لقد كرم الله سبحانه وتعالي الإنسان، بأن منحه عقلا يميز به بين الخير والشر، وبين الضار والنافع، ثم جاء الإسلام ودعا إلي التمسك بأمهات الفضائل، من حلم وعلم وكرم وشجاعة ووفاء.
ودعا المسلمين إلي الأخوة والمحبة، والصفاء لأنهم أمة واحدة ،دينهم واحد ونبيهم واحد، وكتابهم واحد يستظلون تحت رأيته، وإن الكلمة لها أثرها الفعال في تغيير السلوك وإشباع الوجدان.
و(الكلمة الطيبة) تفوح بالطيب وتعيق بالمحبة، والإخاء والإيمان فهي شجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها وأما إذا كانت (كلمة خبيثة) فهي تفتك بالإنسانية، وتعمق جراح الإنسان.
فالكلمة المنطوقة يجب أن تكون طيبة ،تحث علي القيم السليمة من أجل إقامة مجتمع إسلامي، متكامل هذه الكلمة يجب أن تحث الفرد علي الصدق والمحبة والإخلاص، وأن تعمل هذه الكلمة علي إقامة العلاقات القوية، بين أفراد المجتمع الإنساني كله.
والكلمة الطيبة على التعاون والتراحم، ولنا في رسول الله أسوة حسنة تجدها في سلوكه ومعاملاته وعباداته
ونحب للناس ما نحبه لأنفسنا ونكره لهم، ما نكره لأنفسنا تلك سماحة الإسلام، وآدابه في توثيق الروابط الإنسانية، نهدي إلي الطيب من القول بالموعظة الحسنة
ن لنكون مؤمنين حقا في أقوالنا وأعمالنا.
فلنحافظ علي ألسنتنا ونجعلها معاول للإصلاح، لنحقق القول في العمل حتى نحيا حياة طيبة.
فالكلمة كانت وستظل عبر المسيرة الإنسانية، تحتل مركز الصدارة في مجال التخاطب ونشر الثقافة، وقد بين القرآن الكريم أهداف الكلمة، ورسم الطريق واضحا لصيانتها وإخضاعها للالتزام والانضباط حرصا علي مسيرة الحياة وحماية لأهداف الإنسان
فالكلمة أحد الآثار السلوكية، التي تترتب عليها المسئولية، لأن الإسلام يريد من المسلم أن يكون ملتزما يخضع قصده وقوله، للانضباط فلا يطلق الكلمة، إلا بعد أن يفكر في معناها ونتائجها.
فالإنسان يدرك تماما أنه مسئول عن الكلمة، بل الكلمة عنده ذات أهمية، ومسئولية لذلك فهو إذا حدث صدق، وإذا وعد وفي، وإذا قال شيئا عمل، وإذا تكلم قصد أحسن.
وقد يكون معلوما أن مجتمعات الأمة الإسلامية، في أشد الحاجة إلي الكلمة النافعة المفيدة ،التي ترقي بالمجتمع وتصل به إلي الصلاح والفلاح ويكون ظاهره كباطنه.
وأفعاله وأقواله ترجمة حية حقيقية، لما في داخله فتصبح أخلاقه فاضلة، وسلوكياته حميدة فيكون ذلك نموذجا طيبا وقدوة صالحة في المجتمع،
إن أجمل ما في الحياة الإيمان بالله، وأعظم ما في الوجود حب الله، وأروع ما في الدنيا السير في طريق الله.
وأحلي ما في النفس الإنسانية التحلي بما جاء به القرآن الكريم، من خلق كريم وأدب حميد وسلوك عظيم، فتنعم بالأمن وتهنأ بالسكينة وتسعد بالفيض الإلهي العظيم في نور القرآن الكريم .
أما( الكلمة الخبيثة) وهي علي النقيض من الكلمة الطيبة، وقد جاء ذكرها في قوله تعالي: (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار) أنها الكلمة التي تؤدي إلي الضرر، وليس لها جذور خيرة.
والأخلاق لا وزن لها بدون الإخلاص في النية، والعمل والإنسان الغني بحق هو الإنسان الذي يتمتع بغني النفس، وغذاء الروح .
ولكن قبل ما يتحلي الإنسان بالخلق القرآني، يجب أن يكون حبه لله كاملا وعظيما وأن يملأه الإيمان العظيم بالله سبحانه وتعالي الذي يجعله يراقب نفسه في كل أفعاله وتصرفاته.
من خلال الكلمة التي ينطق بها الإنسان، فيكون له نورا في الحياة، يملأ قلبه ووجدانه ،وعقله ونفسه وروحه وحياته وطريقه كله إذا كانت كلمة طيبة .
واللسان مطالب بالعفة، وهذا واجب وضروري فالإسلام أخلاقيات عظيمة، وقيم دينية رشيدة، وتعاليم سديدة توجه الفرد ليكونوا كالبنيان المرصوص في تأسيس الأمة والمجتمعات الصالحة .
التعليقات