العدوان الثلاثي، حرب ١٩٥٦، حرب السويس، حرب سيناء، العملية قادش .... تكثر المسميات والحدث واحد .... مؤامرة ثلاثية قامت بها قوى سياسية كبرى وقتها .... بريطانيا وفرنسا وإسرائيل .... وكما أقر المؤرخون أنها نهاية بريطانيا العظمى وفرنسا كقوى عظمى ....
الصراع بين مصر وبريطانيا لم يكن وليد اللحظة .... فتحقيق مصر بقيادة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر لفكرة الجلاء كان بداية الحرب الحقيقية .... ولم يكتف عبدالناصر بتحرير مصر فقط .... بل عمل على تحقيق السلام والتخلص من الاستعمار لجميع الدول العربية ... فضم إليه سوريا والسعودية والأردن واليمن وليبيا .... وساند الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي .... فامتد صيته إلى جنوب أفريقيا ليثق به الجميع مما أزاد من قلق وخوف القوى العظمى حيث أصبح يهدد بقاءها في المنطقة العربية ..... حاولت بريطانيا أن تعود بمصر لماضيها من حيث السيطرة فعرضوا على الرئيس جمال عبدالناصر الانضمام إلى حلف بغداد .... فعارض ذلك و بشده وأعلن عن رفضه للانضمام لأي حلف له علاقة بالغرب ..... فلم يجدوا طريقة للسيطرة على الوضع سوى بالعودة بمصر إلى ماضيها حرفيا .... حيث أرادوا انتقال الحكم من الرئيس جمال عبدالناصر إلى الأمير عبدالمنعم ابن الخديوي عباس حلمي الثاني ولكن المحاولات جميعها باءت بالفشل .....
إلى أن جاء وقت الخطوة الثانية للرئيس جمال عبدالناصر .... بتحقيق حلمه في بناء السد العالي .... ولم يجد طريقا أمامه لتحقيق حلمه سوى تأميم قناة السويس .... وبالفعل صدر القرار في تاريخ ٢٦ يوليو ١٩٥٦ .... فكانت الضربة القاضية لهيمنة بريطانيا وفرنسا على مصر .... بريطانيا التي ترتبط مصالحها التجارية بقناة السويس وفرنسا التي تمتلك حق الإدارة .... وإسرائيل المستعدة دائما لتحقيق حلمها الأبدي في السيطرة على سيناء والقضاء على القوات المصرية بها وفك الخناق الحاصل على سفنها التجارية في القناة .....
دخلت إسرائيل سيناء وواجهها الجيش المصري ببسالة .... وفي إبان ذلك هدد كل من بريطانيا وفرنسا مصر حيث أمروا بانسحاب جيش مصر من سيناء وترك قناة السويس تحت قيادتهما لحمايتها .... رفض جمال عبدالناصر الاستسلام .... فهجم كل من بريطانيا وفرنسا وقاما بشن غارات على بورسعيد والقاهرة والإسكندرية .... ومع استمرار بسالة الجيش المصري وعدم خضوعه .... هدد الاتحاد السوفيتي كلا من بريطانيا و فرنسا لوقف الحرب .... كما استنكرت أمريكا الوضع ....
وقفت الحرب .... وعادوا إلى بلادهم منكسين .... مع استقالة رئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن .... فكانت نهايتهم كقوى عظمى وبدايتنا كدول عربية حرة لها كيانها الذي أضحى العالم بأسره يهابه ....
تخلصنا من الفكرة القديمة .... فكرة الخير المطلق والشر المطلق .... فأصبحت السينما الآن تجعل من القاتل الشرير شخصا أهلا للتعاطف والحب لكونه لم يولد شرير بل صار .... بكونه ضحية للمجتمع والظروف ....
فمن يتصرف معك بشر ويتصرف مع غيرك بخير .... يستحق التفكير في حقيقة كينونته فالخطأ وارد منك ومنه ....
حقيقة أن بريطانيا دولة متقدمة .... يجد من يعيش بها حريته الكاملة بممارسة مبادئه ومعتقداته الدينية لا يجعل من حاكمها خيرا ....
ولكن تاريخنا وأرضنا ودماء شبابنا حتى لحظة رعب أطفالنا أثناء الغارة حيث كان يسود الظلام وتتعالى أصوات الضربات كافية لمعرفة من صديقك ومن عدوك ....
حتى لا ننسى
التعليقات