"الكتاب يبان من عنوانه" .... "راجعين يا هوي" هو اسم أغنية للمطربة اللبنانية فيروز والمسلسل ككل أشبه بأغاني فيروز .... عندما صرحوا عن عمل تليفزيوني في رمضان عن قصة للعظيم أسامة أنور عكاشة والتي سبق أن قدمت في عمل إذاعي قديم .... بدأ كل من يعرف أسامة أنور عكاشة يتهافت على المسلسل لمعرفة تفاصيل أكثر ..... إلى أن تم الإعلان عن طاقم العمل من إخراج وتأليف وطاقم تمثيل والذي زاد من حماس الجماهير انتظارا للعمل.....
واليوم بعد عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل راجعين يا هوى .... تيقنا أن انحدار الفن اليوم حقا هو عدم وجود مؤلفين عظماء مثلما من مر عصرهم ....
يناقش المسلسل قضية نبيلة وهي رغبة العم الأصغر في تجميع شمل العائلة وحل مشاكلهم .... وهذا ليس بجديد على صاحب القصة ....
ألقى العمل الضوء على حي الجمالية والحسين وشارع المعز لدين الله وخان الخليلي ..... حيث يعدون من أقدم وأجمل المجمعات الأثرية التي يتوافد عليها السياح من كل مكان .... حيث رأينا المنازل الواسعة بتصميمات فريدة تعود لعصور مختلفة مازالت على هيئتها إلى يومنا هذا....
تختلف الأذواق حول نوعية ما نحب ونهوى من أفلام أو مسلسلات تليفزيونية .... ولكن ما لا يختلف عليه أحد هو رونق أفلام الأبيض والأسود القديمة حيث ننال منها راحة الأعصاب والهدوء وجمال الموسيقى فلها حالتها وجوها الذي نلجأ إليه أسبوعيا لتخفيف الضغط والتوتر ..... وما لفت أنظار الجميع لمسلسل "راجعين يا هوى" هو جمال الموسيقى الكلاسيكية المريحة للأعصاب ... وجمال الإضاءة والكادرات بطريقة كانت تذهب العقل سكرا للحظات في العديد من المشاهد ....
وكذلك طاقم التمثيل الذى أكمل من رونق العمل بالكامل ... من النجم خالد النبوي الذي أمتعنا جميعا بشخصية "بليغ أبو الهنا" والذي سينادى بها في الشوارع لسنوات .... الفنان الكبير أحمد بدير الذي تمنينا أن نرى مثله في حياتنا كثيرا .... ومجموعة الشباب الذين أدوا أدوار أولاد العمين أمين وفطين أبو الهنا .... ومنهم الذي فاجأنا هذا العام جميعا .... الفنان نور النبوي .... تلتفت الأنظار عادة إلى أبناء النجوم الكبار لترى كونهم موهوبين حقا أم لا .... ولكن لا يجب أن ننسى أن الموهبة أيضا جينات ويمكن أن تورث .... وهذا ما حدث مع نور النبوي الذي أشاد بأدائه الجمهور والنقاد .... حيث ورث من والده الموهبة والحضور وكذلك نبرة الصوت ....
يلجأ المؤلفون حاليا إلى جعل النهايات بعيدة عن كل التوقعات لدرجة أن تخرج أحيانا عن المنطق والواقع وهذا على خلاف الأعمال القديمة التي كان الجمهور يتوقع نهايتها من الحلقة الثالثة .... ولكن في بعض الأحيان تكون النهاية المتوقعة هي الأفضل لأنها الأقرب إلى الواقع وهي ما سيسعد الجماهير ... وقد كانت .... حيث كانت النهاية سعيدة بتجميع أفراد العائلة وحل كل المشكلات وتغيير كل شخصية إلى الأفضل عن طريق التغلب على عيوبها وذلك بمساعدة الدكتورة ماجي والتي قامت بأدائها الفنانة نور .... حيث لا يوجد من هو في غنى عن الطبيب النفسي.
وكل هذا كان واضحا لنا منذ اليوم الأول ... فقط إذا تمعنا في أغنية تتر البداية للمطرب الكبير مدحت صالح ....
"جايلكم يلي وحشتوني وحشتوني ….. ومفيش حاجة حتفرقنا ….. دي صورتكم مفارقتش عيوني ..... مين يبعد احنا ما صدقنا ما صدقنا ….. احنا ..... ما صدقنا ما صدقنا ….. اشتقنا لزمان أيام ما كان ….. هنا في المكان ….. ده أكتر أمان ..... ومفيش في باب مقفول ….. كنا بكلمتين نضعف نلين ….. وزعلنا يهدى .... "
التعليقات