أفضل ما ميز حفل الافتتاح: الوفاء وتكثيف الفقرات.. والرسالة الحضارية التي تبناها
رئيسة المركز القومي للسينما: شادي عبد السلام وآل التهامي مع سعد نديم وعاطف الطيب وحسام على وصلاح مرعي ونبيهة لطفي سينمائيين أفنوا عمرهم في صنع أفلام تبحث عن الحقيقة
وزير الثقافة: مهرجان الإسماعيلية أصبح محفلاً عالمياً لمناقشة القضايا الإنسانية والأفكار البناءة وإلقاء الضوء على ثوابت القيم السامية والمبادئ النبيلة
لا أنكر أنني أعجبت بكلمة د. إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، التي ألقتها في حفل افتتاح الدورة الـ ٢٣ لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، الذي أفتتحت أعماله يوم الخميس الماضي 17 مارس الجاري، وتستمر حتى الثالث والعشرين من نفس الشهر، وقالت فيها إن «مهرجان الإسماعيلية بات منذ ميلاده محفلاً عالمياً لطرح ومناقشة الكثير من القضايا الإنسانية والأفكار البناءة، وإلقاء الضوء على ثوابت القيم السامية، والمبادئ النبيلة من خلال عالم ساحر جذاب» .. وأضافت : «اليوم على أرض الإسماعيلية، التي تعد ممراً للسلام ومعبراً للمحبة، نُعلن افتتاح المهرجان ليلتقي مبدعو إحدى و ثلاثين دولة للحوار وعرض التجارب والخبرات أملا في تحقيق مستقبل أفضل».
السيناريست زينب عزيز تلقي كلمتها
لكن الحق أقول لكم إن اختيار المذيعة المُصابة بالسرطان، «لينا شاكر»، لتقدم حفل الإفتتاح، كان بالنسبة لي، الرسالة الأكثر تأثيراً، وإنسانية، وقدرة على توصيل معان كثيرة؛ أهمها : التحلي بالقوة، والشجاعة، والجرأة، والتحدي، والصبر، والإرادة، وعدم الاستسلام، في مواجهة المحن الإنسانية.. وأظنها رسالة المهرجان، والسينما، التي أحدثت أثرها العميق، في نفوس حضور حفل الإفتتاح، بمجرد الإطلالة الجميلة للمذيعة لينا شاكر.
لا أعرف من صاحب فكرة اختيار «لينا»، مذيعة قناة «نايل لايف»، التي لم تستسلم، فور علمها بإصابتها بمرض السرطان، ورفضت ارتداء «الباروكة»، بعدما سقط شعرها، وصارت صلعاء، وصمدت، وقاومت، وضربت أروع الأمثلة على شجاعة المواجهة، وكانت قدوة للكثيرات ممن أيقن، من خلالها، أنهن لسن أقل قوة، وتأثيراً، وجمالاً، في حال سقط شعرهن. لهذا أكبرت في إدارة مهرجان الإسماعيلية، هذا الاختيار المُبهج، واعتراني إحساس أن «الرسالة وصلت»، وأن العالم بأسره، وليس فقط وزيرة الثقافة الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، والسيناريست زينب عزيز، رئيس المركز القومي للسينما، الذي ينظم المهرجان، والمخرج سعد هنداوي، رئيس المهرجان، وضيوف الحفل، من نقاد وصحفيين وإعلاميين وسينمائيين من مختلف دول العالم، لم يعد لديهم ذرة شك أننا بلد «راق» و«متحضر» اسماً وفعلاً.
تكريم عواد شكري
محفل القضايا الإنسانية والأفكار البناءة
بانتهاء حفل الافتتاح، الذي بدأ بالسلام الوطني، وعُرضت خلاله مقتطفات للأفلام المشاركة في الدورة، واستعراض لأعضاء لجان التحكيم، برئاسة المخرج الفرنسي لادج لي، صاحب سعفة كان الذهبية، وكلمات الحفاوة، والترحيب، من المخرج سعد هنداوي، رئيس المهرجان، بوزيرة الثقافة، لدعمها وثقتها «.. وإيمانها بدور الثقافة والسينما بوجه خاص، في تكوين مجتمع مثقف ومستنير»، وتوجيه الشكر للجهات الداعمة، والراعية، الحريصة على استمرار، وتطوير، المهرجان، ومن السيناريست زينب عزيز، رئيس المركز القومي للسينما، التي ثمَنت الدور الكبير لمدينة الإسماعيلية «منذ عام 1991، الذي انطلقت فيه الدورة الأولى للمهرجان السينمائي التسجيلى الدولي، الذي يحمل إسمها، ومن بعدها أصبح عيدآ سنوياً للاحتفال بالسينمائيين المبدعين الذين أثروا وأسهموا من خلال أفلامهم التسجيلية في تشكيل الوعي والإدراك عند الكثيرين منا».. و«مازالت مدينة الإسماعيلية الجميلة الهادئه المميزة بكرم شعبها، والمحتضنة للكثير من ألوان الفنون، والمهرجانات، تواصل عطائها العظيم، وتتحول إلى ملتقى لعشاق السينما و فنانوها، من مختلف أنحاء العالم، في دورة تتنافس فيها أفلام تحمل بداخلها الكثير من التجريب و حرية التعبير». وفي معرض حديثها عن «خصوصية السينما التسجيلية» نوهت إلى «سينمائيين من نوع خاص أفنوا جزءاً كبيرآ من حياتهم في خلق عالم مليء بالأحلام والخيال، تبحث أفلامهم عن الحقيقة، وتحمل بين صورها ومضات من الإبداع الفني الراقي، وربما لم ينالوا ما يستحقوا من الشهرة، ومن ثم نحاول في هذا المهرجان الكبير أن نستعيد شذى فنهم».. وخصت بالذكر : «شادي عبد السلام، الشقيقان صلاح وفؤاد التهامي، سعد نديم، عاطف الطيب، حسام على، صلاح مرعي، محمد شعبان، نبيهه لطفي، عطيات الابنودي .. و كثيرين غيرهم».
سعد هنداوي رئيس المهرجان وساندرا نشأت وعضو لجنة التحكيم
لينا شاكر مقدمة الحفل
الغياب .. والوفاء
بالطبع أثار غياب اللواء أركان حرب شريف فهمي بشارة، محافظ الإسماعيلية، أكثر من علامة استفهام، لكن جاءت كلمة نائبه المهندس أحمد عصام الدين، بمثابة طمأنة كبيرة؛ سواء على صعيد الترحيب بضيوف المهرجان، أو جهود وزيرة الثقافة في دعم، ورعاية، المهرجان، أو إشارته، ذات المغزى، أن مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلة والقصيرة «يعد أيقونة للإبداع لما حققه من مكانة كبيرة على خارطة المهرحانات العالمية، ومن ثم فهو خير سفير للحضارة والرخاء والتنمية الاقتصادية وما تشهده البلاد من نهضة تنموية شاملة». وتأكيده، في النهاية، أن «محافظة الإسماعيلية تحتضن هذا الحدث الجليل لتؤكد دوما أن مصر آمنة وحاضنة وراعية لكافة الفنون والثقافات المختلفة، التي تُجسد الحاضر، وتُعزز القيم النبيلة، وتسمو بالأخلاق، وترتقي بالذوق العام، وتُسهم في تنمية الوعي الثقافي للأفراد والمجتمع».
سعد هنداوي رئيس المهرجان يلقي كلمته
ربما أفقد، أيضاً، غياب «المُكرم العظيم» خيري بشارة حفل الإفتتاح بريقاً كبيراً، بعد ما تقرر تكريمه في حفل الختام، إلا أن الأمر المؤكد أن اختيار المخرج عواد شكري للتكريم، ترك أثراً طيباً لدى الحضور، ثم جاءت مبادرته بإهداء التكريم إلى روح زوجته الراحلة، لتُضفي على الحفل لمسة وفاء، وشجن، كالتي أثارها اختيار «المذيعة الصلعاء» لتقدم حفل الافتتاح، وزاد على هذا كلمة «عواد» المفعمة بالعاطفة، التي قال فيها : «سبق أن كُرمت في العديد من المهرجانات الدولية، إلا أن سعادتي بالتكريم من مهرجان الإسماعيلية لا توصف». وبعدها، واستكمالاً لجرعة التكثيف الذي اتسم به الحفل، عُرض، في خمسين دقيقة تقريباً، أربعة أفلام قصيرة، بالتعاون مع مهرجان كليرمون فيران الدولي، لتبدأ في اليوم التالي - صباح الجمعة - أولى فعاليات الدورة بعدد من الأفلام القصيرة والطويلة، وندوة عقب عروض برنامج «حتى لا ننسى»، واول مجموعة من أفلام «مسابقة الطلبة»، بالإضافة إلى ندوة تكريم المخرج عواد شكري، وندوة توقيع كتاب الناقد الراحل محسن ويفي .. ليبدأ الزخم الكبير.
لجنة التحكيم
مباحثات ثلاثية بين الوزيرة ورئيس المركز ورئيس المهرجان
التعليقات