عندما نتكلم عن العلامة الشاعر الدكتور "صابر عبد الدايم يونس"، عميد كلية اللغة العربية جامعة الأزهر، الإنسان في حياته من الصعب أن تجد مفردات لكلمات تعبر عن أرقى وأسمى معاني الإنسانية التي جسدها هذا الرجل العظيم الخلوق بمعاملاته مع الناس.
هذا القلب الذي يحمل الكثير من الحب والرحمة والإنسانية والنقاء، تعرفت عليه منذ منتصف الثمانيات، عندما كنت طالباً فى الجامعة وإنضميت تحت رئاسته فى جريدة (القافلة) وجمعية الإبداع الأدبى والفنى بمدينة الزقازيق، التى كانت بمثابة البوابة الأولى فى الدخول لعالم الصحافة والأدب، وفى ذلك الوقت شاركت فى الأنشطة الثقافية والندوات في حضور الخبير الإعلامي و(الأب الروحى) سعيد الكيلاني (نائب الرئيس)، وكان يشغل منصب مدير عام الإعلام بجامعة الزقازيق والمحاضر بكلية الإعلام والدكتور أحمد زلط (الأمين العام للجمعية)، حيث كانت الجمعية مجمع ثقافي أدبي في خدمة الطاقات الشبابية.
فكنا نلتقي من أجل معرفة المزيد من ذوي الخبرة في جميع مناحي الحياة المختلفة، وكان يحضرها نخبة كبيرة من الإعلاميين والصحافيين والشعراء وأستاذة الجامعات وطلاب الجامعة، وحضوري لتلك الندوات كانت ذات عامل مؤثر وفعال فى تكوين شخصيتي للعمل الصحفي والأدبي.
فالدكتور صابر عبد الدايم من مواليد محافظة الشرقية بمصر 15 / 3 / 1948م، وعضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر ورئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعمل أستاذاً مشاركاً بجامعة أم القرى فى الفترة من 1984 ـ 1988م.
- حصل على درجة الأستاذية فى الأدب والنقد عام 1990م، وعمل أستاذاً زائراً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فى الفصل الدراسي الثاني من عام 1413هـ ـ 1993م، وعمل أستاذاً فى كلية اللغة العربية ـ جامعة أم القرى ـ مكة المكرمة ـ قسم الأدب ـ وقسم الدراسات العليا فى المدة من 1994م ـ 2000م.
- شارك فى كثير من المؤتمرات الأدبية والشعرية فى داخل مصر وخارجها، ومنها مؤتمر العقاد بأسوان 1990م ـ مؤتمر د. زكى مبارك عام 1991م ومؤتمرات أدباء مصر في الأقاليم: بأسوان سنة 1990م، وبورسعيد 1991م والإسماعيلية 1992، ومؤتمر العريش 1993 ومؤتمر الفيوم عام 2001م، والمؤتمر العام لأدباء مصر بالإسكندرية 2002م، وأمين عام مؤتمر الأدباء الثاني الذي أقامته وزارة الثقافة بالزقازيق أبريل 2002م، ومهرجان الهيئة العامة للكتاب سنة 1992 ـ 1993م ومؤتمر الأدب الإسلامي بجامعة عين شمس سنة 1992م، ومؤتمر الأدب الإسلام بمدينة اسطانبول بتركيا 1994 ومهرجان الانتفاضة باتحاد كتاب مصر عام 2002م، ومؤتمر الجنادرية بالسعودية سنة 1993 ومؤتمر الأدب الإسلامي فى القاهرة 2002م ومؤتمر " الاتحاد العام للكتاب العرب بتونس "سنة 2003" موضوعه" التضامن والتكافل فى الحضارة العربية والإسلامية، ورشحه اتحاد كتاب مصر للمشاركة فى مؤتمر " التكافل الاجتماعي فى الإسلام" الذي اقيم بتونس.
- حصل على درع التكريم من وزير الثقافة فى مصر، لجهوده فى خدمة الحركة الأدبية عام 1993م، كما حصل على درع التكريم فى مؤتمر الأدباء بالشرقية عام 2002م، وتم ترشيحه لنيل جائزة سلطان العويس فى الشعر من قبل جامعة أم القرى عام 1998م، وأعدت عنه رسالة ماجستير فى كلية اللغة العربية بالمنصورة عنوانها "صابر عبد الدايم شاعراً" أعدها الباحث الشاعر "البيومى محمد البيومي"، وأعدت عنه رسالة دكتوراه فى الأدب الإسلامي المقارن ـ بين الأدب العربي والماليزي" بالجامعة الإسلامية بماليزيا: وذلك بالمشاركة مع الشاعرين "حسين على محمد" و"أحمد فضل شبلول" شاعرين من مصر وثلاثة شعراء من ماليزيا.
- إختارته لجنة تراجم أشهر الشعراء فى العالم الإسلامي ـ للترجمة له والتنويه بأدبه وشعره فى كتاب: تراجم الشعراء فى العالم الإسلامي، وطبع على نفقة الجامعة الماليزية عام 2000م.
ومن أشهر دواوينه الشعرية:
ديوان "نبضات قلبين" بالاشتراك مع عبد العزيز عبد الدايم، عام 1969 وديوان "المسافر فى سنبلات الزمن" عام 1982م وديوان "الحلم والسفر والتحول " عام 1983م وديوان " المرايا وزهرة النار" 1988م وديوان " العاشق والنهر" 1994م وديوان "مدائن الفجر" 1994م ومسرحية "النبوءة" ومسرحية شعرية (مخطوطة)، وديوان " العمر والريح " عام 2003 سلسلة الإبداع الشعري.
ومن أشهر مؤلفاته بحوث فى الأدب المعاصر عام 1984م- محمود حسن إسماعيل بين الأصالة والمعاصرة عام 1984م - والأدب الصوفي : اتجاهاته وخصائصه عام 1984م - فن كتابة البحث الأدبي بالاشتراك مع د. محمد داود ود. حسين علي محمد 2001م - التجربة الإبداعية فى ضوء النقد الحديث عام 1989م - والأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق عام1990م - والأدب المقارن "دراسات فى المصطلح والظاهرة والتأثير" 1990م - وموسيقى الشعر العربي بين الثبات والتطور 1992م - والحديث النبوي: رؤية فنية جمالية 1999م - وشعراء وتجارب "نحو منهج تكاملي فى النقد التطبيقي 1999م - والأدب العربي المعاصر بين التقليد والتجديد.
وعندما سألت أستاذى د.صابر على مستقبل اللغة العربية في وجود الفضائيات والانترنت؟ أجاب قائلا: إن الفضائيات الناطقة بالعربية يمكن أن تشارك في نشر الثقافة العربية، والحفاظ على ملامح وجماليات اللغة، وتوثيق الروابط بين الشعوب العربية والإسلامية، لأن الفضائيات أوسع انتشارا، ويشاهدها الملايين في جميع بقاع المعمورة، ولابد من اختيار البرامج التي تواكب التطوير والتجديد مع الاهتمام الكامل بالكمبيوتر والانترنت، واقتحام هذين المجالين، ونشر الوعى اللغوي بين عامة المسلمين، وإنتاج برامج للأطفال باللغة الفصحى، وحين نتأمل الواقع ندرك الآثار السلبية للعولمة في الاتصال اللغوي، حيث يؤكد الإحصاء العالمي لاستخدام اللغات في الإنترنت في مارس 2002 بأن اللغة الإنجليزية بلغت نسبتها 40.2%.
ود.صابر عبد الدايم قدم لنا الحسن والأسوة الطيبة والقدوة الحسنة فى التسامح وهو خليط من الثقافة والعامة والوطنية والتدين الوسطي المعتدل، ونموزج مشرف لأسرته وعائلته وتلاميذه ولمصر كلها.
التعليقات