"الاكتئاب، الحزن، الألم، المعاناة ...؛ سببها رفض الماضي ..... الخوف، القلق، الرعب، الفزع ...؛ سببه رفض المستقبل ..... الزهق، الملل ...؛ سببه رفض الحاضر ..."
وما أصعب اجتماعهم معا في قلب واحد ..... يصبحون كالجمرة المشتعلة في الصدر .... لا يهدأ حاملها ولا يطمئن .... ومع مرور الوقت؛ يفقد حتى القدرة على النوم ....
لتصبح واحدة من أهم مشاكل العصر .... وأكثر من يواجها هم الشباب .... ليلتفت إليها مدربوا التنمية البشرية وتطوير الذات من جميع أنحاء العالم .... حيث شرعوا في دراسة المشكلة وأسبابها ونتائجها التي وصلت إلى قتل النفس في كثير من الحالات كما شهدنا في السنوات السابقة ....
لنجد اليوم عددا من المقالات والكتب لا نقدر على حصرها في هذا المقال .... يتحدثون فيها عن "كيفية التخلص من الاكتئاب في عشر خطوات". .... "كيفية العيش بسعادة بعيدا عن الألم والمعاناة" .... ومنهم من ذهب إلى حل النتيجة مباشرة وهو "كيفية التغلب على الأرق والتمتع بنوم عميق."
كلام عظيم نظريا .... ولكن يصعب تحقيقه عمليا .... لا ينام حامل الهم عندما يقوم بالرمش بسرعة لمدة دقيقة .... لن يتخلص الشخص من الألم والمعاناة والاكتئاب عندما يخرج ويتنزه مع أصدقائه لأنه عندما يعود لمنزله سيجد كل ما تركه قبل خروجه جالسا في انتظاره ....
لا مفر ولا هروب من الألم ما دامت أسبابه باقية .... ولكن يمكن استغلاله .... يمكن استغلال هذه الجمرة كوقود لنا في حياتنا لفعل ما هو مستحيل بالنسبة لنا ولمن حولنا في الوقت الحالي .... لو بحثنا وراء أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم سنجدهم الأكثر ألما ومعاناة في صغرهم .... فالظروف الصعبة التي عاشوها أعطتهم رغبة عارمة في التغيير .... لأنه ببساطة لا مجال لهم سوى النجاح فبدون تحقيقه سيعيشون ويموتون بائسين .... فالنجاح بالنسبة لهم فرصة ثانية للحياة .... أي النجاح بالنسبة لهم وسيلة وليست غاية ....
عش ألمك بكل تفاصيله .... فلا تمنع مشاعرك من الخروج فهي أصدق ما فيك وهي ما ستقودك للنجاة ....
"تجنب المعاناة ليس إلا شكلا من أشكال المعاناة نفسها. وتجنب الصراع صراع في حد ذاته. وإنكار الفشل فشل بدوره. وإخفاء ما نخجل منه هو خجل نظهره.
الألم خيط من خيوط نسيج الحياة نفسه، وليس اقتلاعه من ذلك النسيج أمرا مستحيلا فحسب، بل هو يدمر النسيج نفسه."
مارك مانسون
التعليقات