ليس هناك أسوأ من فقدان الشغف تجاه أشياء كانت تسعدنا بالأمس، فى اعتقادى أن هذا الشعور شئ محزن ومخيف، كيف بعد أن كنا نلهث وراء أشياء لم تعد الآن تعنينا، لم تعد تغرينا. أمور كانت تعنى لنا الكثير.
حقا، ثمة أشياء لا تُشترى كالحب والسعادة والرضا، فاحرص على من يحبك ؛فهو كنزك بالحياة، واسعد بأبسط الأشياء؛ فهناك أناس يفتقرون إلى السعادة، وكن راضيا بما قسمه الله لك .
كانت تخشى دائما الوقوع بالحب، تخشى الانتظار والخيبات، أن تتلاشى أعوامها دون أن تدرى كيف مضت، ثمة ذكريات تلاحقها، تشعل تلك الحرب التى اندلعت بين قلبها وعقلها، هى فتاة أرستقراطية ترفض أن يجتاح عالمها فوضى ثرثرات عشقية، تأبى الاقتراب ،بينما هو يركض نحوها دائما، تلاحقها عيناه الحائرتان، أينما تذهب تجده نصب عينيها، تتعجب من إصراره، لا تعلم عنه شيئا سوى ملاحقته لها، فتخاف أن تخر قواها، هو شاب طويل القامة حاد النظرات، يتمتع بوسامة رجل شرقى الملامح رغم لون البحر الذى يملأ عينيه، أما هى على غير استعداد لخوض معركة عشقية من جديد، الخاسر الوحيد بها هو قلبها.. وبعد محاولات عدة استطاع أن يحصل على مقابلة معها.. جاءت ترتدى معطفها الأنيق، وتلك القبعة الفاخرة التى أسقطتها قليلاً لتخبئ عينيها.
- هو : كم أنك عنيدة.
-هى : لا أعرفك.
-هو : يكفى أن تعلمى أن كل لحظة رأيتك فيها، كانت لحظة انبهار جديدة، فى كل مرة، وكأنى أراكِ لأول مرة.
-هى : ولمَ كل هذا الانبهار؟
-هو : لا أعلم.
-هى: إذن فلتعلم أنى أرفض هذا الانبهار، حقا أرفضه.
-هو : أنتِ لاتملكين سوى عينين قاسيتين.
-هى : افهم كما شئت ، فلنعد كما كنا، ولنبق غرباء.
التعليقات