يبدو أن الطبيعة أعلنت "العصيان" على الإنسان، حيث تعرض العالم عزيزى القارئ إلى موجة هائلة من الفيضانات والحرائق خلال الشهر الماضي في عدد من دول العالم، وهو مؤشر على دخولنا مرحلة الخطر بسبب التغيرات المناخية.
في الفلبين غمرت مياه الأمطار العاصمة مانيلا ونقلت الحكومة عددا كبيرا من الأفراد إلى مراكز الإجلاء، وفي الهند تسببت الفيضانات في انهيارات أرضية تسببت في تدمير عدد كبير من المنازل.
وفي روسيا، ضربت الفيضانات منطقة سوتشي للمرة الثانية خلال الشهر الجاري، وتسببت في شل حركة بعض طرق القطارات التي تعد شريانًا رئيسيًا للاقتصاد الروسي.. بينما في الصين، وصل عمق مياه الأمطار إلى 13 مترًا.
وفي ألمانيا لم يكن الحال أفضل من سابقيها، حيث تعرضت إلى عاصفة "بيرند"، والتي وُصفت بأنها الأسوأ منذ 60 عامًا على الأقل، حيث انتشلت أكثر من 190 جثة، كما فاضت مياه نهر "أهر" على ضفافه جراء الأمطار الغزيرة وغمرت مناطق سكنية بأكملها.
وذكرت الشرطة الألمانية أن عدد المصابين بلغ 763 شخصًا، وأشار رئيس فريق إدارة الكوارث في ولاية شمال الراين ويستفاليا إلى أن ما يقدر بـ 40 ألف شخص أضيروا من الفيضانات، وفي بلجيكا، وصلت حصيلة ضحايا الفيضانات إلى 24 شخصًا.
وأشارت دراسة أمريكية، قادها باحثون من جامعة أوريجون ووقع عليها 14 ألف عالِم، إلى وصول غازات الاحتباس الحرارى إلى أعلى معدلاته على الإطلاق مع وصول تركيز ثاني أكسيد الكربون إلى أقصى معدل في التاريخ خلال يوليو الماضي.
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، إن العواصف التي اجتاحت أوروبا هي «من دون شك» ناجمة عن التغير المناخي، فيما دعا الرئيس الألماني شتاينماير إلى معركة أكثر «تصميمًا» ضد الاحترار المناخي في ضوء الكارثة.
وفي الجانب الآخر من العالم، تعرضت ولاية أوريجون الأمريكية إلى أكبر حريق غابات نشط التهم أكثر من 300 ألف فدان، مما أدى إلى إجلاء الآلاف من السكان.
وفي لبنان، التهمت الحرائق حوالي مليوني متر مربع - حوالي 500 فدان - من غابات الصنوبر والبلوط. وفي تركيا، تعرض جنوبي البلاد إلى 189 حريقًا خلال الأسبوع الماضي، وتم إجلاء السكان من أكثر من 50 منطقة.
ويبدو مما سبق أن العالم دخل في مرحلة حرجة بسبب التغيرات المناخية على الرغم من المحاولات الدولية للسيطرة على هذه التغيرات خلال الأعوام الماضية.
إن تغير المناخ من التهديدات الكبرى للسلام والأمن الدوليين. فبسبب أثار تغير المناخ يحتدم التنافس على الموارد، مثل الأراضي والغذاء والمياه، الأمر الذي يؤجج التوترات الاجتماعية والاقتصادية.
ويبدو أن مؤتمر الأمم المتحدة لتغيير المناخ الذي سيعقد فى أسكتلندا مطلع نوفمبر المقبل سيكون عاصفا بعد تصاعد موجة التقلبات المناخية خلال العام الحالي، وسيكون هناك ضرورة لإقرار تغييرات جذرية في استهلاك الموارد الطبيعة والاعتماد على الوقود على المستوى العالمي قبل فوات الأوان.
التعليقات