الشكاوى الكيدية إحدى الآفات التي أصابت المجتمع أرتكبها البعض في محاولة منهم لإيذاء الآخرين وإلصاق التهم بهم للنيل من أخلاقهم وكرامتهم.
ومن نتائجها الظلم والعدوان والحسد والغل فقد يتأثر الفرد والمجتمع بهذا النوع من الشكاوى ماديا ومعنويا فتضيع الحقوق وتظهر الفرقة ويصاب المجتمع بأمراض الكراهية والبغض والفتنة والنميمة والتنافس على صناعة الشر ومكايدة الصديق لصديقه والأخ لأخيه وكل هذا ضد تقدم الفرد والمجتمع وإن الشكوى حق لكل مواطن يشعر بظلم وهذا حق كفله الدستور والقانون ولا حجر على أي مواطن في التقدم بشكواه إلي أية جهة.
أن الشكاوى الكيدية لها آثار سلبية وإيجابية أما أهم الآثار السلبية للشكوى فهي إيقاع الظلم على المشكو في حقه ولو مؤقتا وما إلي ذلك ويجري التحقيق بسؤال الشاكي إن كان معلوما وسؤال المشكو في حقه أو مواجهته إذا كان الشاكي مجهولا وفي الحالتين يصاب المشكو في حقه بالتوتر.
وعلينا أن نعامل أولادنا بموضوعية ونعلمهم كيف يقولون الحق ويبتعدون عن المبالغة التي تؤدي بهم إلي الشكوى الدائمة وأهمية تدريبهم علي العدالة والأخلاق حتى لا يروا أنفسهم في حال مخالف عن حالهم لأن أساس الشكوى هو الشعور بالظلم وكثيرا ما يأتي هذا الشعور نتيجة النظر للأمور من إطار مختل.
لذلك فالزوجة العاقلة والزوج المتريث لا يعلنان عن شكواهما أمام الأبناء حتى لا ينقلا لهما الإحساس بعدم الرضا.
والشكوى ملمح من الملامح النفسية التي تعبر عن شخصية غير سوية أما الشكوى من سلوك أو فكرة فهذا تحيز وعدم بصيرة بالموقف في حين أن الهدوء والتفكير المتأني أفضل بكثير من التجريح والخروج عن الإطار الاجتماعي.
أن الشكاوى الكيدية تصدر ممن هو أدنى ضد من هو أعلى بمعنى نسب تهمة إلي شخص في مستوى أعلى وهي كيدية بمعنى أنها مختلفة وهى غالبا ما تكون سرية غير موقع عليها من صاحبها ليخفى صاحبها نفسه . وإذا نظرنا إلى جوهر المشكلة لوجدنا الخلل يتمثل في العلاقة بين الموظف ورئيسه في العمل أي بين الرئيس والمرؤوس في كافة المجالات فإذا عالجنا هذا الخلل اختفت الشكاوى الكيدية.
ولمواجهة هذه المشكلة لابد من الرجوع إلى الأسباب والدوافع التي جعلت البعض يقدم عليها والأسباب تكمن في غياب الشفافية والمصداقية وعلى الجميع مراعاة الضمير في التعامل مع الآخرين ويحافظ كل واحد منا على مصلحة أخيه فيسود التسامح .رغم أن كثيرا من هذه الشكاوى قد لا تجد لها حلا إلا إنها تلعب دور نفسيا عظيما تجعل صاحب الشكوى يصبر على بلواه وتمنحه بعض الأمل في أن يعرف المسئول المختص بهذه الشكوى ويحلها بما يملك من إحساس بالعدل والحق.
فالشكوى لها دور علاجي لنفسية الشاكي لما تمنحه له من راحة نتيجة تفريغ شحنة الغضب ومنها رضاه عن نفسه في كشف وفضح هذا الشخص الذي ظلمه أو أغتصب حقوقه وعلى الإنسان أن يكون صادقا في كل ما يقول وفي كل ما يفعل .ومن هنا فإن من شكا غيره على سبيل الكيد له هو ظالم لهذا الذي كتب في حقه أو تكلم في حقه وهو مؤذ له.
فعلى كل إنسان أن يبتعد عن ظلم وإيذاء الآخرين وأن يكون صادقا عدلا يراقب ربه في كل مكان في السر والعلن فينعم المجتمع بالود والتراحم والتسامح .
التعليقات