تقوم العلاقات المصرية الفرنسية علي أسس تاريخية وحضارية وثقافية، فقد كان للبعثة العلمية التي رافقت الحملة الفرنسية علي مصر السبق في فك طلاسم حجر رشيد، وقراءة اللغة المصرية القديمة وهو الأمر الذي ساهم في التعرف علي حضارة الفراعنة، وفهم ما تركوه من كتابات علي جدران المعابد وعلي المسلات ، وشكلت بعثات الطلاب المصريين إلي فرنسا ركنا مهما في بناء الدولة الحديثة في عهد محمد علي وخلفائه من الأسرة العلوية.
وقد حافظت مصر وفرنسا علي علاقات متميزة في العصر الحديث علي جميع المستويات وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها.
تميزت العلاقات المصرية الفرنسية بحالة من الخصوصية علي مدي القرنين الماضيين وزالت الحواجز بين القاهرة وباريس مما جعل العمل السياسي والدبلوماسي والاقتصادي بين البلدين ركيزة مهمة من ركائز استمرار العلاقات بين البلدين
وتلك الخصوصية مرت بمرحلتين هما فترة ما بعد الحملة الفرنسية على مصر حتى حرب السويس عام 1956، حيث كانت العلاقات خلالها فيها قدر من التوتر لكن كانت في مجملها من أمتن العلاقات التي أقامتها مصر مع دول أخرى وقد كانت في بداية هذه الفترة امتدادا للفترة التي قضاها الفرنسيون في مصر من حيث النهضة العلمية، والثقافية، والصناعية التي بدأها محمد علي .
فقد قامت العلاقات المصرية- الفرنسية منذ تولي الرئيس عبد الناصر حتى ثورة الـ25 من يناير على التعاون المثمر
فقد تميزت السياسة الخارجية الفرنسية منذ فترة حكم الجنرال ديجول مرورا بمن خلفوه بالتعاون الاقتصادي، والتجاري، والتقني على المستوى الثنائي، والفهم الواعي للتطورات الإقليمية والدولية.
ترتبط مصر وفرنسا بعلاقات تاريخية تعود لنهايات القرن الثامن عشر، وبالتحديد مع مقدم الحملة الفرنسية، التى تركت بصمتها على كثير من جوانب الحياة المصرية، فمعها بدأت شرارة تحول مصر لعصر الحداثة، خصوصا وأن الحملة رافقتها مجموعات من العلماء الذين أسهموا فى إعادة اكتشاف جوانب عديدة فى مصر.
وفي زمن الحملة تم اكتشاف وحل رموز اللغة الهيروغليفية على يد شامبليون، وبناء المجمع العلمى، وتأليف كتاب وصف مصر، وعندما بدأ محمد على فى بناء مصر الحديثة كانت البعثات المصرية تتوجه إلى فرنسا فى كافة مجالات العلوم والآداب بدءاً برفاعة الطهطاوى وصولا إلى طه حسين وغيرهم
مرت علاقات البلدين خلال فترة ما بعد الحملة الفرنسية على مصر حتى حرب السويس عام 1956، بتقلبات عديدة ، إلا أنها تعتبر في مجملها من أمتن العلاقات التي أقامتها مصر مع دول أخرى ، وكانت في بداية هذه الفترة امتدادا للعامين اللذين قضاهما الفرنسيون في مصر، من حيث النهضة العلمية، والثقافية، والصناعية التي بدأها محمد علي. فمصر خلال القرن الـ18 جعلت من فرنسا مقصدا لبعثاتها الطلابية، واعتمدت على المستشارين الفرنسيين إن أرادت أن تنشئ مدارس، أو جامعة وهيئة علمية، أو أن تجدد حياتها في أي فرع من الفروع الإنتاجية.
شارك الفرنسيون خلال تلك الفترة في بناء القناطر والجسور، والأبنية الهندسية، والمدارس، وفي المجال العسكري، استعان محمد علي باشا بضباط فرنسيين في تأسيس جيش مصر الحديث، وفي تأسيس البحرية الحديثة.
وقد دخلت العلاقات المصرية- الفرنسية أسوأ مراحلها خلال تلك الفترة بعد تأميم قناة السويس، حيث تحالفت فرنسا، بقيادة الاشتراكي جي مواليه، مع بريطانيا وإسرائيل للتصدي لقرار التأميم عبر العدوان على مصر.
قامت علاقات مصر وفرنسا فى العصر الحديث على أسس الاحترام المتبادل بجانب المصالح المتبادلة سياسيا واقتصاديا وتجاريا بدءا بعهد الجنرال ديجول صاحب المواقف القوية المتضامنة مع العرب عقب عدوان 1967 مرورًا بفترات حكم الرؤساء بومبيدو، ديستان، ميتران، شيراك، ساركوزى، أولاند وأخيرا إيمانويل ماكرون.
فقد تميزت السياسة الخارجية الفرنسية، منذ فترة حكم الجنرال ديجول، مرورا بمن خلفوه سواء كانوا ينتمون إلى اليمين أو إلى الوسط أو اليسار بالتعاون الاقتصادي والتجاري والتقني على المستوى الثنائي والفهم الواعي للتطورات الإقليمية والدولية خاصة المواقف الفرنسية من الصراع العربي- الإسرائيلي، وحقوق الشعب الفلسطيني .
شهدت العلاقات الثنائية بين فرنسا ومصر تطورا كبيرا في الفترة الأخيرة وخاصة بعد تولي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مقاليد السلطة في2017
تشهد العلاقات الفرنسية المصرية تقاربا ملحوظا منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي السلطة منذ نوفمبر 2014 وعكست تقاربا في وجهات النظر إزاء القضايا الثنائية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة الليبية وكذلك رغبة البلدين في تقوية شراكتهما التي تمتد عبر قرنين من الزمان في المجالات الاقتصادية، والعسكرية، والثقافية
تقوم العلاقات المصرية – الفرنسية على روابط تاريخية مميزة تستند إلى الصداقة والثقة المتبادلة ، ونمت هذه الروابط بشدة خلال فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي
حيث حرصت القيادة السياسية في البلدين على مختلف المستويات على التشاور المستمر وبحث كل القضايا ذات الاهتمام المشترك والحوار السياسي الوثيق بشأن القضايا الإقليمية كعملية السلام في الشرق الأوسط ، ليبيا ، سوريا أو حتى إفريقيا ، كما تعد مصر كذلك شريكا أساسياً في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية ولعل الزيارات الثنائية رفيعة المستوى وذلك بوتيرة زيارة في السنة تقريبا على مستوى رئاسة الدولة لأبرز دليل على عمق وقوة العلاقات السياسية بين الدولتين ..
أهمية تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين وتشجيع الاستثمارات الفرنسية بمصر، خاصة بعد الخطوات التى اتخذتها مصر خلال السنوات الأخيرة لجذب الاستثمارات الخارجية.
العلاقات علي المستوي الاقتصادي بين البلدين لاتقل أهمية عن العلاقات السياسية، والذى تم ترجمته بإنشاء المجلس الرئاسي المصري الفرنسي في 25 إبريل 2006 والذي عمل منذ إنشائه على دعم التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين ونقل الخبرات والتكنولوجيا الصناعية لدى الجانب الفرنسى إلى كافة الجهات المصرية المعنية .
حيث تمثل فرنسا شريكا اقتصاديا بالغ الأهمية لمصر كما تعد مصر أكثر إثارة للإهتمام بالنسبة للشركات الفرنسية كما تعزز في الأونة الأخيرة خاصة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الحضور الإقتصادي الفرنسي في مصر بفضل الإتفاقيات التي أبرمت بين الجانبين وحجم الاستثمارات الفرنسية في مصر وتنوعها .
وتعكس الثقة الكبيرة التى تحظى بها مصر لدى المستثمريين الفرنسيين، وذلك لبحث فرص الاستثمار بالسوق المصري وخطط الشركات الفرنسية للاستثمار في مصر خلال الفترة المقبلة، في إطار الشراكة الاقتصادية المصرية الفرنسية في مختلف المجالات.
التعليقات