعاتها فى المدن المستدامة تقليل كميات الاستهلاك من الطاقة الكهربائية ؛والمائية والحد من الآثار البيئية المباشرة وغير المباشرة؛ كالحفاظ على الموقع وسلامة الغطاء النباتى أثناء عملية التشييد.
واستخدام المكافحة المتكاملة للآفات؛ أضافة لاستخدام النباتات الموجودة فى الموقع فى الحدائق المحيطة للمبنى؛ والتقليل من الاضطرابات فى أماكن تجمع المياه القريبة وعدم تلويثها.
كما يأتى تأثير المواد المستخدمة على طبيعة الهواء والماء وعدم تلويثها مستقبلا أحد أهم هذه المعايير؛ التى يتم مراعاتها أثناء تنفيذ المدن المستدامة إضافة لمعرفة كمية الطاقة اللازمة لاستخراج المواد المستخدمة فى البناء وحفظ المواد وإعادة تدويرها والمواد المعاد استخدامها ؛وتدويرها فى إنشاء المباني وكيفية استخدام مواد قابلة لإعادة الاستخدام مستقبلا واستخدامها وإعادة استخدام بعض أجزاء المبنى والمعدات والأثاث.
ومن أهم المعاير أيضا التى يتم مراعاتها أثناء اقامة المدن المستدامة؛ التقليل من مخلفات البناء ؛والحطام الناتج من إعادة التدوير والعمل على فصل النفايات وتصنيفها طبقا لخصائصها.
اضافة الى التقليل من التخلص من المياه العادمة من خلال إعادة استخدام هذه المياه ومعدات توفير المياه؛ واستخدام مياه الأمطار فى الرى، ومراعاة الجودة البيئية فى الأماكن الداخلية.
وتأتى شروط مراعاة الجودة البيئية فى الأماكن الداخلية أن يكون محتوى المركبات العضوية المتطايرة من مواد البناء؛ والتقليل من فرص النمو للجراثيم؛ وإمدادات كافية من الهواء النقي ومراقبة المحتوى الكيميائى والمركبات العضوية المتطايرة من عمليات التنظيف والتحكم الكافى؛ فى كمية الضوضاء والسماح للإضاءة الطبيعية بالنفاذ إلى داخل المبنى.
وعن القضايا الاجتماعية للمدن المستدامة؛ فان هذه المعايير تم تحديدها بحيث يمكن الوصول إلى الموقع من خلال وسائل النقل الجماعي ؛والمشى واستخدام الدراجات والانتباه إلى القيمة الثقافية والتاريخية للمبنى والانتباه إلى التغير المناخى؛ كعامل لتحديد طبيعة تصميم المبنى واختيار المواد.
التعليقات