قبل بضع سنوات، تساءل البابا تواضروس: لماذا 11 لاعبًا يمثلون الوطن فى كرة القدم ولا تجد بينهم مسيحيًا، ولم يلحظ البابا أن عددًا مماثلًا من اللاعبين الاحتياطيين يقفون على الخط، ليس بينهم مسيحى واحد.
على الجانب الآخر، فى كل الفرق الكروية يستقبل الجهاز الإدارى أى لاعب أو مدرب من الخارج دون السؤال عن هويته الدينية، فهل تفرق معهم لو كان مصريًا؟.
نتابع فريق (عيون مصر) لكرة القدم، الذى أنشأته الكنيسة، إلا أنه سيفتح أبوابه للجميع، كما قال الحبر الجليل الأنبا رافائيل، دون النظر للهوية الدينية.
عبر التاريخ الكروى أين اللاعب المسيحى الذى حقق شهرة وهتفت الجماهير باسمه، بخلاف اللاعب السابق هانى رمزى، كما فعلتها مع عبدالكريم صقر وصالح سليم وحسن شحاتة ومحمود الخطيب، توجد أسئلة مماثلة فى العديد من المجالات الأخرى أيضًا بلا إجابة، كم عدد المطربات والمطربين المسيحيين النجوم؟ ستكتشف أنهم وعبر التاريخ يشكلون الندرة، إذن كيف صعدت ليلى مراد وحققت كل هذا النجاح الطاغى فى الثلاثينيات وهى يهودية، لم يسأل أحد عن ديانة ليلى مراد عندما غنت للسيدة زينب (مدد يا سيدة يا بنت بنت نبينا) قبل أن تُشهر إسلامها فى منتصف الأربعينيات، هل ازدادت شعبية ليلى مراد بعد إسلامها؟ على الإطلاق الحب هو الحب، لماذا أحب المصريون نجيب الريحانى وجورج سيدهم ولطفى لبيب وهانى رمزى؟.
لدينا عدد من المطربات المسيحيات، مثل رجاء عبده، وأيضًا عزت عوض الله كانت مدينة الإسكندرية تعتبره مطربها الأول، اشتهرت له أغنية (يا زايد فى الحلاوة عن أهل حينا)، واسمه مرقص عوض الله باسيلى، اختيار الاسم الفنى عزت قطعًا لا يؤكد الديانة، بينما مرقص يؤكدها، فهل كانت مقصودة؟، لا تنسَ أيضًا أن رجاء عبده اسمها اعتدال جورج عبدالمسيح.
هل هناك علاقة بين تغيير الاسم واحتراف الفن، لماذا يعشق المصريون إذن فيروز ووديع الصافى وجورج وسوف وصولًا إلى نانسى عجرم؟.
كثير من البشر يسعدوننا فى الدنيا، وبمجرد الرحيل نستمع إلى أصوات تسأل عن الديانة قبل طلب الرحمة والمغفرة، حدث ذلك مؤخرًا مع الإعلامية شيرين أبوعاقلة، وحتى مع ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية.
مع رحيل مشاهير الأقباط، خاصة الذين تقف أسماءهم فى منطقة محايدة لا تشى مباشرة بالديانة، ويكتشف المتزمتون هويتهم الدينية عند الصلاة عليهم فى الكنيسة، على الفور يملأون (النت) بكلمات نارية تحرمهم حتى من حقوقهم، قائلين إن عتبة الجنة لا يمكن أن يقطعها من لا يحملون وثيقة الإسلام، وننسى أن المسلمين بكل طوائفهم لا يشكلون أكثر من 20% من سكان المعمورة، فهل نعتقد أن الله يُقصر جنته فقط على هذا العدد المحدود من البشر.
عندما نحب فنانًا مسيحيًا ويعز علينا عدم دخوله الجنة، نعلن على الفور أنه أشهر إسلامه قبل الرحيل، مثلما أشاعوا عن نجيب الريحانى، وهنا يعلن البعض حلًا توافقيًا أنه أسلم قبل أن يأتى إليه عزرائيل بلحظات.. كان الريحانى يتبرك بالمصحف الشريف ووجدوه بجواره عند الرحيل وكان من مريدى الشيخ رفعت، رغم أنه عاش ومات كاثوليكيًا، شىء من هذا القبيل حدث مع الكاتب الصحفى موسى صبرى، وتكرر مع يوسف شاهين، لأنه أيضًا من عشاق الاستماع للشيخ محمد رفعت، وطلب أن يخرج جثمانه على صوته من جامع عمر مكرم، ولم يدركوا أنها مجرد شطحة خيال من مخرج قرر أن يمارس المهنة حتى اللحظة الأخيرة.
نادى (عيون مصر) يؤكد أن هناك خطأً فادحًا، وعددًا من الممارسات المتزمتة تؤكده، إلا أننا لا نواجه الطائفية بطائفية!!.
التعليقات