زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى مالابو عاصمة غينيا الإستوائية، للمشاركة في الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقي لمنتصف العام للاتحاد الأفريقي؛ تعكس مكانة الدولة المصرية ودورها المحوري في المنطقة، في قيادة ملفات التنمية والسلم والاستقرار والأمن داخل القارة الأفريقية.
القمة التنسيقية للاتحاد الأفريقي تكتسب أهمية خاصة كونها منصة دورية تجمع بين رؤساء الدول الأعضاء وممثلي التكتلات الاقتصادية الإقليمية؛ بهدف تنسيق الجهود القارية، ومتابعة تنفيذ مشروعات التنمية والتكامل في إطار أجندة افريقيا ؛ والمشاركة تأكيد على تفعيل الدور المصري المحوري في القضايا الإقليمية والدولية ذات الصلة بالقارة الإفريقية.
والقمة تركز على مراجعة تنفيذ أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، ومناقشة التحديات والفرص الراهنة التي تواجه الدول الإفريقية، في مجالات التنمية الاقتصادية، الأمن الإقليمي، مكافحة الإرهاب، التغيرات المناخية، والأمن الغذائي والمائي ؛وتعزيز التنسيق بين الاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية، بهدف تحقيق الأهداف التنموية المستدامة لشعوب القارة.
وتمثل القمة فرصة لإبراز الدور القيادي للدول المؤسسة، وعلى رأسها مصر، في دعم التكامل الإقليمي وبناء شراكات استراتيجية تخدم تطلعات الشعوب الإفريقية؛ ومحطة بالغة الأهمية في مسار تعزيز الاندماج الإقليمي والتكامل القاري، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه القارة.
و المحور الاقتصادي هو العنوان الرئيسي لهذه الدورة، حيث يتم التركيز على متابعة تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية، وتقييم الإنجازات المحققة على صعيد الاندماج الاقتصادي بين الدول الأعضاء.
مشاركة مصر تأتي انطلاقا من دورها المحوري في رئاسة مجموعة دول شمال إفريقيا، وأيضا باعتبارها مسئولة عن ملف البرنامج الجديد لتنمية إفريقيا، والقاهرة قدمت مبادرات متعددة في إطار النيباد، سواء في البنية التحتية أو الزراعة أو القطاع الصناعي أو بناء القدرات.
وتحركات الدولة المصرية على الصعيد الأفريقي بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تمثل امتدادا طبيعيا لدور مصر التاريخي في دعم القارة السمراء، وتترجم إيمان الدولة العميق بوحدة المصير والمستقبل المشترك لشعوب أفريقيا.
تمتعت مصر بعلاقة تاريخية متميزة مع غينيا منذ استقلال غينيا عن أسبانيا في 12 أكتوبر من عام 1968، حيث استمرت العلاقات التعاونية بين البلدين منذ ذلك الحين.
وحرصت مصر على دعم الكوادر الغينية من خلال الدورات التدريبية التي ينظمها الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية في العديد من المجالات مثل الصحة والقضاء والشرطة والزراعة والتعليم وتدريب الدبلوماسيين وغيرها..
وعودة العلاقات المصرية الغينية هي جزء لا يتجزأ من عودة مصر لقارتها الأفريقية ومصر هي القلب النابض لأفريقيا وهذا الواقع فرضه التاريخ ويؤكده المستقبل المشترك.
التعليقات