قابلت ناس في حياتي بتدور على سعادتها في القبور، يعني فوق جثث ومشاعر الآخرين.
ناس متزوّقة أوي من برة وتشوفهم وتسمعهم تنبهر من قدرتهم على رؤية الخطأ عين الصواب، وضيق القلب عندهم سمة لا تخطئها.
الناس دي أكتر ناس تعلمت منهم أعظم أهداف الدنيا.
مفارقة مش كده؟
أصل متعرفش حكمة الابتلاء إلا بعد رضاك بيه. هنا بس بتشوف وتتعلم عشان تنضج وتتعظ.
ببساطة مش هيجيلك حاجة كاملة دايمًا.. هينقصك حاجات كتير.. فمتدورش على النواقص في الوقت اللي المفروض تشوف رزقك اللي بين إيدك.
ده بيحولك لشخص جاحد ناقم وتبتدي سلسلة من الخسارات المتصلة في حياتك. هنا أنت مش شايف نعمتك ولا رزقك ولا حبايبك. بتتحول لشخص كريه تجري ورا السراب وتدوس في سكتك الطيبين، الناس اللي ياما سندتك فوق طاقتها وبدتك على نفسها.
اللي ربنا يحبه يبتليه واللي ربنا زعلان منه يمد له حتى يريه صنيعة قلبه الأسود اللي بتلازمه صديق وفيّ ما تبقى له من عمر.
مبخافش من ابتلاء ربنا لأنه رحمة، بخاف من نفسي لو شوفت الابتلاء سبب أتحدى بيه إرادة الله في حاجات مش ليا ومش مكتوبة لي.
مبناخدش حاجة مش لينا، بس بنكتب على نفسنا اللهد والسعي الآثم ومغادرة الطيبين.
لا تَرُق الدنيا إلا للطيبين.
استبسالك في محاولة استرجاع رزقك زي اللي بيدور على لقمة خطفها طائر وجري بيها، لا هتلاقي الطير ولا تقدر تتطلعها من أحشائه، وفي الطريق تفقد كل شيء.
أنت فاهم نفسك بتجاهد مشاق الحياة ومش شايف إن الطريق بيسوّد قلبك.
هو فيه ناس بتعمل كده؟ أيوه كتير حوالينا في كل مكان.
تحديك لكل الأعراف وقيّم الرضا والإيمان بالقضاء حلوه ومُره تجعل منك مسخ إنسان؛ لا قادر تعيش ولا بإيدك ترَجَع اللي خسرته ولا عندك رصيد تعيش بيه جنب الحنينين.
خسارة فادحة تدمي القلوب.
الإيمان أن تجعل قلبك ريشة يلقي بها الله ويسيّرها كيفما يشاء ثم أنت ترضى. الإيمان الحق هو عدم المغالاة في إحساسك بالقدر فتنجو من مُره ولا يُغرقك يُسره.
إزاي تبقى مؤمن بربنا ومش عاجبك قرار أخده سبحانه في حياتك. مش يمكن أنت اللي محتاج تفتش جواك وتصلح نواياك وتفتح قلبك؟ طول ما قلبك بتوزنه بالمال والمكاسب، أنت هالك بلا رجعة.
نيتك في حياتك وحياة حبايبك وحتى أعدائك هي للمفارقة شهادة ميلادك في الدنيا أو شهادة وفاتك فيها.
المحرومين الراضيين تعبانين بس عايشين مسنودين، المرزوقين الجاحدين بيعيشوها جعانين ومهما يشربوا مش مرويين.
أصل الكفاية كفاية نفس والشبع مبيجيش إلا من روح تهذبت بالرضا.
من أنبل الناس اللي ممكن تعرفهم في حياتك ناس اتعودت تبص في حجرها.. مبتدورش إلا في رزقها وما يشغلهمش من أمرك إلا قلبك يبقى معاهم يسير.
ناس كتير بتتكلم عن الرضا والسخط والإيمان، بس حقيقي متعرفش أنت مين من الناس إلا وقت أن تحرم وتفقد وتتألم. هنا يحق لك أن تتكلم.
الإنشاء والكلام المعسول ما يدخلش جنة؛ أعظم أبواب الجنة هو باب الصابرين.
اصبر على مرضك، على فقد وجعك، على جوعك وعطشك، على قِلة زادك، على حب فقدته وأُنس اتحرمت منه، اصبر على قلبك اللي كسروه ونفسك اللي جرحوها، اصبر على البعد والوجع، اصبر على حياتك اللي كلها جهاد ومعافرة.. اصبر حتى يعافي الله قلبك.
أعظم المبتلين في الدنيا بيجيلهم الفرج زي الموج الهادر، ربنا مش بينسى حد بس الفشل في الصبر وقلة الرضا جواك هو سبب لهدك وفشل مسعاك.
في النهاية باب الله مفتوح للجميع، إحنا كبشر قدرتنا على المغفرة مرهونة بسنوات الوجع وزوال الأثر.
خلينا نقول ونتفاءل بلعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا. المبدأ ده بيخليني مطمنة إني لم أكن يومًا أرغب إلا بوصلة من المحبة بيني وبين الجميع، لكن قدر الله دوما يرينا طرق أخرى.
دعواتي دومًا أن نرى الرزق وهو ما زال بين أيدينا وألا يرينا أبدًا حلاوة أرزاقنا بعد فوات الأوان.
التعليقات