تشهد الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي حراكا ثقافيا غير مسبوق يتمثل في الجهود المبذولة لإثراء كافة مناحي الحياة الثقافية وذلك من خلال فعاليات الدورة الثانية والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب تحت شعار "في القراءة حياة" بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات خلال الفترة من 30 يونيو حتى 15 يوليو 2021.
وذلك إيماناً من الدولة والقيادة السياسية بالدور المهم الذي تقوم به الثقافة باعتبارها إحدى الآليات الفاعلة فى تشكيل الوعى وبناء الإنسان ومواجهة الأفكار المتطرفة بمشاركة أجهزة الدولة في كافة المجالات والعمل على زيادة الوعي القومي للمواطنين ونشر الثقافة.
والقراءة هي البوابة الأولى للمعرفة والثقافة بمختلف أنواعها وتساهم في التنوع الثقافي واطلاع المجتمع على المزيد من الثقافات التى يؤدي إلى تقبلها واحترامها والقراءة مهمة جدا لجميع أفراد المجتمع حتى يكون المجتمع صالحا غنيا بالعلم والثقافة ومطلعا على الأخلاق الفاضلة.
وتسهم القراءة في تأسيس المجتمع بالشكل الصحيح و يجب نشر الكتب التي تغذي العقل وتمنح لكل من يقرأها أفقًا واسعًا من الكتب العلمية والأدبية ومن المبادرات الجميلة التي ساهمت في نشرها في المجتمعات لمختلف فئات المجتمع وجود مسابقات القراءة.
ويشارك في معرض الكتاب هذا العام 25 دولة من أربعة قارات بواقع 7 دول أفريقية هي السودان، جنوب السودان، ليبيا، المغرب، تونس، إرتريا، الصومال، 12 دولة آسيوية هي العراق ، الكويت، الإمارات، الأردن، السعودية، لبنان، اليمن، فلسطين، البحرين، سوريا، اليابان، كوريا، و5 دول أوروبية هي صربيا، روسيا، اليونان، بريطانيا، إسبانيا، بالاضافة إلى أمريكا. والمعرض أكبر تجمع فعلى للناشرين على مستوى العالم وتتضمن الفعاليات إطلاق مبادرة ثقافتك كتابك ويشهد أيضا المعرض لأول مرة هذا العام المنصة الإلكترونية.
وتم تدشين المعرض رسمياً عام 1969 وصاحب فكرة معرض القاهرة للكتاب فهو الدكتور ثروت عكاشة وزير "الثقافة والإرشاد القومي حيث رأى أن الاحتفال بمدينة "قاهرة المعز" يكون من خلال معرض سنوي للكتاب من أجل نشر الفكر التنويري وقد نجح المعرض طوال السنوات الماضية في نشر الثقافة وحوار الأفكار وكتقليدٍ سنوي يوضع رمز تنويري يحمل المعرض إسمه في كل عام وبسبب دور ثروت عكاشة في تأسيس المعرض اختارت وزارة الثقافة إسمه رمزاً لمعرض 2019 ومعه إسم الدكتورة سهير القلماوي التي نفذت تأسيس المعرض على أرض الواقع عندما كانت تتولى رئاسة "الهيئة المصرية العامة للكتاب" عام 1969.
لقب الدكتور ثروت عكاشة بفارس الثقافة والثورة وقدم العديد من المؤلفات والتراجم من بينها "معجم المصطلحات الثقافية" و"تاريخ الفن الإغريقي" و"تاريخ الفن الروماني" وترجم كتاب "مسخ الكائنات" للكاتب الإيطالي "أوفيد" و"الترجمات للمسرح المصري القديم" و"مذكرات ثروت عكاشة" وقد تأسست في عهده وزارة الثقافة كمؤسسة حقيقية فأنشأ المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب والهيئة المصرية العامة للكتاب وأكاديمية الفنون وكون الفرقة الفنية للموسيقى العربية وأنشأ مشروع الصوت والضوء بالأهرامات الفرعونية بالإضافة إلى إسهاماته المهمة في إنقاذ آثار النوبة وتطوير معبد الكرنك والدير البحري في مدينة (الأقصر) في (صعيد مصر) وغيرها كثير.
أما الدكتورة سهير القلماوى تولت منصب أستاذ الأدب العربي الحديث في كلية الآداب أيضاً عام 1956 كما تولت الإشراف على "دار الكتاب العربي" ثم الإشراف على مؤسسة التأليف والنشر وكانت ممن أسهموا في إقامة أول دورات معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1969 والذي شمل على جناح خاص بالأطفال وهو ما استمر بعد ذلك ليصبح في ما بعد (المعرض السنوي لكتب الطفل) وعرفت بإسم "فارسة الطفل والمرأة" لدورها في توعية المرأة ورعاية الأطفال ثقافياً ولذلك تستحق الدكتورة القلماوي والدكتور عكاشة أن يكونا رمزاً لمعرض الكتاب وإن كان إسم كل منهما منفصلاً يستحق وحده أن يكون رمزاً تنويرياً.
التعليقات